أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن الاحتلال الإسرائيلي هو العائق الأول في طريق اكتمال صورة الإنجاز الوطني الفلسطيني بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والإدارية والأمنية.

مشيراً إلى أنه "رغم منع الاحتلال لنا من استثمار كل مواردنا الوطنية عبر مواصلة سرقة الأرض وتقطيع أوصال الوطن بالمستوطنات والحواجز العسكرية وجدار الفصل العنصري، استطعنا أن نحقق بإرادتنا الإنسانية المرتكزة على الصمود والصبر والمثابرة والنضال إنجازات لافتة في بناء مؤسسات دولة القانون التي تليق بتضحيات شعبنا".

ولفت الرئيس عباس، خلال احتفال في مقر الرئاسة بمدينة رام اللـه، اليوم الأحد، إلى أن المجتمع الدولي اليوم بات أكثر اقتناعاً بأن الاحتلال لأرض دولة فلسطين هو سبب كل المصائب التي تعاني منها المنطقة والعالم وأنه بدون حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، لن يتحقق السلام أو الأمن أو الاستقرار، وستظل المنطقة مفتوحة على خيارات شديدة الصعوبة.

وأوضح الرئيس عباس في كلمته أن الشعب الفلسطيني لا يطلب المستحيل ولا يسعى إلّا لتحقيق السلام المبني على الشرعية الدولية في وقت لن يتحقق فيه السلام طالما بقي الاحتلال الإسرائيلي جاثماً على الفلسطينيين. والرسالة إلى المجتمع الدولي أنه قد آن الأوان للاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف: "لن نسكت على الانتهاكات الإسرائيلية العنصرية بل سنواصل التصدي لها بكل بأس وفق استراتيجياتنا الوطنية التي تعتمد العمل السياسي والقانوني والمقاومة الشعبية السلمية أساساً لأي تحرك في هذا الإطار وصولاً إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين المحتلة كاملة غير منقوصة".

وأشار عباس إلى المكالمة الهاتفية التي أجراها قبل يومين مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ووصفها بالبناءة وقال: نقدر له هذه المبادرة حيث أكد التزامه الكامل بعملية السلام وبحل الدولتين في حين أكدنا نحن مواقفنا الثابتة أننا مع السلام القائم على حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية وأننا جزء من الشرعية الدولية. كما أكدنا موقفنا الرافض للإرهاب والتطرف، هذا الموقف القائم على قيمنا وقناعاتنا الدينية والوطنية وعلى حماية مصالح شعبنا وأمتنا وسوف نستمر في التعاون معه للوصول إلى سلام عادل وشامل يحقق الأمن والاستقرار للجميع. حيث تلقينا منه دعوة للاجتماع به في البيت الأبيض قريباً من أجل دفع عملية السلام قدماً وصولاً إلى الحل الشامل والعادل.

وأردف "لن نسمح لكائن من كان أن يهدم ما بنيناه أو أن يعيدنا إلى الوراء ولن ندخر أي جهد لتحقيق ذلك ولن يكون أحد فوق المساءلة وفوق أحكام القانون". مشدداً على عدم السماح لأية مشاريع أو أفكار تصفوية بأن تجهض المشروع الوطني الفلسطيني.

وقال "سنرفض أي حل ينتقص من حقوقنا وسيادتنا بما في ذلك ما يتم تداوله هذه الأيام حول إقامة دولة في غزة، وسنحارب هذه المؤامرات بكل طاقتنا، فلا دولة فلسطينية في غزة ولا دولة فلسطينية بدون غزة وهي  جزء من دولة فلسطين، ولن نسمح بفصلها عن جسدنا الفلسطيني الواحد".

وفي كلمته دعا الرئيس الفلسطيني، حركة حماس للمصالحة وإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحضر لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتنهي هذه الحالة الشاذة التي مر عليها عشر سنوات عجاف.

وقال: "إننا نجري الاستعدادات والمشاورات والتحضيرات الضرورية لعقد المجلس الوطني الفلسطيني لتعزيز وحماية منظمة التحرير الفلسطينية التي هي بيتنا المعنوي والممثل الشرعي والوحيد لشعبنا".



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024