خرج سد الفرات الواقع تحت سيطرة تنظيم «داعش» قرب مدينة الرقة، شمال سورية، أمس، عن الخدمة نتيجة المعارك الدائرة قربه ما يهدد بارتفاع منسوب المياه فيه.


وتخوض «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، التي تضم فصائل عربية وكردية، معارك عنيفة لاستعادة السيطرة على سد الفرات ومدينة الطبقة القريبة منه في اطار العملية العسكرية الواسعة لطرد «داعش» من الرقة، أبرز معاقله في سورية.


وقال مصدر فني من داخل سد الفرات الذي يعرف أيضاً بسد الطبقة، «خرج سد الفرات عن الخدمة نتيجة المعارك العنيفة بالقرب منه»، موضحاً أن «قصفاً طال ساحة التوزيع المسؤولة عن تزويد السد بالطاقة الكهربائية ما أدى لخروجها عن الخدمة فنياً»، من دون ان يتمكن من تحديد ما إذا كان القصف عبارة عن غارات جوية أو ناتج عن الاشتباكات القريبة.


ويشكل خروج السد عن الخدمة، حسب المصدر الفني، «خطورة في حال لم يتم تدارك الاعطال الفنية سريعاً».


وأشار المصدر الى ان «عدد الفنيين الموجودين في السد محدود حالياً وبالتالي لا يمكنهم السيطرة على الاعطال الفنية»، كما انه لا يمكن لفنيين آخرين الدخول إليه «فحركة الدخول والخروج متوقفة منذ ثلاثة ايام نتيجة الغارات المكثفة في محيطه».


من جهته، أكد المتحدث باسم «قسد» طلال سلو ألا خطورة على السد، مشدداً على انه «ليس هناك غارات» عليه.


وأوضح أن عملية الانزال الجوي التي قامت بها قوات اميركية قبل أيام كان هدفها «تجنب قصف السد أو حصول أي أضرار فيه».


وتتركز الاشتباكات حالياً خارج المدخل الشمالي للسد، وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان»، الذي أفاد عن صعوبات عدة أهمها تلغيم «الدواعش» المنطقة المحيطة به.


وحذر التنظيم، عبر وكالة «أعماق» التابعة له، من أن سد الفرات «مهدد بالانهيار في أي لحظة نتيجة الضربات الاميركية وبسبب الارتفاع الكبير في منسوب المياه».


لكن المصدر الفني أكد أن «منسوب المياه لم يرتفع حتى الآن، لكنه مهدد بالارتفاع في حال استمر الوضع الحالي».


وتبلغ كميات المياه المخزنة في سد الفرات أكثر من 14 مليار متر مكعب. وتعتمد المحافظات الواقعة في شمال وشرق سورية بشكل رئيسي عليه لتأمين مياه الشرب لملايين المدنيين ولري مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية.


في غضون ذلك، أفاد سكان في الرقة، أمس، أن «سيارات تابعة لتنظيم داعش تجول في المدينة وتدعو عبر مكبرات الصوت الأهالي للخروج منها خوفاً من انهيار سد الفرات».


وحسب السكان، توجه آلاف من أهالي المدينة الى منطقة الكسرات وجامعة الفرات جنوب النهر عبر الزوارق لعبور النهر، كما توجهت اعداد مماثلة باتجاه منطقة المزارع شمال غرب المدينة.


وأشاروا إلى أن الرقة أصبحت شبه خالية من السكان وأن الكثير من الأبنية بقي فيها عدد محدود من الاشخاص لحمايتها من السرقة.


وتوازياً، أعلنت «قسد» أنها سيطرت أمس على بلدة الكرامة، آخر بلدة كبيرة إلى الشرق من الرقة التي تبعد نحو 18 كيلومتراً.


وخلال المعارك على أطراف سد الفرات، قتل أمير في تنظيم «داعش» يحمل الجنسية الألمانية، حسب ما أفادت مصادر إعلامية مقربة من «قسد»، موضحة أنه يدعى «أبو عمر الألماني» وأنه قتل مع عدد من عناصر التنظيم.


وعلى جبهات أخرى، صدّت المعارضة السورية المسلحة، أمس، هجوماً واسعاً لقوات النظام في ريف حماة الشمالي التي تعرضت هي ومناطق أخرى في ريف دمشق وإدلب لقصف جوي غير مسبوق، مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024