منذ 7 سنوات | رياضة / سبوتنيك

أفريقيا قارة تتغذى على كرة القدم، اللعبة صاحبة الشعبية الأكبر على مستوى دول الأتحاد الأفريقي الـ54، والتي يقودها ملك ملوك اللعبة في القارة السمراء، عيسى حياتو، "السبعيني الداهية"، صاحب الباع الأكبر في رئاسة الكاف، لسبع دورات متتالية، وتحالفات غير عادية.

وسيكون الملغاشي أحمد أحمد، عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، المنافس الوحيد للكاميروني عيسى حياتو في الانتخابات الرئاسية المقررة في 16 مارس/ آذار المقبل.
وبحسب مصادر مقرّبة من الملف، فإنّ الملغاشي يحظى بدعم رئيس الاتحاد الدولي للعبة السويسري جياني إنفانتينو وأمينه العام السنغالية فاطمة سامورا.
الكاتب الصحفي والناقد الرياضي بجريدة "الأهرام" المصرية، محسن لملوم، تحدث لـ"سبوتنيك" عن "مغامرة تستحق من أحمد الملغاشي، رئيس اتحاد مدغشقر، لأن حياتو يتربع على عرش الكاف منذ عام 1988، 29 سنة مرت، فيها السلبيات أكثر من الايجابيات، ومنافسه سيلاقي دعم من الكارهين لرئيس الكاف ولوجوده، وما أكثرهم، وتحديداً في الشمال الأفريقي".

وأضاف محسن لملوم "تحدى العديد من دول افريقيا وتحديداً الشمال، حياتو وقنوات بي ان سبورت، وأذاعوا المباريات في الساحات العامة، ومراكز الشباب والأندية، انتقاما من رئيس الكاف والقنوات القطرية، بعدما فجرت مصر القضية، واتهم جهاز حماية المنافسة حياتو بالفساد، وحققت معه النيابة العامة في مصر، التي تضم مقر الاتحاد الإفريقي، وحققت كذلك في صفقة لاجاردير سبورت الفرنسية، التي كانت غطاء لقنوات بي ان سبورت، التي تملكها العائلة المالكة القطرية ضمن شبكة الجزيرة".

وأكد لملوم أن "الملغاشي يتفوق على عيسى حياتو بثلاث نقاط، أولها دعم اتحاد كوسافا، الخاص بجنوب قارة افريقيا، ويضم 14 صوتا من 54، كلهم أعلنوا تأييدهم لأحمد أحمد، ماعدا جنوب افريقيا، والثانية، دعم إنفانتينو رئيس الاتحاد العالمي، وهذا عنصر قوة، بسبب أن عيسى حياتو كان يسير على نهج أستاذه الأكبر، جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي السابق، الموقوف حالياً بتهم فساد".

وتابع "والنقطة الثالثة، أن البرنامج الانتخابي للملغاشي هى نفس طريقة ألفانتينو، في الاستعانة بنجوم الكرة العالمية القدامى لتطوير كرة القدم، وهو سيفعل نفس الشيء بالنسبة لأفريقيا".
وأضاف لملوم "عيسى حياتو كسب عداءات كتيرة جدا، خصوصاً من شمال أفريقيا، وجميعهم لا يريدونه، منها أمور فساد، وكما فعل بلاتر بسحق منافسيه، سار على خطاه، ففي مرة ترشح أمامه الأنجولي أرماندو مشادو وهزمه، والبتسواني إسماعيل بهامجي فسحقه، وعندما نشرت الصحف أن رئيس الإتحاد الجزائري روراوة يفكر بالترشح، قضى عليه تماماً، وجعله يزيل الفكرة من رأسه، وحذفه من اللجنة التنفيذية للفيفا".
ولم ينه حياتو عقاب روراوة إلا بحرمان الجزائر من البطولة الافريقية عام 2017، كما ذكر لملوم، مضيفاً "اعطاها للجابون، رغم أن الجزائر لم تنظمها منذ عام 1990، والجابون نظمتها من 4 سنوات فقط، في 2012، لأنها تسبق الانتخابات بشهرين، فخاف أن تدار كواليس الانتخابات بالجزائر".

الناقد الرياضي والإعلامي الجزائري محمد بوروبي، قال: "عيسى حياتو مرة أخرى، رغم بلوغه أكثر من 70 عاماً، رغم أن الكثيرين لم يتوقعوا ترشحه لولاية ثامنة، هذا يؤسف الأفارقة بشكل عام، لأن هذا لا يحدث إلا في قارتنا، فأين التداول على المناصب، وأين الطاقات الشابة في أفريقيا حتى تحكم هذه المنصب، ونحن شاهدنا عدة شخصيات تستطيع أن تدير تلك المهمة، سواء في الجزائر أو في مصر، أو في غيرها".

وأكد بوروبي أن "ترشح عيسى حياتو لهذا المنصب هو إساءة للكرة الافريقية، والآن أملنا في الملغاشي أحمد أحمد، عضو اللجنة التنفيذية للإتحاد الأفريقي لكرة القدم، وخبرته في الكاف تجعله مرشحا مقبولا لدى الغالبية، لكن خبرة وحنكة حياتو تجعلنا نتشائم نوعاً ما في منافسته".

 وأضاف "رغم توقعنا لفوز حياتو في الولاية الثامنة التي ستنتهي في عام 2021، لدينا أمل بسيط في قدرة الملغاشي، هو أن هذا الرجل يحظى بدعم انفانتينو".

وتابع "بالنسبة لرئيس الاتحاد الجزائري روراوة، الذي كان يطمح في منافسة حياتو، فقيمته الأفريقية ضُربت في الصميم، بعدما فقدت الجزائر تنظيم بطولة الأمم الافريقية 2017، بعد أن وعده بها حياتو، وانتقل وزير الرياضة خصيصاً لحضور حفل تسمية الدولة المنظمة  للبطولة، ليفاجئه حياتو بإعطائها للجابون".

وأضاف بوروبي "تلك الحرب الخفية بين روراوة وحياتو، تجعل موقف الإتحادية الجزائرية واضحاً بنسبة كبيرة مع الملغاشي أحمد أحمد، ولكن رغم ذلك يبقى روراوة متخوفاً من حنكة حياتو الأفريقية، والتي لا يشك بها أحد".

وقال أحمد عزالدين رئيس تحرير موقع في الجول، "يقدم أحمد احمد حلا جديداً أمام الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، أمام الاتحاد الأفريقي، وظهر بسبب دعم دول الجنوب في القارة له، لكن عيسى حياتو، يحاول كسر الداعمين لأحمد، وذلك بمحاولة كسب المؤيدين للملغاشي إلى صفه، أبرزها جنوب أفريقيا، ويحاول كسر التحالفات التي تحاول تقديم شكل وأسلوب جديد للإدارة في القارة السمراء".

 وأضاف عز الدين "في السنوات الأخيرة، ظهرت علامات فساد على منظومة كرة القدم، على مستوى العالم، طال جزء منها أفريقيا، ودخل عيسى حياتو في أكثر من خلاف، آخرها الحديث عن صفقات بث المباريات وتم تحويله للنيابة العامة في مصر باتهامات فساد، فكيف يصبح بث مباريات كأس أفريقيا من بي ان سبورت القطرية".

وحول استغلال الشبهات في فساد حياتو، قال عزالدين "حاول أحمد أحمد استغلال ذلك لتقديم فكرة التغيير، وحاول استغلال هذا الوضع، واجتذاب جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لدعمه، لكن يظل اسم عيسى حياتو الاسم الأبرز في السباق، بحكم التحالفات التي صنعها طوال تلك السنوات، وبحكم الدعم الذي يقدمه له حلفائه في الانتخابات".









أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024