منذ 7 سنوات | العالم / الجمهورية


أخفق وفدا الحكومة السورية وفصائل المعارضة في إحراز أيّ تقدّم في المحادثات التي جرت بعد ظهر أمس في أستانة برعاية روسيا وتركيا وإيران، والساعية إلى تثبيت وقف إطلاق النار الهش في سوريا، في وقت دعا موفد الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا في موسكو الى «مضاعفة الجهود» بهدف تسوية سياسية في سوريا.

قبيل بدء جولة جديدة من المحادثات التي ستجرى برعاية الأمم المتحدة حول سوريا في جنيف في 23 شباط، عُقد الاجتماع الثاني في أستانة، إلّا أنّ وفدَي الحكومة وفصائل المعارضة لم يجريا محادثات مباشرة، تماماً كما حدث في الجولة الأولى، كما لم يتمّ الإتفاق على بيان مشترك، بعد اجتماع أخير استمرّ 40 دقيقة شاركت فيه كلّ الأطراف.

 وبدلاً من ذلك نفّذت روسيا وايران، حليفتا  الحكومة السورية، وتركيا، حليفة الفصائل المعارضة، تعهداً سابقاً بالاتفاق على تشكيل مجموعة مراقبة مشتركة لمحاولة ضمان استمرار وقف النار الهش المستمر، منذ ستة أسابيع في «البلد الممزّق».

وقال الوسيط الروسي الكسندر لافرينتييف: «إنّ مسألة مراقبة إطلاق النار يتمّ حلها، ونأمل في حلّ المسائل السياسية كذلك».

وأكد مصدر رفيع في وزارة الخارجية الروسية، الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل ثلاثية (روسية تركية إيرانية) لمراقبة وقف الأعمال القتالية.

وأوضح سيرغي فيرشينين، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الروسية، أنّ هذه المجموعة ستعمل على أساس دائم، وستركّز على مدى التزام أطراف النزاع بوقف القتال على وجه الخصوص، وإيجاد تدابير بناء الثقة بين تلك الأطراف. وبالإضافة إلى ذلك، اتفقت أطراف أستانة على تشكيل آلية لتبادل المعتقلين، بين الحكومة السورية والمعارضة المسلّحة، بما في ذلك النساء والأطفال، كما تمّ الاتفاق على موقع تبادل جثامين القتلى، وفق مصدر في وزارة الدفاع الروسية.

من جهته، نفى كبير مفاوضي الفصائل المسلّحة محمد علوش «التوصل إلى إنجاز عملي» في الاجتماع، إلاّ أنّه قال: «تلقّينا تعهّداً روسياً بالوقف الفوري للقصف في المناطق التابعة للفصائل أو المعارضة، وكانت كازاخستان شاهدة على هذا التعهّد». 

وأضاف: «أنّ روسيا وعدت بأن تقدّم لفصائل المعارضة جدول أعمال لفك الحصار عن الغوطة الشرقية ووضع آليات لهذا الأمر، وأنّ هذه الأجندة ستصلنا قريباً عبر الضامن التركي». ولفت إلى أنّ روسيا اقترحت على الفصائل المعارضة تقديم «مئة اسم من المعتقلين ليتمّ الإفراج عنهم».

في المقابل، قال كبير المفاوضين السوريين بشار الجعفري: «إنّ اجتماع أستانة مهّد الطريق إلى مؤتمر جنيف المقبل»، مُلقياً باللوم على تركيا وفصائل المعارضة الذين تدعمهم في الفشل في التوصل إلى بيان ختامي.

من ناحيته، شدّد نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري على أنّ «الأطراف المتحاورة في بداية طريق صعب».

وقال أنصاري الذي قاد وفد بلاده إلى المحادثات: «إنّ الأطراف ستلتقي مجدّداً في اقل من شهر»، إمّا في أستانة أو موسكو أو طهران أو أنقرة.

وسبق وعقدت في 23 كانون الثاني، جولة أولى من محادثات أستانة بين وفدَي  الحكومة السورية والفصائل المعارضة، برعاية كلّ من موسكو وأنقرة وطهران، تمّ الاتفاق خلالها على آلية لتثبيت وقف اطلاق النار، لكنّها لم تحقق أيّ تقدّم لتسوية سياسية للنزاع، الذي أودى بحياة اكثر من 310 آلاف شخص منذ 2011.

ومن موسكو، قال دي ميستورا: «الآن، إنّها اللحظة المناسبة تماماً لمضاعفة الجهود بهدف تطبيع العملية السياسية في سوريا»، خلال لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وأكّد «دعم» الأمم المتحدة للمفاوضات حول سوريا التي تجرى برعاية روسيا وإيران وتركيا.

توازياً، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أنّ الوزير لافروف بحث مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو مسألة تعزيز نظام الهدنة في سوريا. (وكالات)

دي ميستورا يدعو من موسكو الى «مضاعفة الجهود» لتسوية سياسية في سوريا





أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024