يقفز موضوع الحدود اللبنانية-السورية إلى الواجهة كل مدة بسبب حوادث أو اجراءات، وعلى الرغم من دقّة هذه المنطقة يبدو أنّ الأمور هناك لم تتغير، حيث بقيت شبكات التهريب من سوريا إلى الداخل اللبناني تعمل بين البلدين، رغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الأجهزة الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني، وها هي ظهرت مجدداً إلى العلن وبكل جرأة، وما يؤكد ما نقوله ذلك المنشور الذي نشرته إحدى السيدات عبر صفحة فيسبوكية تدعو فيه كل من يرغب في الدخول إلى لبنان بالتواصل معها. وبكل وقاحة قدمت هذه السيدة عروضات لكسب الزبائن تؤكد أنها تنقلهم من خلال طريق سهل ومؤمّنة، ومن أهم اغراءاتها التسويقية أنّ أسعارها تناسب الجميع، وقد كتبت في المنشور: "لكل حدا بدو يطلع علبنان.. عنا طريق سهل ومأمن وأسعارنا معقولة ويتناسب الكل وأهم شي عنا سلامتكن والدفع عند الوصول.. ايمت ما حبيتو اتواصلوا معي.. أم لؤي.. للاستفسار التواصل على الرقم 0993898947 واتس اب فقط." لا ندري من أين أتت هذه السيدة بهذه الجرأة ولا نعلم من الذي يقف خلفها، لكن ما نعرفه أن غالبية المهرّبين يشعرون أنهم محميّون بفعل التركيبة العائلية والعشائرية للمنطقة الحدودية.
وفيما تستمرّ هذه المهزلة الخطرة يبدو أنّ الدولة غائبة عن السمع فبعد مرورو 5 سنوات على الحرب السورية التي ترخي بظلالها على الوضع اللبناني لم تضع الدولة حدّاً لهذه الظاهرة التي تهدد الأمن والسلم الأهلي في لبنان.
لذا نضع هذا الأمر برسم المعنيين، ونرفع الصوت ونناشد الدولة الكريمة أن تضرب بيد من حديد وأن تقوم بحملة أمنية واسعة لاعتقال أفراد هذه العصابات، وإعلان المنطقة الحدودية منطقة عسكرية وأمنية، تعيد الأمور إلى نصابها بعد هذا الفلتان الأمني الذي بات علنياً.
