منذ 7 سنوات | أنت وطفلك / الحياة

أظهرت دراسة جديدة أن التواصل باللمس بين حديثي الولادة والوالدين أو القائمين على رعايتهم، قد يساعد في تشكيل استجابة أدمغتهم للمس، وهو حاسة ضرورية للتواصل الاجتماعي والعاطفي.

وربطت أبحاث كثيرة سابقة بين التواصل باللمس وفوائد لها علاقة بنمو حديثي الولادة المبتسرين، ومكتملي النمو على حد سواء، ومن بينها تحسن النمو والنوم والتطور الحركي، كما ربطت أبحاث بين الرضاعة الطبيعية وغيرها من أشكال الدعم باللمس، والحد من الضيق أثناء وخز الإبر، والإجراءات الطبية المؤلمة الأخرى.

وفي إطار الدراسة، اختبر الباحثون استجابة 125 طفلاً مبتسراً ومكتمل النمو للمس الرقيق، وتوصلت إلى أنه وبشكل عام كانت استجابة المبتسرين للمس أقل بالمقارنة مع مكتملي النمو.

وأشارت النتائج أيضاً إلى أن استجابة الأطفال المبتسرين الذين تلامسوا أكثر مع أبويهم، والقائمين على رعايتهم للمس كانت أقوى، مقارنة بالمبتسرين الذين لم يحظوا بمثل هذا الدعم.

وقالت الباحثة من مستشفى نيشونوايد للأطفال، ناتالي ميتر، في مدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكية: "تضيف نتائجنا إلى إدراكنا أن التعرض للمزيد من أنواع هذا الدعم باللمس، يمكن أن يؤثر بالفعل في الطريقة التي يعالج بها الدماغ حاسة اللمس الضرورية للتعلم والتواصل الاجتماعي العاطفي."

وأضافت: "المدهش هو أن الإجراءات المؤلمة التي من المعروف أنها تؤثر في معالجة الدماغ للألم، تؤثر أيضاً سلباً في معالجة اللمس".

وولد الأطفال المبتسرون المشاركون في الدراسة بين الأسبوعين الرابع والـ 20 والسادس والـ 30 من الحمل، فيما ولد الأطفال مكتملو النمو بين الأسبوعين الثامن والـ 30 والثاني والـ 40 من الحمل.

وأشارت ميتر إلى أن نمو حديثي الولادة خاصة في الشهور القليلة الأولى، يتأثر كثيراً باللمس والصوت، لأن نظام الرؤية يكون غير ناضج إلى حد كبير، ويكون اللمس بالنسبة للرضع وسيلة لمعرفة الأشياء المحيطة وطريقة مبكرة للتواصل مع الوالدين.

ولقياس استجابة حديثي الولادة للمس، قام الباحثون بتعريضهم لنفخة هواء بسيطة، وإذا استطاع دماغ حديث الولادة الاستجابة لهذه اللمسة، فيمكنه تعلم أيضاً التمييز بين الملامس المختلفة مثل الفرق بين ملمس بشرة الأم وجسم صلب، أو التمييز حتى بين وجنة الأب الخشنة ووجنة شقيقتهم الناعمة.

وكتب الباحثون في دورية "كارنت بايولوجي"، أن حديثي الولادة الذين كانوا في وحدة الرعاية المركزة، وقضوا المزيد من الوقت في التلامس الرقيق مع والديهم والقائمين على رعايتهم كانت استجابتهم أقوى للمس، مقارنة بمن لم يحظوا بمثل هذا التلامس الرقيق.

وخلص الباحثون إلى أن زيادة التلامس الرقيق لكل حديثي الولادة خصوصاً المبتسرين، يمكن أن تساعدهم على تطوير التسلسل المنطقي المطلوب لمهارات الإدراك والسلوك والاتصال. 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024