دائماً ما تصنَّف الأفلام التي تصل مدتها إلى ساعتين أو أكثر على أنها أفلام طويلة، وهناك الكثير من محبي الأفلام الذين يترددون قبل أن يشاهدوا فيلم مدته 3 ساعات؛ حتى لا يصابوا بالملل.
لكن عندما تصل مدة فيلم ليوم أو أكثر، هل تظن أنك تمتلك القدرة على مشاهدة ذلك الفيلم، وإنهائه؟
هناك نوعية من الأفلام - ذات شعبية ضئيلة عالميًا - تُدعى "الأفلام التجريبية".
والسينما التجريبية هى نوعية من الأفلام ليست شبيهة بأفلام السينما أو الأفلام الوثائقية، فهي عبارة عن أفلام لا تمتلك قصة وطريقة سرد كما تعودنا أن نشاهد بتلك النوعيات التقليدية من الأفلام؛ بل تركز على فكرة معينة، وتحاول عرضها باستخدام أساليب تصوير وسرد غير تقليدية، وتتسم تلك النوعية بطول مدتها التي قد تصل لأيام، وغالبًا ما يتم عرضها بالمتاحف والمعارض.
يعرض التقرير التالي أطول الأفلام التجريبية وأهمها بالتاريخ، والتي حققت شهرة؛ بسبب طول مدتها، بجانب أفكار وموضوعات تلك الأفلام التي أثارت الانتباه.
لا يمكن لأحد أن ينكر تأثير المخرج الكبير ألفريد هيتشكوك على صناعة السينما عالميًا، وعلى مخيلة الملايين من البشر.
الفنان الاسكتلندي دوغلاس غوردون هو واحد من أولئك الذين وقعوا تحت تأثير سحر أفلام هيتشكوك، وخاصة تحفته الفنية الخالدة Psychoo، ومن شدة عشقه للفيلم، قرر غوردون عام 1993 صناعة فيلم مدته 24 ساعة عن فيلم Psycho، وهو "24 Hours Psycho".
قام غوردون بإبطاء سريان فيلم Psycho حتى تمكن من جعل الفيلم يُعرض لمدة 24 ساعة، بدلاً من ساعة و50 دقيقة، وهو الزمن الأصلي لفيلم Psycho. وتلك النسخة الطويلة من فيلم Psycho لم تُعرض سينمائياً، ولكن تم عرضها ببعض المتاحف والمعارض وقت صدورها.
على الرغم من ثناء الكثيرين ممن رأوا الفيلم على تلك التجربة الاستثنائية، فإنهم عابوه بأن طول مدة عرض الفيلم قتلت روح التشويق والإثارة التي جاءت بالفيلم الأصلي.
فيلم آخر مدته 24 ساعة، وهذه المرة فيلم مُهدى لتاريخ السينما بشكل عام، وليس لفيلم بعينه، مثل 24 Hours Psycho، إنه فيلم The Clocks، الفيلم الذي أخرجه الأميركيكريستيان ماركلى، وصدر في أكتوبر/تشرين الأول عام 2010.
الفيلم عبارة عن مجموعة من أشهر المشاهد واللقطات السينمائية والتليفزيونية بالتاريخ، والتي تحتوي على إشارات إلى الساعة والوقت، ولا يستغرق عرض أي مشهد منها أكثر من بضع دقائق. استغرقت صناعة الفيلم ثلاث سنوات، قام خلالها كريستيان ماركلى -بمساعدة فريق من الباحثين- بتجميع أكبر قدر ممكن من المشاهد التي تتناسب مع فكرة الفيلم.
الفيلم لاقى إشادة ومديحاً كبيراً من النقاد، ووصفته جريدة الغارديان البريطانية بأنه "تحفة فنية"، وقد فاز الفيلم بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي عام 20111، بجانب جوائز أخرى، والفيلم حاصل على تقييم 9.0 على موقع Imdb.
إذا كنت تظن أن يوماً واحداً يكفي لعرض فيلم، فالفنان الأميركي آندي وارهول له رأي آخر، ففي عام 1967، قام آندي بصناعة فيلم مدته 25 ساعة وهو Four Stars أو 44 نجوم.
اسم الفيلم هو إسقاط ونقد لفكرة تقييم الأفلام التي كانت سائدة في ستينات القرن الماضي، فكان النقاد يقيمون الأفلام باستخدام درجة من 44 نجوم.
الفيلم يتكون من 83 بكرة سينمائية، وكل بكرة تحتوي على فيلم قصير مدته نصف ساعة. الفيلم تم عرضه مرة واحدة فقط بإحدى دور العرض في مدينة نيويورك الأميركية في ديسمبر/كانون الأول 1967، والفيلم حاصل على تقييم 6.8 على موقع Imdbb.
صُنف فيلم The Longest Most Meaningless Movie in the World -أطول فيلم عديم المعنى في العالم- كواحد من أطول الأفلام التي تم إنتاجها بالتاريخ، فمدة الفيلم تصل لـ48 ساعة (يومان).
الفيلم يتكون من مجموعة من الإعلانات التليفزيونية، والأفلام غير المكتملة، بالإضافة إلى فيديوهات أرشيفية، وغيرها من التسجيلات والتي جعلت عرض الفيلم يستمر 48 ساعة متواصلة. الفيلم حاصل على تقييم 6.0 على موقع Imdb.
إذا امتلكت الشغف تجاه هدف ما، فيمكنك صنع أي شيء، وهذا ما حدث مع المخرج الفرنسي جيرارد كورنات، الذي قام بصناعة فيلم مدته 197 ساعة، أي ما يساوي 7 أيام و 18 ساعة متواصلة، وهو فيلم Cinématon؛أي "لهجة السينما".
الفيلم صدر في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2009، وكان وقتها أطول فيلم في التاريخ، واستمر كذلك حتى 2011.
أخذ جيرارد كورنات 31 عاماً في صناعة الفيلم، من 1978 وحتى 2009.
ويتكون الفيلم من عدد ضخم من الفيديوهات القصيرة -التي لا يتعدى زمن أيٍّ منها 3 دقائق و25 ثانية- للعديد من المشاهير؛ منهم: صحفيون، مخرجون، وممثلون، بجانب مجموعة من أصدقاء جيرارد.
ومن أهم المخرجين الذين ظهروا بالفيلم: جان لوك جودار، وتيري جيليام، أما من الممثلين فظهر: روبيرتو بينيني نجم الفيلم الإيطالي الشهير Life Is Beautiful، وجولي دلبي نجمة سلسلة الأفلام الشهيرة Before Sunrise، مع النجم إيثان هوك.
الفيلم حاصل على تقييم 6.9 على موقع Imdb.
دائماً نسأل أنفسنا: ماذا سيحدث لتلك الأبنية التي نعيش أو نعمل بها؟ كيف سيكون شكلها في المستقبل، بعد أن نكون فارقنا الحياة؟ ولا نجد إجابة، فنكتفي بخيالنا ليجيب لنا.
لكن عام 2011 قام مجموعة من المخرجين الدنماركيين بمحاولة الإجابة عن تلك الأسئلة، وذلك عن طريق صناعة فيلم Modern Times Forever، والذي وصلت مدته لـ240 ساعة، أي ما يساوي 10 أيام متواصلة.
الفيلم عبارة عن عرض للتغيرات التي ستحدث بمبنى شركة Stora Enso في العاصمة الفنلندية هلسنكي، وكيف ستؤثر عوامل المناخ وتقلبات الجو على شكل المبنى. الفيلم تم عرضه في مارس/آذار عام 2011، وحاصل على تقييم 6.8 على موقع Imdb.
حامل لقب أطول فيلم في التاريخ، مدته وصلت لـ857 ساعة، أي ما يساوي 37 يوماً (5 أسابيع)، إنه فيلم Logistics، والذي تم عرضه في ديسمبر عام 2012، ومن إخراج السويديين: دانيال أندرسون، وإريكا ماجنسن.
فكرة الفيلم تدور حول كيفية تصنيع ووصول الأدوات المُستوردة من بلد المنشأ إلى البلد المستورد، وتركزت قصة الفيلم حول جهاز البيدوميتر- أي جهاز العداد الخطي، والذي يقوم بحساب عدد الخطى التي يسيرها الإنسان في المسافة بين مكانين، وتتبع كيفية تصنيع المنتج بالصين، ثم تصديره للسويد، ولكن حدث ذلك بشكل عكسي، فبدلاً من فهم دورة المنتج بداية من تصنيعه وصولاً لمحل استهلاكه، قام المخرجان (أندرسون وماجنسن) برصد تلك الدورة بدايةً من المستهلك، وصولاً لتصنيعه بالصين.
