منذ 7 سنوات | العالم / الأناضول



غاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحضرت سياساته في اليوم الأول، لمؤتمر ميونخ للأمن، اليوم الجمعة، في ظل المخاوف الأوروبية من تخلي الولايات المتحدة عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأمن أوروبا.

وفي محاولة لانتهاج سياسة متوازنة، قالت وزيرة الدفاع الألمانية ارسولا فون دير لاين، بعد افتتاحها المؤتمر الذي يعقد في مدينة ميونخ، جنوبي البلاد إن "افتتاح وزير الدفاع الألماني ونظيره الأمريكي (جيمس ماتيس) للمؤتمر،

إشارة قوية على عمق العلاقات بين البلدين".

وأضافت في كلمتها أن "المواطنين على ضفتي الأطلنطي يتطلعون لحلول مرضية لكافة القضايا الأمنية الملحة والهامة".

إلا أن الوزيرة انتقدت بشكل غير مباشر تعليقات ترامب بشأن جدوى التعذيب في انتزاع الاعترافات من المشتبه بهم.

وأكدت في هذا الصدد على "أهمية القيم المشتركة داخل حلف شمال الناتو"، التي "لا تدع مجالا للتعذيب"، حسب ما ذكرته صحيفة "دي فيلت" اليمينية الألمانية.

كما حذرت الولايات المتحدة من انتهاج سياسة أحادية حيال روسيا، قائلة "في سبيل الوصول إلى علاقة جيدة مع روسيا، يجب أن تشترك جميع الأطراف (في المحادثات)، ولا يقتصر الأمر علي محادثات ثنائية"، في إشارة إلى التقارير

الصحفية التي انتشرت مؤخرا حول محادثات أجرتها قيادات بإدارة ترامب مع نظرائهم في روسيا.

وتوترت العلاقات بين روسيا والغرب بعد اتهام الدول الأوروبية وواشنطن لموسكو بالتدخل في الأزمة الأوكرانية والاستيلاء على جزيرة القرم الأوكرانية في 2014.

وتعليقا على هجوم ترامب على حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي خلال الفترة الماضية، قالت الوزيرة الألمانية إن هذه التعليقات "لها تأثير مباشر على تماسك" القارة، والعلاقات عبر الأطلنطي.

وقلل ترامب في أكثر من مناسبة منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين ثان الماضي، من أهمية حلف الناتو.

فون دير لاين قالت أيضا "علينا أن نكون حذرين من عدم تحويل الحرب ضد (داعش) إلى حرب ضد الاسلام والمسلمين بشكل عام"، في إشارة إلى سياسات إدارة ترامب التي تربط بين الإرهاب والإسلام، وأصدرت أوامر تنفيذية أبطلها القضاء، تقضي بمنع دخول مواطنين من 7 دول إسلامية إلى الولايات المتحدة.

بدوره، قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس خلال كلمته: "علينا تعزيز قدراتنا بحلف الناتو على مواجهة المخاطر والتحديات".

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي "يدعم الناتو بشكل كامل، ويعتقد أن الحلف يحتاج للتكيف مع الوضع الاستراتيجي الحالي في العام، ليبقي ذا مصداقية ويعمل بكفاءه"، حسب الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الأمريكية.

فيما قال رئيس مؤتمر ميونخ للأمن، فولفجانج يشنجر، في كلمته إن تعليقات ترامب حول الناتو وأمن أوروبا، تثير الشكوك حول التزام الولايات المتحدة حيال القارة.

وأضاف "عدد التحديات المتعلقة بالسياسة الخارجية لم تكن كثيرة مثل اليوم".

وأردف "بعض قواعد النظام الدولي الليبرالي، ضعيفة".

ووفق صحيفة "دي فيلت"، فإن ترامب نفسه لم يلب دعوة يشنجر لحضور المؤتمر الذي يستمر حتى بعد غدٍ الأحد، وأرسل نائبه مايك بنس، ووزير دفاعه جيمس ماتيس، ووزير الداخلية جون كيلي.

ومن المقرر أن يلقي بنس خطابا يمتد لنصف ساعة صباح غد السبت.

ويناقش المؤتمر الـ53 للأمن في ميونخ، الشراكة عبر المحيط الأطلسي والتعاون في مجالي الأمن والدفاع في أوروبا، والعلاقات مع روسيا، والحرب في سوريا، والوضع الأمني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ويلقي وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، كلمته غدا السبت.

ويفوق عدد حضور المؤتمر 500 شخصية سياسية من رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية ودفاع ونواب برلمانيين.

ويعد مؤتمر الأمن في ميونيخ أهم المنتديات غير الرسمية في العالم لمناقشة المشاكل الدولية الآنية والملحة.

وتأسست هذه الفعالية عام 1962 بفضل الصحفي الألماني ايوالد فون كلايست، وذلك كجلسة لممثلي وزارات الدفاع في دول الناتو.

واعتبارا من عام 1999 أخذ يشارك في المؤتمر بعض السياسيين والعسكريين من دول شرق ووسط أوروبا.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024