منذ 7 سنوات | ثقافة / Huffington Post

يتذكَّر الكثيرون منّا إعداد أكواب من القهوة كي تساعدنا على البقاء مستيقظين أثناء سهرنا طوال الليل، من أجل اجتياز اختبار أو إنهاء أحد العروض.

بل استخدم بعضنا وسائلَ كتكرار الكلمات، وإنشاء بطاقات الفهرسة. في حين سمع آخرون تسجيلات لمحاضرات أثناء نومنا.

الآن، وجد الباحثون في جامعة بايلور خدعةً أفضل لتحسين الذاكرة من أجل استعادة المعلومات: وهي أن تخبر صديقاً لك ما تعلَّمته، بحسب موقع Medical Daily.

يُجدِّد المعلومات بنشاط

قالت ميلاني سيكريس، المؤلِّفة الرئيسية للدراسة، وعالمة النفس في جامعة بايلور، في تصريحٍ لها، إنَّ "هذا يجب أن يعيد أو يُجدِّد المعلومات بنشاط، وليكن عن طريق إخبار شخصٍ ما بالتفاصيل، بدلاً من مجرد إعادة قراءة الملاحظات أو الكتاب المدرسي ببساطة، ثم إعادة مذاكرتها لاحقاً مرةً أخرى".

يمنح الدماغ الأولوية للذكريات "المجزية" على حساب الذكريات الأخرى التي لا تبدو أنَّها ستعود بالنفع علينا، ويُعزِّز هذه الذكريات المجزية عن طريق إعادتها عندما نكون في حالة استراحة.

على سبيل المثال، سيتذكَّر دماغنا على الأرجح النشاط الاجتماعي لأنَّه يُنظَر إليه باعتباره "مكافأة كبيرة" داخل دماغنا. فعندما نتفاعل مع شخصٍ آخر، ينخرط دماغنا بشكلٍ أكبر، وهذه الذكريات ستُصنَّف تبعاً لأهمية هذا التفاعل.

ولذا، إذا ما حاولنا تفسير موضوعٍ محل اختبارٍ لصديقٍ لنا ستكون احتمالات احتفاظنا بالمعلومات أكبر، وهو ما يؤدِّي إلى ذاكرة طويلة المدى أفضل.

وفي الدراسة، التي نُشِرَت في مجلة Learning and Memory، تُخضِع سيكريس وزملاؤها هذه النظرية للاختبار من خلال استقدام 60 مشاركاً ذوي متوسط عمر يبلغ 21 عاماً، وتقسيمهم إلى 3 مجموعات لمشاهدة أفلام أجنبية غير معروفة.

واحتوت المقاطع التي تبلغ مدة كلٍ منها 24 ثانية من 40 فيلماً مشاهد قصيرة عن الأحداث العادية اليومية، مثل أسرةٍ تتناول العشاء، أو أطفالٍ في حديقة. ثُمَّ سُئِلَ الطلاب بعد ذلك حول ما تذكَّروه من الأفلام بعد فتراتٍ زمنية من مشاهدتهم لها، تراوحت بين عدة دقائق إلى سبعة أيام.

وكما هو متوقَّع، تذكَّر كل المشاركين تفاصيل وموضوعاتٍ أقل من الأفلام كلما كانت الفترة الزمنية أطول. وقد نسوا التفاصيل أو المُدرَكات "الهامشية" أسرع، مقارنةً بالموضوعات الرئيسية في الأفلام.

وفي الوقت نفسه، أبلت المجموعة الثانية من الطلاب، الذين مُنِحوا تلميحاتٍ قبل أن يُطلَب منهم تذكُّر الأفلام، بلاءً حسناً في استرجاع الذاكرة الضعيفة الخاصة بالتفاصيل الهامشية. ومع ذلك، لم يختلف احتفاظها بالمعلومات الرئيسية كثيراً عن المجموعة الأولى، الذين لم يحظوا بتلك التلميحات.

وأخيراً، تذكَّرت المجموعة الثالثة، التي عزَّزت ذاكرتها عن طريق إخبار شخص ما عن الأفلام بعد فترة قصيرة على مشاهدتها، كلاً من العلومات الهامشية والرئيسية بشكلٍ أفضل مع مرور الوقت. ويُعرَف هذا بأسلوب "الإعادة"، ويُعَد إخبار شخص ما بما تعلَّمناه طريقة فعَّالة للمذاكرة، بدلاً من مجرد إعادة قراءة الكتب المدرسية أو الملاحظات الدراسية.

أَخبِروا شخصاً ما عن المحاضرة

وقالت سيكريس "إنَّنا نقول للطلاب اختبروا أنفسكم، أرغموا أنفسكم على إخبار شخصٍ ما عن المحاضرة. وحتى عن طريق كتابة بعض الأسئلة حول المعلومات لنفسك، ثم إجابتها لاحقاً بنفسك، ستكون احتمالات تذكُّرك للمعلومات أكبر".

ومن المهم معرفة أنَّ نسيان بعض التفاصيل أمرٌ طبيعي، ومن الطبيعي كذلك أن نصبح نوعاً ما أكثر نسياناً كلما تقدَّمنا في العمر. فالدماغ عضوٌ مُتكِّيف، فنحن نستدعي الأشياء المهمة، ونميل إلى نسيان التفاصيل غير المهمة. وترى سيكريس أنَّ ذلك يعود إلى أنَّنا لا نرغب في أن يبحث دماغنا بين أطنان من المعلومات عديمة الفائدة.

ونحن لا ننسى ما تعلَّمناه بصورةٍ دائمة، بل إنَّنا فقط لا نملك إمكانية وصولٍ فورية لبعض الذكريات. وإلى جانب ذلك، تبحث سيكريس وفريقها البحثي في التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لمعرفة كيف يتغيَّر نشاط الدماغ مع مرور الزمن في الوقت الذي تصبح فيه الذكريات قديمة، وتفقد التفاصيل الهامشية.

وقالت إنَّ "التعرُّف على التغييرات في أنماط نشاط الدماغ التي تصاحب النسيان العادي في الدماغ السليم سيساعدنا على فَهم الاختلافات بين المعالجة الطبيعية وغير الطبيعية للذاكرة".

هناك شيءٌ واحد نعرفه: ذاكرتنا تتغيَّر بالفعل مع مرور الزمن، إمَّا للأفضل، أو للأسوأ.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024