منذ 7 سنوات | ترجمات / DEBKA ترجمة LIBAN8

أثارت محادثات الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان في سان بطرسبرج والتي عقدت الثلاثاء 9 آب الذعر بين صناع السياسة في إسرائيل والقادة العسكريين. فاللقاء تم على هامش قمة مجموعة الـ 20، وأنهى ٩ أشهر من العداء بين العاصمتين والذي أشعل فتيله إسقاط الطائرات التركية للطائرة الروسية الحربية SU-24  على الحدود السورية يوم 24 تشرين الثاني 2015. 

وكان قد بدأ العداء بالإنتهاء يوم 17 تموز، بعد يومين من قمع أردوغان محاولة الانقلاب العسكري ضد حكومته. فقرر الحاكم التركي عندها استغلال الحادثة لتوسيع قوته واستخدامها ليس فقط لتصفية واسعة النطاق من الحسابات مع منتقديه، ولكن أيضا كنقطة انطلاق  لمصالحته مع موسكو والوصول لاتفاق استراتيجي مع روسيا. لكن القلق في إسرائيل هو من أن يدير أردوغان ظهره للولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي، ويذهب كل في طريقه إلى اتفاق جديد مع روسيا التي تعتبر إيران شريكة لها. 

والأمر ظهر في الواقع، ذلك أنه من المقرر أن يقوم أردوغان برحلة الى طهران للقاء الرئيس حسن روحاني بعد بضعة أيام من محادثاته مع بوتين. 

وتبدو التحركات الأخيرة للرئيس التركي كأنها تحضر لائتلاف جديد في الشرق الأوسط والذي سيتألف من تركيا، روسيا، إيران، العراق، سوريا، وبشكل غير مباشر، حزب الله، هذا الاحتمال سيقلب السياسات الاسرائيلية الرئيسية حيال تركيا وسوريا. 

فالانفراج في العلاقات الإسرائيلية مع أنقرة في الأشهر الأخيرة يعتمد على استمرار تركيا في الحفاظ على العلاقات العسكرية والاستخباراتية الوثيقة مع الولايات المتحدة وإدماجها في التحالف السني ضد إيران في شراكة مع المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والأردن. 

لكن الاجتماع بين بوتين وإردوغان  يهدد برمي هذه الخطط في مهب الرياح،يبدو أن تركيا اختارت الاصطفاف مع الجبهة الروسية-الشيعية المدعومة من طهران ضد التحالف السني.

لذلك، فإن توسيع نطاق التعاون العسكري والاستخباراتي الذي كان سببا في التقارب الإسرائيلي التركي لم تعد إمكانيته عالية لسببين: 

1. ستتردد إسرائيل في تقاسم تكنولوجيتها العسكرية مع تركيا خشية أن تجد طريقها إلى إيران. فخلال المحادثات مع أنقرة لترميم ما بينهما، كانت إسرائيل تحاول باستمرار الحصول على دلائل تشير إلى أن تركيا مستعدة لقطع علاقاتها مع إيران. 

2. من أجل إبقاء إيران وحزب الله بعيدا عن حدودها، دخلت إسرائيل في ترتيبات مع روسيا، بعضها لم ينشر أبدا، في بداية التدخل العسكري الروسي في سوريا في أيلول الماضي. وشملت هذه الترتيبات تنسيق عمليات سلاح الجو فوق الأراضي السورية.

الآن، تجد إسرائيل نفسها فجأة أمام شراكة روسية-تركية تهدف إلى تعزيز الهيمنة الإيرانية على سوريا - الأمر الذي يتضارب كليا مع هدف حكومة نتنياهو في حل نزاعها مع أنقرة.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024