منذ 7 سنوات | ثقافة / Huffington Post

عادة ما يكون اختيار اسم المولود الجديد مهمة شاقة على الأبوين، لكنَّ بحثاً جديداً أظهر أن الاختيار بشكل مناسب قد يكون أكثر أهمية مما كنا نعتقد.

فقد خلص أكاديميون إلى أن الاسم الأول للشخص يغير من شكله، كما أطلقوا على هذه الظاهرة اسم تأثير دوريان غري (Dorian Gray’s) نسبة إلى شخصية في إحدى روايات الكاتب المشهور أوسكار وايلد، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة التليغراف البريطانية.

ومثلما أن الأفعال الشريرة التي يرتكبها دوريان غري قد حُفرت على ملامح صورته المرسومة، فإن الصورة النمطية المرتبطة باسم معين تُرسم على وجوه الأشخاص الذين يحملون تلك الأسماء.

فعلى سبيل المثال، يتوقع المجتمع أن يكون الشخص الذي يحمل اسم "بوب" دائري الوجه وبشوشاً أكثر من شخص يدعى "تيم". يجعل هذا التوقع من "بوب" اجتماعياً وبشوشاً بشكل أكبر، فيما يبدو "تيم" متحفظاً وحذراً بشكل أكبر.

ويمكن أن تعزى هذه العلاقة إلى تأثير "بوبا-كيكي" الذي يقول إنه في جميع اللغات تتم تسمية الأشياء الدائرية والناعمة بأصوات دائرية (بوبا، وتعني دائري) بينما تستخدم الأصوات (كيكي) لوصف الأشياء النحيلة.

وفي نفس الإطار، نجد أن الأشخاص الذين يحملون اسم "وينستون" يميلون للتجهم، بينما يرى المجتمع أن من يحملن اسم "ماري" يتميزن بالخلق الرفيع، وهما صفتان قد تُغيِّران في ملامح الوجه، ما يؤدي إلى تغيير شكل الوجه مع مرور الزمن.

وقياساً على ذلك، فإن من يحملن اسم "كاثرين" يعتبرن أكثر جدية واعتماداً على الذات من اللواتي يحملن اسم "بوني". وقد تحمل التوقعات الاجتماعية "كاترين" على أن تكون أكاديمية ومجتهدة بشكل أكبر، ما يمكن أن يؤثر تدريجياً على تطور عضلات الوجه بسبب زيادة التركيز على سبيل المثال.

"صورة نمطية مرتبطة بالأسماء"

وفي هذا السياق، قال د. يونات زويبنر من جامعة القدس ومدير البحث: "أظهرت الأبحاث السابقة أن هناك صورة نمطية مرتبطة بالأسماء، بما في ذلك شكل الشخص".

وتابع: "فعلى سبيل المثال، عندما يسمع الناس اسم "بوب" فإنهم يتخيلون شخصاً بوجه دائري أكثر مقارنة بشخص يدعى "تيم". ونعتقد أن مثل هذه الصور النمطية يمكن أن تؤثر على ملامح الوجه مع مرور الزمن".

ولمعرفة ما إذا كان شكل الوجه مرتبطاً بالاسم، فقد أجرى الباحثون 8 دراسات لتحديد قدرة الغرباء على معرفة أسماء أشخاص من خلال النظر إلى وجوههم فقط.

وفي كل واحدة من تلك التجارب، لوحظ أن المشاركين جيدون في مطابقة الاسم مع الوجه (حتى 40%) مقارنة بالتجارب العشوائية (حتى 20-25%) حتى حين أخذ عوامل مثل العرق والعمر والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية بعين الاعتبار.

وتعد هذه الدراسة الأولى التي تبين مدى تأثير التصورات والتوقعات الاجتماعية المسبقة والمرتبطة بالأسماء على أشكالنا، وليس فقط الجينات ومستوى الهرمونات.

وأردف د. زويبنر: "مقترحنا هو أن الاسم الذي يطلق على الشخص قد يحمل تأثير دوريان غري على وجهه".

"يعد الاسم أول علامة اجتماعية نحصل عليها في حياتنا. لكل اسم صفات وتصرفات وشكل معين مرادفة له. ومع مرور الوقت، تصبح هذه الصور النمطية المتعلقة بالوجه والمرتبطة بالطريقة التي يجب أن يكون شكلنا عليها في نهاية المطاف متجسدة في ملامح وجوهنا. نحن نتبنى الشخصية التي يتوقعها منا الآخرون.

"تشير الدراسة إلى أن الأشخاص يتصرفون بحسب اسمهم. لذا فإن إمكانية أن تؤثر أسماؤنا على أشكالنا ولو قليلاً تعد أمراً مثيراً للاهتمام.

"نحن نتعرض للهيكلة الاجتماعية منذ لحظة الولادة، ليس بسبب جنسنا وعرقنا ووضعنا الاجتماعي والاقتصادي وحسب، بل بسبب خيار بسيط يتخذه آخرون عنا عند اختيار أسمائنا".

كما أظهرت الدراسة أن من الممكن إنشاء خوارزمية حاسوبية يمكنها التنبؤ بأسماء الأشخاص حسب ملامح وجوههم بنسبة تفوق التخمين.

إذ قالت د. روت مايو، إحدى المشاركات بالدراسة: "تشير هذه النتائج إلى أن ملامح الوجه تدل على التوقعات الاجتماعية المتعلقة بالكيفية التي يجب أن يظهر بها شخص باسم ما. وبهذه الطريقة، يمكن أن تؤثر العلامة الاجتماعية على ملامح المرء".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024