في قضية مشابهه لقضية الشاب الفرنسي تيو الذي اتهم الشرطة باغتصابه، وتفجرت إثر ذلك احتجاجات في أنحاء البلاد في الأيام الماضية، تم تحويل ملف رجل شرطة فرنسي آخر إلى محكمة الجنايات لمقاضاته بتهمة اغتصاب شاب بهراوة أثناء توقيفه قبل نحو عام، وذلك في إجراء نادر.

وحصلت الشرطة على تسجيل فيديو للواقعة، بعد أن حركت قضية الشاب تيو احتجاجات شبان الضواحي والمتعاطفين معه في مدن فرنسية عدة، مطالبين بوقف عنف الشرطة وبحل مشكلات تعاني منها الضواحي الفرنسية منذ سنوات.

ويدعى الشاب الذي اغتصب، ألكسندر، وقضيته كانت منسية لشهور وعادت إلى الواجهة لتشابهها مع ما تعرض له الشاب تيو بداية الشهر من عنف مفرط واغتصاب بهرواة من قبل رجال شرطة أرادوا توقيفه.

وتعامل القضاء بداية مع القضية على أنها توقيفٌ عنيف، لكن قرار الجلسة الأخيرة في القضية كان مختلفا.

وتقول ماري سيسيل ناتان، محامية ألكسندر، لـ"سكاي نيوز عربية": "استنادا إلى تقرير الطبيب الشرعي، اعتبر القاضي ما جرى لألكسندر اغتصابا بهراوة، وحوّل القضية إلى محكمة الجنايات، هذا التوصيف نادر، والشرطي يواجه احتمال سجنه 20 عاما. الحكم يرضينا لكننا نستغرب عدم إيقاف الشرطي عن العمل بانتظار الحكم النهائي".

وطوقت قوات الأمن المكان خوفا من مظاهرات قد تندلع على خلفية قرار المحكمة، لكن القرار كان مرضيا لمتابعين كانوا كثيرين هذه المرة، إذ أصبحت القضايا المرفوعة ضد رجال الشرطة اليوم تحت الأضواء.

وفي الأثناء، خرجت مظاهرة في مونبلييه جنوبي فرنسا شاركت فيها شخصيات فرنسية من أصول مهاجرة، طالب المتظاهرون بالعدالة لثيو، وطالبوا أيضا بإيجاد حلول لقضايا الضواحي العالقة منذ سنوات.

وأوضحت متظاهرة مشاركة: "يجب حل المشكلات، ولكن أيضا البطالة والعنصرية والنظرة النمطية للنساء المحجبات".

وخلال التظاهرة وقعت الشخصيات الفرنسية المشاركة على رسالة مفتوحة تطالب باهتمام أكبر بشباب الضواحي، ومنهم من زار تيو في منزله مثل النجم الفرنسي فرانك ريبيري، ومنهم من خرج في مظاهرات داعمة للشاب الضحية مثل ليليان تورام لاعب كرة قدم السابق وهو رئيس حالي لجمعية مناهضة للعنصرية.

ويقول تورام: "للشرطة دور محوري في ضمان أمننا جميعا، لكننا نطالب بمعاقبة من لا يحترم القانون سواء من الشرطة أو من الشبان، ونرفض تماما وجود أحياء تسيطر عليها عصابات المخدرات لا تخضع للقانون". 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024