منذ 7 سنوات | ثقافة / Huffington Post

إن كنت أباً أو كنتِ أماً لأطفال مراهقين، فإليك 3 كلمات تكفي لتجعلك ترجف هلعاً: معسكر تواصل اجتماعي.

نعم، فبدلاً من فِطام المراهقين عن فيسبوك وإنستغرام وسناب تشات ويوتيوب، يأتي الآن برنامج تدريبي مدته 10 أيام هدفه زيادة انغماس المراهقين في منصات التواصل عبر فضاء الإنترنت العنكبوتي بغية تحويلهم إلى "نجوم" و"مؤثرين" في عالم التواصل الاجتماعي، حسب تعبير تقرير نشر في صحيفة الغارديان البريطانية الثلاثاء 28 مارس/آذار 2017.

وحسب القائمين على هذا المعسكر المزمع انطلاقه في مدينة لوس أنجلوس الأميركية قبل انتشاره إلى بريطانيا وأستراليا واليابان فإن الاستخدام الصحيح للهواتف وأجهزة ألواح (التابلت) والحواسيب الشخصية المحمولة (اللابتوب) هو مفتاح النجاح على طريقة هوليوود "فمهما كانت مهاراتك واهتماماتك، ثمة قناة تواصل اجتماعي في مكان ما هناك كفيلة بمساعدتك كي تصل إلى مستوى الشهرة والثروة."

المستقبل للشبكات الاجتماعية

sss

المعسكر هو من بنات أفكار نيشيل رودريغيز (48 عاماً) التي هي أخصائية اجتماعية تحولت إلى سيدة أعمال أدارت على مدى 18 عاماً معسكراً شبابياً للتمثيل قرب لوس أنجلوس، لكنها الآن ترى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي المستقبل. تقول "إن التواصل الاجتماعي يسيطر على كل شيء بسرعة، وحجم الاهتمام غير معقول. إن هذا المعسكر حاضنة أعمال، فهدفه الوحيد هو تحقيق المردود المادي وتعلم أصول هذه التجارة."

وللترويج يعلن معسكر صناعة النجم الاجتماعي عن نفسه بالقول أنه "أول برنامج موجه للمراهقين يتكفل بنوم وإقامة مشاركيه، هدفه تحقيق النمو المهني والنجاح المادي على منصات التواصل الاجتماعي." وسينطلق البرنامج في الفترة بين 8 و 17 يوليو/تموز 2017 في جامعة لا فيرن التي تبعد 56 كيلومتراً عن لوس أنجلوس.

وستنطلق معسكرات مماثلة في لندن شهر أغسطس/آب 2017 وفي كل من سيدني واليابان العام القادم، ويُنتظر تأكيد أماكن إقامة هذه المعسكرات التدريبية حسب ما قالته رودريغيز التي تضيف "إن هذا معسكرٌ للراغبين في النجاح، أولئك الذين يريدون زيادة جمهورهم وتفاعلهم."

وفي هذا المعسكر -الذي يمثل حسب تعبير الغارديان النقيض التام لبرامج إعادة تأهيل المراهقين المدمنين للتواصل الاجتماعي- حوالي 300 مقعد متوفر للراغبين بالتسجيل.

المشاركون من مدينة لوس أنجلوس على موعد مع الإقامة والسكن المتكفل بهما فضلاً عن الجولات وورشات العمل التقنية والدروس التعليمية التي يلقيها أشخاص من ذوي النفوذ والتأثير في عالم التواصل الاجتماعي، كما هم أيضاً على موعد مع النصائح والإرشادات من شركات تبحث عن المواهب لاستغلالها في الإعلان لماركات شركات شهيرة، كل هذا مقابل 2690 دولاراً. أما خدمات الاستقبال في المطار والحصول على تي-شيرت المعسكر وتناول بعض الوجبات فلها تكلفة إضافية.

ويذكر المعسكر في فقرته التعريفية الإعلانية كلاً من أديل وجاستن بيبر على سبيل المثال ضمن أسماء من لمعت نجومهم بفضل منظومة التواصل الاجتماعي، كذلك يذكر أسماء مراهقين حولوا الرياضة والطعام والموضة وأدوات التزين والتجميل والكوميديا وغيرها من الاهتمامات إلى صفحات وقنوات تحظى بمتابعة ضخمة على الإنترنت.

تقول الفقرة التعريفية "كلما عرفك وأحبك ناسٌ أكثر، زادت شهرتك. أجل! كل ما عليك فعله هو أن تطلق العنان لمهارتك وشخصيتك كي تلمع؛ ثق بنفسك وحافظ على الاستمرارية واترك المجال لمستخدمي الشبكات الاجتماعية لكي يدركوا تفرّدك."

عشرات

ssss

وقال رودريغيز إن العشرات سجلوا أنفسهم في معسكر لوس أنجلوس منذ افتتاح التسجيل هذا الشهر (مارس/آذار 2017) ، وأن 4 منهم حضروا الأسبوع الماضي ورشة إضاءة أفلام في لوس أنجلوس على سبيل التسخين التمهيدي قبل المعسكر.

تقول بروك أليس (18 عاماً) من سيدني "أريد حقاً أن أنال شهرة علنية أوسع كي أخلب اهتمام الناس وأكون جديرة بوقتهم." وتأمل في أن تحقيقَ النموِ في أعداد متابعيها الـ10100 على إنستغرام سيزيد من فرصها كي تصبح ممثلة.

ويدلي موقع المعسكر على الإنترنت بوعود لمتابعيه باكتشافهم، إذ يقول الموقع "إن كنت تتمتع بشخصية آسرة فقد يتصل بك مدير تنفيذي في صناعة الأفلام كي يوكل لك دوراً في فيلم ظريف."

كذلك تقول ديسمبر إنسمينغر (18 عاماً) من ولاية آركنسا الآميركية أنها بدأت تأخذ وسائل التواصل الاجتماعي على محمل الجد في سن الـ14 مكتملِ النمو حسب قولها "لقد تفتحت في سن متأخر"، وتضيف أنها كذلك ترجو متابعة الدرب في مجال التمثيل "أريد أن أكون قادرة على تسويق نفسي وإيجاد صورتي الخاصة بنفسي."

دَجَل هوليود

sss

كل هذه كلماتٌ لا تبشر بالخير لمن يتذمرون من طول فترة الوقت الذي يقضيه المراهقون على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بعض النقاد يذكرون سبباً آخر مختلفاً يدعو إلى القلق هو هدر الوالدين للمال فيما يغذي الأطفالُ أحلاماً غير واقعية.

فلدى هوليوود تاريخ عريقٌ مع السذج الآتين من خارج الوسط الفني في سلبهم نقودَهم، فقد احترفت هوليوود التغريرَ بهم بكل جرأة عبر الوعود المعسولة الزائفة بتحقيق الشهرة والثروة، حسب ما قالته آن هنري المساهمة في تأسيس مؤسسة BizParents Foundation غير الربحية التي تقدم النصائح للعائلات في مجال صناعة الترفيه.
تقول آن هنري إن الانفجار الثوري الحاصل في شبكات التواصل الاجتماعي قد أجج الهوس وأوهام الدجل والتضليل "فالآن بتنا نظن أن كل من هب ودب يمكنه أن يصبح نجماً، ما يعني أن كل أب وأم باتوا في مرمى عروض الدجل."

لكن صاحبة فكرة المعسكر نيشيل رودريغيز تصر على أنه في دنيا الشبكات الاجتماعية يمكن لأيٍّ كانَ أن يصبح نجماً ويجني ثروة حقيقية، فالمراهقون لطالما انشغلوا بهواياتهم والمواضيع التي تشغفهم، أما الآن فأمامهم فرصة تحقيق الدخل والمردود المادي من ممارسة هذه الهوايات. تقول "إننا فقط محظوظون لأننا نعيش هذه المرحلة التي تدر دولاراً على كل هذه الأمور."

وتتابع رودريغيز أنه بالتحلي بما يكفي من التصميم وتكريس النفس، يمكن للفرد المراهق اجتذاب جمهور يدر عليه مدخولاً إعلانياً، "فإن حققت أرقاماً [من المتابعين والجمهور] سيقبل عليك المعلنون." وتقول رودريغيز أن المعسكر يسرّع عملية ومنحنى التعلم من الأخطاء لتلافيها "فهو يسرع العملية باختصاره 3 سنوات من الوقت الذي يلزمها."

أرباح

ssss

الهدف من المعسكر هو مساعدة المراهقين الذين بعمر 13 عاماً كحد أدنى على تحديد ورسم ملامح علامتهم التجارية الشخصية لكي يجنوا النقود من وراء الترويج للسلع والمنتجات حسب ما قالته سارة غيرتلر مديرة التطوير التجاري في المعسكر التي تمضي فتقول "التزم بصدقِ بعلامتك التجارية لأن هذا هو ما سيزينك في عيون المعلنين."

وتقول الفنانة الصاعدة أليس أنها لن ترضى بالإعلان سوى عن منتجات تؤمن بها. تقول أليس أن شبكات التواصل الاجتماعي تعني أن جيلها قد يتمكن من تلافي الوقوع في دوامة وروتين دوام العمل الممل "إذ لستَ مضطراً لتؤدي وظيفة ما عدت تحبها."

وفي ورشة العمل قدم صانع الأفلام النمساوي ليوبولد كيبر نصائح حول الإضاءة وتأطير كادر الصور، فقال للطلبة الـ4 الحضور "تستطيعون فعلاً أن توصلوا جزءاً كبيراً من قصتكم من خلال الإعدادات [الخاصة بالصورة]."

ويقول رافاييل كابولونغ، المراهق الفلبيني ذو الـ14 عاماً أن الكورس التعليمي سيفيد قناته على يوتيوب، حيث قال "أود أن أصنع أفلام فيديو ذات إنتاج أفضل."

لكن ليس لدى كل المشاركين أحلام بالشهرة.

فالمراهقة لورين كيلي ذات الـ15 عاماً التي هي المواطنة الوحيدة من سكان لوس أنجلوس بين الطلبة الـ4 قالت أنها تتطلع وتتشوق للمعسكر لكي تطلق قناتها الخاصة على يوتيوب، أما هدفها، فقالت إنه ليس الشهرة ولا الثروة ولا الترويج لعلامة تجارية، بل تقول "في الحقيقة لست مهتمة بكل هذا، فكل ما أفعله هو أني أنشر أشياء؛ إنها طريقة لأكون اجتماعية وأتواصل مع أصحابي." وعن طموحها، تقول أنها تأمل أن تصبح ممرضة أطفال.

والدة لورين، واسمها كيمبرلي كيلي، قالت أنها وزوجها يأملان أن يكون المعسكر مرحاً وأن يغذي هواية لدى لورين. تقول الأم "نقول لكل أطفالنا أن يتبعوا الطريق الذي اختاره الله لهم. إننا لا نتطلع لكي تتحول لورين إلى علامة تجارية."


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024