يركّز الشاعر أحمد ماضي نشاطه على الفنانيْن زياد برجي ومحمد فضل شاكر، حيث يستعدّ بالتعاون معهما إلى أعمال جديدة سترى النور خلال الفترة المقبلة.


ماضي، الشاعر الذي دخل في خصومات مع عدد كبير من الفنانين وآخرهم هيثم زيّاد وإليسا، أكد أن قلبه أبيض، ولكنه يجاهر بالحقيقة ولا يختفي وراء اصبعه، مؤكداً أن الكثيرين يلومونه بسبب مواقفه المتضامنة مع الفنان المعتزل والمتواري فضل شاكر الملاحَق من القضاء اللبناني، لكنهم لو كانوا مكانه لما كانوا فعلوا ذلك، مشيداً «بفضل» شاكر عليه.


وفي حديثه إلى «الراي»، نفى أحمد ماضي أن يكون فضل شاكر بصدد التحضير لألبوم جديد كونه اعتزل الفن، موضحاً أن الأخير سلّم ألبوماً لـ «روتانا» قبل أن يقرر الاعتزال، كما أوضح أن فضل لديه النية لتسليم نفسه لمخابرات الجيش «ولكن يجب أن يلمس بوادر إيجابية».


ويُذكر أن ملاحقة شاكر قضائياً تتمّ على خلفية أحداث عبرا في مدينة صيدا، التي وقعت صيف 2013 بين الجيش اللبناني ومجموعة الشيخ الموقوف أحمد الأسير الذي كان «فضل» من مؤيّديه.


• هل صحيح أنك بصدد التحضير لأغنية جديدة مع محمد فضل شاكر؟


- نعم، وسأقوم بتسجيلها في مصر.


• ألا تعتقد أن هناك تسرّعاً في إصدار أغنية جديدة له، خصوصاً أنه لا يزال يقطف نجاح أغنيته الأولى «أنا يا جروحي»؟


- كلا. الأغنية الأولى كانت بمثابة رسالة إلى والده، وهي نالت حقها. محمد لا يزال في بداية مشواره الفني ولا شيء يمنع من أن نحضّر له أغنية ثانية وثالثة كي ينتشر اسمه كمطرب. الأغنية الثانية ستكون باللهجة البيضاء، وهي لا تتعارض مع الأغنية الأولى، لأنها كانت باللهجة اللبنانية. مثلاً، نحن طرحنا لزياد برجي 4 أغنيات في شهر واحد، وكلها أخذت حقها. ويبقى الأمر المهم كيفية التسويق للعمل.


في المقابل هناك مطربون أصدروا ألبومات، ولكنها مرّت مرور الكرام لأنه لم يتم التسويق لها في شكل صحيح.


• هل نفهم أنك تركز على إصدار أغنيات لمحمد شاكر بشكل مكثف خلال الفترة المقبلة؟


- كلا. أغنية «أنا يا جروحي» صدرتْ قبل شهرين، وتم تسويقها في الإذاعات وفي الخارج. حالياً، سنسجل الأغنية في مصر ومن ثم سنقوم بالتسويق لها، ونحتاج إلى شهر كامل لطرْحها في الأسواق.


• ما الاستراتيجية التي تعتمدها في مسيرة محمد شاكر بما أنك تحتضنه وتخطط له فنياً؟


- يجب أن نتعاقد مع شركة إنتاج كي نتمكن من نشْر الأعمال بطريقة أوسع. وبما أن الإنتاج حالياً على حساب محمد الخاص، فإننا نتروى قبل أن نُقْدِم على كل خطوة في شكل صحيح. يهمّنا أن نسوّق للأعمال داخل لبنان وخارجه، لكن في لبنان تكلفة التسويق مرتفعة جداً، بينما في الخارج يجري التسويق من دون مقابل إذا كان العمل جميلاً وناجحاً.


• هل صحيح أن فضل شاكر سيطرح ألبوماً خلال الفترة القريبة المقبلة؟


- هذا الكلام غير صحيح، لأنه اعتزل. فضل لديه ألبوم جاهز عند «روتانا»، كان قد سلّمها إياه قبيل اعتزاله.


• هل ستقتصر تجربته الغنائية على تقديم الأغنيات الدينية؟


- لا يوجد شيء اسمه أغنيات دينية وأغنيات غير دينية. عندما يحلّ فضل قضيته سيعلن عن قراراته بنفسه.


• الإعلان عن إصدار الألبوم نُشر على حسابه على «فيسبوك»؟


- هناك الكثير من الحسابات المزوّرة باسم فضل على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يوجد حساب رسمي باسمه على «فيسبوك». قبل مدة طرح فنانٌ أردني يملك صوتاً قريباً من صوت فضل أغنية وحاول الترويج لها بصورة لفضل، فصدّق البعض الدعاية، مع أنها كذبة، بمجرّد أن عليها صورة فضل.


• ربما الناس يصدّقون لأنهم اشتاقوا إلى سماع أغنيات جديدة منه؟


- فضل بعيد جداً عن طرح أي أغنية جديدة قبل أن يجد حلاً لقضيته. وعندما يجد الحلّ، يمكن أن يصرّح إذا كان يرغب في العودة إلى الفن أم لا. هذا القرار يعود إليه وحده.


• هل تعتقد أن قضيته ستجد طريقها إلى الحلّ قريباً؟


- أتمنى أن يحصل ذلك اليوم قبل الغد. أنا أدعو وأصلي من أجل ذلك، لكن القرار ليس بيدي ولا بيد فضل.


• هل توجد لديه النيّة لتسليم نفسه إلى مخابرات الجيش اللبناني؟


- النية موجودة، ولكن يجب أن يلمس بوادر إيجابية. فكل الناس يعرفون أن قضيته سياسية، ولكن لا يوجد حلّ سياسي. وبمجرد أن يتوافر هذا الحل، عندها يمكن أن يسلّم نفسه وتُحلّ قضيته فوراً. بعد أحداث عبرا، فضل «حلق» لحيته وجلس في بيته، ولم يُدْلِ بأي تصريح سياسي، ولو أنه فعلاً متورّط لكان أكمل. دليل براءته هو سلوكه، وهو لم يتحرك منذ خمس سنوات، وتتم محاسبته على أقواله.


• هل تصالحتَ مع الملحن هيثم زياد؟


- «مين هيدا!»، أنا كنت أعتبره صديقاً. من يكون هيثم زيّاد كي يعطي رأيه بفضل؟!... هيثم لا يحلم بأن يفتح باب سيارته.


• هناك مَن يعتبر أنك تسمح لنفسك بأن تنتقد غيرك، ولا تتقبل انتقاد الآخرين لك؟


- عندما يكون كلامي خاطئاً وغير منطقي فلينتقدوني. هل يُعقل بعد ما مات عبدالحليم أن يخرج أحد «حقّو فرنكين» ويتكلم عنه بطريقة سيئة، أو أن ينتقد أحد فيروز - أطال الله بعمرها - وأن يقول «صوتها ما إلو عازة» لو ماتت غداً... «مين إنت لتحكي عن فيروز؟». فضل شاكر بمستوى أغنيات فيروز وعبدالحليم حافظ فنياً.


• ولكن هيثم لم ينتقد فضل فنياً، بل قال إنه أخطأ؟


- هو قال إنه لا يمكن أن يتعامل مع ابنه فنياً، وقال إن صوته لم يلمسه، فهل لمسه صوت «روزي»؟


• ألا ترى أنك دخلت في خصام مع عدد كبير من فناني الوسط؟


- اكتشفتُ أن الوسط الفني فيه 80 في المئة «كذب وتفنيص ونفاق». غالبية الفنانين لا يواجهون، وأنا من النوع الذي يواجه، وهذا الأمر يتعبني ويؤذيني مادياً لأنني أخسر الكثير من الأعمال. لست من الشعراء الذين بنوا قصوراً، بل «أعيش على قدّي» وزاهد في الحياة، ولا يهمني سواء جنيت مليون دولار أو 20 ألف دولار، المهمّ ألا أحتاج إلى أحد. ما دمتُ على حق، فأنا أنام وضميري مرتاح. لا يمكنني أن أكون وسطياً مع الناس الذين أحبهم. وربما أكون على خطأ في رأي كثيرين بالنسبة إلى موقفي من فضل، ولكنني أطلب منهم أن يضعوا أنفسهم مكاني، وأنا لا يمكنني أن أنسى فضله عليّ.


• بصراحة، هل تعتقد أن فضل أخطأ في حق نفسه وفنه؟


- طبعاً هو أخطأ، ولكنه ليس مذنباً. مَن منا لم يخطئ في حياته؟... لكن التسامح والمحبة يدخلان في صلب الأديان جميعاً، فلماذا نتمسك بخطأ الآخر و«نخبّط فيه». لكن فضل أخطأ، ولابد أن نعترف بأنه أخطأ.


• وهل يعترف فضل بخطئه أم انه يرى أنه مارس اقتناعاته؟


- هو مظلوم بالنسبة إلى الواقع الذي هو فيه ويدفع حالياً ثمن أقواله، لأنه أخطأ بأقواله. ولكن كأفعالٍ هو لم يفعل شيئاً. خطأ فضل بحجم شهرته، لأنه ليس إنساناً عادياً. هو طيب و«اللي بقلبه على لسانه»، ولم يرتكب جريمة، وهو يُحاسَب على جريمة لم يرتكبها.


• ومَن يفتري عليه؟


- السياسة. سبب ورطتنا هي السياسة التي تحوط بنا، والسياسة الداخلية. السياسيون يختلفون بيننا ثم يجلسون مع بعضهم البعض ويتفقون على توزيع الكراسي، و«نحنا منصير تحت الكرسي أو إجرين الكرسي».


• وهل خسّرك خصامك مع إليسا؟


- أنا أحب الشخص ما دام هو جيد، وعندما يخطئ «باخد موقف». أنا وإليسا قدمنا مجموعة من الأعمال قبل أن أجتمع بها، وكنت أحترم شخصها كثيراً، وعندما تعرّفتُ عليها أحببتها أكثر، ولكن الاحتكاك جعلني أكتشف النواحي السلبية والإيجابية في شخصيتها. وأنا لمستُ النواحي السلبية لناحية التعاطي المادي، وهذا الأمر لم يعجبني ولم يرِحني نفسياً، وأخذت موقفاً غير شخصي، وجاء نتيجة تلك اللحظة وبسبب ما حصل.


• إليسا قالت إن كل الشعراء والملحنين الذين انتقدوها فعلوا ذلك لأنها لم تتعامل معهم؟


- بل هي كانت قد أخذت أغنيات مني لألبومها الأخير، وحصل خلاف مادي بيننا.


• هذا صحيح، ولكن هي تبرر الهجوم عليها لعدم تعاونها معكم؟


- كل الذين اختلفوا معها سبق أن تعاملوا معها، وهم مَن صنعوا نجاحها وبينهم مروان خوري وفارس اسكندر الذي أعطاها «ع بالي حبيبي». رغم الخلاف الذين حصل بيننا وقتها، ولكنني تصالحتُ معها إلا أننا لم نلتق. لو أطلّت إليسا واعتذرت عن خطئها، يمكن أن أسامحها. نحن لسنا عبيداً عند الفنانين، بل نحن مَن نصنع نجاحهم ونشارك في الإبداع. الشاعر والملحن والمنتج والموزع، شركاء في النجاح وليسوا من «فانز» الفنان، ولا يجوز التعامل معهم بفوقية. عندما يتعامل الفنان بفوقية، يصبح الشغل معه «مقرف».


• مَن الفنان الذي لا يمكن أن تسامحه؟


- الذي يهين كرامتي.


• أقصد من بين الفنانين الذين دخلتَ في خصام معهم؟


- لا أملك قلباً أسود.عندما تحصل مشكلة تبقى قائمة إلى أن نجد لها حلاً. قلبي أبيض والكل يعرف ذلك، وأكبر دليل زعلي السابق مع زياد برجي، بينما نحن اليوم أكثر من إخوة. أنا لا أختبئ وراء اصبعي، وبوجود «السوشيال ميديا» صار صوتنا مسموعاً. وبشكل عام أنا أحب كل الناس.


• بالإضافة إلى محمد شاكر، لأي من الفنانين تحضّر أعمالاً جديدة؟


- أركّز في المرحلة الحالية على محمد شاكر وزياد برجي. أتعاون مع زياد على صعيد التلحين والغناء وحتى في مجال التمثيل، وأهتمّ بأغنيات أفلامه. مسيرة فنية طويلة تجمعني بزياد، عدا عن كوننا أصدقاء. نحن روحان متشابهان في كل شيء، حتى في آرائنا الفنية. وقريباً ستُطرح أغنية مسلسل «شوق»، وهي من كلماتي وغناء زياد الذي يشارك في المسلسل كممثل إلى جانب عدد كبير من النجوم السوريين. كما طرحنا في «عيد الحب» أغنية «حببيي» من كلماتي وألحان زياد، ونستعدّ قريباً لطرح أغنية سريعة تحضيراً لموسم الصيف.





أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024