الزّواج التزامٌ أبديّ للإله وشريك الحياة؛ الزواج التزامٌ يربط بين الرّجل والمرأة ويتطلّب منهما على حدٍّ سواء الكثير من الصبر والتجلّد والثقة والتفاهم والتضحيات والتنازلات، والأهم من كلّ ذلك، الإبتعاد عن الأخطاء التي تُوقع المتزوّجون حديثاً في فخّها وتُبليهم بإنطلاقة خاطئة لشراكتهما.. دعينا نتعرّف عليها معاً في هذا المقال من"عائلتي"..
الخطأ الأول: التّركيز على الجوانب السلبيّة للحياة وتناسي إيجابيّاتها
مذكورٌ في قوله تعالى: "ما تزرع تحصد". بمعنى أنّكِ لن تكوني سعيدة في حياتكِ ما لم تُفكّري بإيجابية وتفاؤل. وفي إطار علاقة الجديدة بالحبيب، فكّري أكثر في صفاته الجيدّة وعاداته الجميلة حتى تتمكني من التغاضي عن العادات السيئة التي تُزعجكِ فيه!!
إنه خطأ كبير يرتكبه للأسف كثيرون يُفضّلون المساومة على زواجهم على التنازل عن حقّهم بأن يكونوا على حق. فهم لا يعلمون بأنّ العلاقة الزوجية أكثر من حق وإثبات وجهة نظر، والاعتراف بالخطأ في إطارها كما التنازل عن الحقّ، فضيلة.
عندما كنتما تتواعدان، لم تكفّي يوماً عن إغداقه بالمبادرات اللطيفة والحنونة والرومانسية. هل ستستمرّين بذلك الآن وقد تزوّجتما؟!
هل هذا يعني بأنّ الشعور بالراحة في الزواج أمر سيء؟ الحقيقة أنّ الراحة في الزواج أمر رائع شرط ألا تتجاوز حدود بذل الطرفين أيّ مجهود من أجل إسعاد بعضهما البعض أو خوض المغامرات والتجارب العفوية التي تُبقي الشرارة قائمة في حياتهما الزوجية!
قد يبدو هذا التوزيع منصفاً للطرفين، ولكنه في الحقيقة غير ذلك كلياً. فمسؤوليات الحياة الزوجية لا تُحدد بالأرقام ولا يُمكن بالتالي تقسيمها بالتساوي. وما يعتبره أحد الطرفين 50% من المهام، لا يُوافق عليه الطرف الآخر بالضرورة. وهنا يبدأ الخلاف الذي بالإمكان تفاديه بتقسام الزوجين المهام والمسؤوليات على قاعدة "مَن يُحسن القيام بالشيء أو يبرع فيه"!
لا تُقيّدي حركات حبيبكِ لمجرّد أنه أصبح زوجك! فمثل هذه الطريقة في التفكير والتصرّف ستخنق حريّته وتقتل زواجكما من قبل أن يبدأ! الرابط الزوجي لا يعني بأن تقوما بكلّ الأمور معاً وألا يكون لكليكما متنفساً خاصاً به بعيداً عن الآخر!
تظنّين بأنكِ تحوّلتِ إلى قارئة أفكار محترفة بعد الزواج وتفترضين أنكِ تعرفين ما يجول في خاطرزوجكِ من دون أن تسأليه، الأمر الذي يُمكن أن يؤدّي إلى سوء تفاهم وخلافات لا تنتهي!
أن تُقدما معاً على خطوة الزواج لا يعني بالضرورة أنكما ستفكران وتتصرفان دائماً بنفس الطريقة. ففي النهاية، أنتما شخصان مختلفان ولكلّ منكما عاداته وتوقعاته الخاصة بالزواج. فتوقّعي بألا تسير كلّ الأمور على طريقتكِ كي لا تنصدمي ويصعب عليكِ التعامل مع الأمور التي تجري كما لا تشتهيه سفينتك!
قد لا تًحبين حماكِ وحماتكِ ولكنّ زوجكِ يحبّهما والأفضل أن تبذلي جهداً للتقرّب منهما حتى لا يتسبب جفاكِ بتصدّع زواجكِ على المدى الطويل!
وتجدر الإشارة إلى أنّ كلّ ما ينطبق عليكِ في سياق هذا المقال، ينطبق أيضاً على زوجكِ. فلتستفيدي وتُشاركيه الإفادة لحياة زوجيّة سعيدة ومديدة!