منذ 7 سنوات | حول العالم / Huffington Post

تحدَّت ابنة خالد مسعود، مُنفِّذ هجوم جسر ويستمنستر في لندن مبادئ والدها الجهادي، ورفضت التخلي عن نمط حياتها الغربي.

وكانت الفتاة الجريئة، التي تبلغ من العمر 18 عاماً، والابنة الوسطى من بين ثلاثة أطفال لدى خالد، قد رفضت ارتداء النقاب، والانقياد لنمط حياة والدها الإسلامي المتشدد، وذلك وفقاً لما جاء بصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وتعطينا الصورة التي تظهر فيها الفتاة المراهقة الجذَّابة وهي ترتدي فستاناً أسود فاتناً، وتبتسم أمام عدسة الكاميرا، انطباعاً مختلفاً تماماً عما كنا نتوقعه من ابنة متعصبٍ إسلامي.

وبينما تحدَّت رغبات والدها، سلكت شقيقتها الأكبر، البالغة من العمر 24 عاماً، مساراً آخر. إذ انصاعت لرغبات والدها، واعتنقت الدين الإسلامي وصارت ترتدي النقاب.

وهاتان الفتاتان هما ابنتا جاين هارفي، التي ارتبط بها خالد، البالغ من العمر 52 عاماً، عام 1991، قبل أن يعتنق الفكر المتطرف في السجن.

ثم انفصلا عام 2002، بعد أن حُكم عليه بالسجن لعامين لإدانته بالاعتداء الوحشي على مالك إحدى الحانات في نوبة غضب.

khalid masood

وبعد أن ارتبط خالد، الذي وُلِدَ باسم أدريان إلمز في مدينة دارتفورد الواقعة في مقاطعة كِنت الإنكليزية، بجاين هارفي، انتقل إلى منزلها، الذي يبلغ ثمنه 700 ألف جنيه إسترليني، في بلدة نورثيام الثرية بالقرب من مدينة راي بمقاطعة شرق ساسكس.

واستمرت علاقة خالد وجاين وأنجبا طفلتين، ثم عمل خالد مديراً لشركة "Aaron Chemicals" الإنكليزية التي تمتلكها جاين.

وقالت إحدى صديقات جاين، التي فضَّلت عدم ذكر اسمها، إنَّ خالد كان شاباً "فاتناً" حين كان مرتبطاً بجاين.

أمّا بالحديث عن جاين، البالغة من العمر 48 عاماً، والمعروفة بين أصدقائها باسم جاي، فقالت الصديقة نفسها: "جاي نموذجٌ لسيدة الأعمال الناجحة. لطالما أولت طفلتيها الرعاية المادية".

ولكن حين بلغت ابنتهما الكبرى من العمر ثمانية أعوام، سُجِن خالد بتهمة جرح وجه رجل بسكين في عراكٍ عنيف خارج إحدى الحانات المحلية.

وحاول خالد تبرير عنفه المروِّع بسبب السلوك العنصري لضحيته بيرس موت، الذي احتاج إلى 20 غُرزة لتضميد الجرح الغائر في خده.

وقال جيران خالد، إنَّه ترك حياته القديمة بعد إطلاق سراحه من السجن، بما في ذلك جاين هارفي وابنتاه الصغيرتان.

وقال أحد سكان البلدة: "حين خرج خالد من السجن، قرر أن يحيا حياةً إسلامية، ولم يكن يريد أي شيء من حياته القديمة. ترك جاي والطفلتين، ورحل ليعيش في إحدى المناطق المهجورة في مدينة إيستبورن، واعتقد أنه ارتبط بامرأةٍ أُخرى. لم يعد خالد إلى البلدة أبداً، وترك جاي تُربّي الطفلتين بنفسها".

وعام 2004، تزوَّج خالد، الذي كان لا يزال يحمل اسم أدريان إلمز، فرزانة مالك، التي كانت تبلغ من العمر حينذاك 25 عاماً، وتعمل مُساعدةً في مجال التسويق بمكتب السجل المدني ببلدة ميدواي في مدينة روتشستر، الواقعة في مقاطعة كِنت. ثم انفصلا فيما بعد، وتزوجت فرزانة شخصاً آخر.

وارتبط خالد بعد ذلك بروهي هيدارا، البالغة من العمر 39 عاماً، وسكن معها في العديد من المنازل لفتراتٍ قصيرة في مدينتي لندن ولوتون.

khalid masood

ويُعتَقَد أن ابنته الكبرى بعد اعتناقها للدين الإسلامي قد انتقلت للعيش مع والدها وزوجته الجديدة في مدينة لوتون، ثم لحقت به بعد ذلك حين انتقل إلى مدينة برمنغهام.

وقالت إحدى صديقات ابنته الكبرى: "لقد ارتدت النقاب، وأعتقد أنَّها غيَّرت اسمها". ويُقال إن قرار ابنته بالعيش معه قد سبَّب خلافاً بينها وبين والدتها.

وفي ليلة الأمس، السبت 25 مارس/آذار، قال مسؤولٌ في الشرطة البريطانية إنَّ شريكة خالد روهي هيدارا، البالغة من العمر 38 عاماً، قد أطلق سراحها بكفالة، ولكنها بانتظار الخضوع لاستجواباتٍ أُخرى. وكانت الشرطة قد ألقت القبض على روهي للاشتباه في إعدادها لهجماتٍ إرهابية.

ولا تزال التحقيقات في مجزرة ويستمنستر مستمرة، في ظل احتجاز الشرطة لرجلٍ عجوز عمره 58 عاماً، بعد القبض عليه في مدينة برمنغهام.

وكان خالد مسعود قد استخدم سيارة هيونداي مزوّدة بخاصية الدفع الرباعي ليدهس مجموعة من المشاة على جسر ويستمنستر، قبل أن يندفع بالسيارة نحو بوابات البرلمان الخاصة بالسيارات في تمام الساعة الثانية والنصف عصراً، يوم الأربعاء 22 مارس/آذار.

ثم خرج من سيارته وهرع نحو مجلس العموم، وطعن الضابط كيث بالمر طعناتٍ أدت إلى موته. وبعد دقائق من نوبة هياج خالد، أطلق عليه ضابطٌ مُسلَّح النار وأرداه قتيلاً.

وشملت قائمة الضحايا أحد أبناء مدينة لندن ليزلي رودس، البالغ من العمر 75 عاماً، والسائح الأميركي كيرت كوتشران، البالغ من العمر 54 عاماً، وعائشة فرايد البالغة من العمر 43 عاماً، وكانت أماً لطفلين.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024