منذ 7 سنوات | العالم العربي / 24.ae

في بعض الحالات، تحولت النساء اللاتي هربن من داعش من مضطهدات مهانات، وجريحات نفسياً إلى متهمات.

وروت ليتا تايلور، باحثة بارزة في قضايا الإرهاب ومكافحته لدى منظمة هيومان رايتس ووتش، في مجلة فورين أفيرز معاناة بعض من عانين الأمرين في ظل التنظيم الوحشي.

رحلة المعاناة
ووصفت تايلور نادية، 22 عاماً، العراقية الجميلة التي تحدثت بصوت هادئ رتيب عن رحلتها من المعاناة تحت حكم داعش، إلى سجن كردي، قائلة إنها لم تر ابنتها ذات الأعوام الثلاثة منذ هروبها من زوجها ، عضو سابق في داعش. وروت نادية، وقد تم تغيير اسمها لحمايتها، حكايتها لتايلور من داخل غرفة الزيارة في سجن إربيل. لقد تزوجت، وهي العربية السنية من محافظة صلاح الدين في العراق، من فلاح من المنطقة في عام 2012. وعلى رغم من أن زواجهما كان تقليدياً ومدبراً، فقد عاشا في البداية بوئام. ولكن كل شيء تغير نحو الأسوأ عندما سيطر داعش على قريتهما لمدة شهرين في عام 2014.

تحديات كبرى
وتقول الباحثة إن ما جرى لاحقاً يلقي الضوء على تحديات خطيرة تواجهها حكومة كردستان العراق، في محاولاتها للتعرف على التهديدات التي يشكلها بعض المندسين بين آلاف من النازحين العراقيين الهاربين، عبر الحدود، من مناطق سيطر عليها داعش، ولمحاكمة من كانوا أعضاء في التنظيم المتطرف.

تواطؤ
وعبر تلك العملية الصعبة، يكمن خطر تصنيف حكومة كردستان العراق، وبصورة عشوائية، لبعض النساء وحتى الأطفال الذين عاشوا تحت حكم داعش، بالتورط والتواطؤ مع التنظيم، ومنهم من لم يرحب به، أو تعرض للأذى في ظل حكمه الوحشي.

هرب الجميع
ونقلت الباحثة عن نادية أن معظم سكان قريتها هربوا عندما استولى داعش على المنطقة. ولكنها قالت إن زوجها أصر على البقاء لرعاية قطيع الماشية. وعندما تمكنت قوات عراقية، بعد ذلك ببضعة أشهر، من طرد داعش، عاد كبار السن إلى القرية، وقاطعهم الجميع لأنهم لم يغادروا القرية، متهمينهم بالتعاطف مع داعش. وهكذا انتقل الزوجان مع طفلتهما إلى الموصل، وهناك وبسبب عجز زوجها عن إيجاد عمل، اضطر للانضمام إلى داعش كحارس عند نقطة تفتيش. وتقول نادية أنه بالرغم من التحاقة بداية بداعش من أجل إعالة أسرته، فقد "غسل دماغه"، تدريجياً، وسرعان ما أصبح "عدوانياً" يضربها على الدوام. وقالت نادية: "لم يضربني قط إلى أن التحق بداعش. لقد غيروه وأفسدوه". وعندما قالت له بأنها ستهجره، هدد إما بقتلها أو أخذ ابنتها منها".

ضغوط
ولكن عندما بدأ داعش في الضغط على زوج نادية لكي يلتحق بالقتال على الجبهات، رفض، وعندها جلده التنظيم وسجنه لمدة شهرين. ويوم إطلاق سراحه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، هرب إلى قرية تركية مجاورة. وبعد أن اكتشف داعش هروبه، حاول أحد رجاله إجبار نادية على الكشف عن مكانه. وعندما رفضت، قالت أن الداعشي ضربها على رأسها ببندقية، وهدد بقتلها، فهربها أهل زوجها إلى تركيا لتلتحق بزوجها في تركيا.

اعتقال
هناك في تركيا، قالت نادية: "عاود زوجي ضربي، وعندما اكتشف أني أخطط للعودة إلى العراق مع ابنتي رماني خارج الشقة، وأغلق الباب في وجهي، رافضاً السماح لي باصطحاب ابنتي".

وتنقل تايلور عن نادية قولها إنها شعرت برعب ووحدة، وعبرت الحدود الجنوبية التركية إلى كردستان العراق، حيث اعتقلتها قوات الأسايش، الذراع الأمني للإقليم الكردي.وها قد مضى عام كامل على وجود نادية داخل قسم النساء والأطفال في إصلاحية إربيل، بتهمة التواطؤ مع تنظيم إرهابي، ما يعرضها لحكم بالسجن لما يزيد عن 15 عاماً.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024