لطالما تصدَّرت العائلة الملكية البريطانية عناوين الصحف، وغالباً ما يحدث ذلك لأسبابٍ بغيضة.
فقد لاحقت فضائح مختلفة الأجيال الأخيرة من عائلة ويندسور، بدايةً من اختيار أزياء تفتقر إلى اللباقة، ومروراً بحوادث الطلاق البشعة، وحتى التنازل عن العرش في حادثةٍ غير مسبوقة.
وبفضل وسائل الإعلام التوَّاقة إلى نشر الفضائح، ظهر إلى العلن الكثير من فضائح العائلة الملكية، ونُشِرت في جميع أرجاء العالم.
اعتلى إدوارد الثامن عرش المملكة بعد موت والده مباشرةً عام 1936. لكن بعد أقل من عام، تنازل الملك عن عرشه.
طبقاً لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، كان السبب أنَّه وقع بشدة في حُب واليس سيمبسون، التي كانت عضوةً بارزةً في المجتمع الأميركي وتمر بطلاقها الثاني.
وأثار طلبه للزواج من واليس صخباً اجتماعياً وسياسياً، فقد منعت كنيسة إنكلترا الملك من الزواج من امرأةٍ مطلقة.
وفي النهاية، أُجبر إدوارد على التنازل عن العرش.
وقال الملك في خطابٍ إذاعي وجَّهه للبلاد في ديسمبر/ كانون الأول عام 1936: “وجدت احتمال عبء مسؤولية هذا المنصب وممارسة مهامي كملك عملاً مستحيلاً… بدون مساعدة ودعم المرأة التي أحب”.
وتزوج إدوارد الثامن وواليس عام 1937، وبقيا معاً حتى وفاة إدوارد عام 1972.
كان بيتر تاونسيند ضابطاً بسلاح الجو الملكي، وكان يعمل كقيّم، أي مرافق للعائلة الملكية.
وقضى تاونسيند الكثير من الوقت بصحبة مارغريت، وسرعان ما وقعا في الحب و كانت المشكلة الوحيدة أنَّه متزوج.
تحوّل الأمر لفضيحةٍ في عام 1953 عندما حصل تاونسيند على الطلاق من زوجته، وطلب الزواج من مارغريت. لكن كانت قوانين كنيسة إنكلترا تحرّم هذا الزواج (كما حدث مع الملك إدوارد الثامن، عم مارغريت، الذي اضطر للتنازل عن العرش للزواج من مطلقة).
وبحسب مجلة Vanity Fair الأميركية، وصلت العلاقة إلى نهايةٍ مؤسفة عام 1955، لم يكن هناك أمل لمارغريت وتاونسيند في نهايةٍ سعيدة لقصة الحب التي جمعتهما.
فبعد فترة قصيرة من إنهاء علاقتها بتاونسيند، تزوّجت مارغريت المصوّر أنتوني آرمسترونغ جونز، وبحسب صحيفة New York Times و BBC أصبحت علاقتهما مصدراً “للسخرية العلنية”.
إذ كان الزوجان يتشاجران بالعلن، وكانت مارغريت تسافر في عطلاتٍ طويلة دون زوجها، ودارت الشائعات حول صداقة وثيقة جمعت بين الأميرة ورجل يصغرها بـ17 عاماً.
وفي عام 1976، أعلن الزوجان انفصالهما، وطُلّقا رسمياً بعد عامين.
وأصبحت مارغريت المطلّقة الأولى في العائلة الملكية منذ هنري الثامن، الذي حكم في القرن السادس عشر.
في عام 1992 عندما كان الأمير تشارلز والأميرة ديانا لا يزالان متزوجين، نشرت وسائل الإعلام نصاً لمحادثةٍ هاتفية بين ديانا وعشيقٍ مزعوم يُدعى جيمس غيلبي.
خلال تلك المحادثة، أخبر غيلبي ديانا أنه يحبها، ودعاها باسم التدليل خاصتها “سكويدي” ثلاثة وخمسين مرة، وهكذا لُقبت الفضيحة بالاسم البارز “سكويدي-غيت”.
وطبقاً لتقرير صحيفة Telegraph البريطانية، أكدّت الأميرة ديانا لاحقاً في مقابلةٍ أنّ المحادثة كانت حقيقية، لكن أنكرت أنها كانت في سياق علاقةٍ غرامية.
بعد فترةٍ وجيزة من مكالمة ديانا المسرّبة، نُشِرَت للأمير تشارلز (الابن الأكبر للملكة إليزابيث) مكالمة مشابهة.
وبحسب صحف NY Times و LA Times الأميركيتين،و Guardian البريطانية، نشرت مجلة أسترالية نصاً لمحادثةٍ هاتفية بين تشارلز وكاميلا باركر باولز، وهي صديقة قديمة لتشارلز. كان النص يؤكد ما تناقلته الكثير من الشائعات: أنّ علاقة عاطفية تجمع بين تشارلز وكاميلا.
وفي أحد أكثر مقاطع المحادثة إرباكاً، يمزح تشارلز وكاميلا بشأن رغبته في القرب منها مزحة مقززة.
وفي وقتٍ لاحق من ذلك العام، أعلن تشارلز وديانا انفصالهما.
في عام 1995، أجرت ديانا مقابلةً جريئة مع الصحفي مارتن بشير، للتحدث عن الضغط الهائل الذي تسببه الحياة العلنية، ومعاناتها مع إيذاء النفس، واكتئاب ما بعد الولادة، والشره المرضي.
وكشفت ديانا أيضاً أنها كانت تعلم بشأن علاقة تشارلز الغلامية مع كاميلا. (وهنا جاءت مقولتها الشهيرة: “كنَّا ثلاثة في هذا الزواج، لذلك كان مزدحماً بعض الشيء”)، بحسب نيويورك تايمز.
واعترفت ديانا بنفسها أنّها لم تكن مخلصة لتشارلز، وقالت إنَّها كانت “واقعةً في حُب” جيمس هيويت، مدرب الفروسية الخاص بها.
وبعد بضعة أسابيع، دفعت الملكة بنفسها ابنها تشارلز وزوجته تجاه الطلاق، وفي العام التالي، أصبح الطلاق رسمياً. وفي المقابل تزوج تشارلز وكاميلا عام 2005، ولا يزالان معاً حتى الآن.
تزوّجت الأميرة آن، وهي الابنة الوحيدة للملكة إليزابيث الثانية الحالية، الفارس الأولمبي مارك فيليبس عام 1973. لكن الزوجين قضيا أوقاتاً طويلة بعيدين عن بعضهما، ولم يبدوَا سعيدين، ووصفت مجلة “بيبول” الزواج بكونه “خدعةً بائسة”.
ثم في ربيع 1989، وبحسب صحيفة NY Times حصلت صحيفة بريطانية على نسخٍ مسروقة من رسائل كُتبت إلى آن من أحد مرافقيها، وهو ضابط بحري بريطاني يُدعى تيموثي لورنس. ومع أنّ محتوى الرسائل لم يُنشر للعلن، وصفتها صُحف الفضائح بكونها “شديدة الحميمية” و”ساخنة أكثر مما يمكن نشره”.
وفي عام 1992، أعلنت آن طلاقها من فيليبس، وأنها تنوي الزواج من لورينس، ولم يفترقا منذ وقتها.
تزوجت سارة فيرغسون (المعروفة شعبياً باسم “فيرغي”) ابن الملكة إليزابيث الأمير آندرو عام 1986.
وبعد 6 سنوات، اندلعت الفضيحة: إذ التقط المصورون صوراً لفيرغي وهي تقضي الإجازة مع مستشارٍ مالي أميركي يُدعى جون براين.
وفي إحدى الصور، وهي صورةٌ سرعان ما وجدت طريقها للصفحة الأولى في صحيفة The Sunالبريطانية آنذاك، ويظهر فيها براين وهو يلعق قدم فيرغي.
لم تَسر الأمور بشكلٍ جيد بعد تلك الحادثة؛ إذ انفصل آندرو وفيرغي عام 1992 (وهو نفس عام انفصال تشارلز وديانا!)، وطُلّقا عام 1996، بحسب صحيفة التليغراف.
ولم تنته الدراما الزوجية المتعلقة بفيرغي بعد طلاقها من العائلة الملكية، ففي عام 2010 انتحل مراسل لصحيفة News of the World البريطانية شخصية رجل أعمال، وقال إنّه أقنع فيرغي بقبول رشوة بمبلغ 500 ألف جنيه إسترليني (ما يعادل 633 ألف دولار) في مقابل الوصول لزوجها السابق.
وبحسب The Guardian حصلت وسائل الإعلام على تسجيل فيديو للاجتماع الذي تم بينهما، واعتذرت فيرغي عن الواقعة لاحقاً قائلةً إنّها “أخطأت الحكم بشكلٍ فادح”.
إذ شغل الأمير آندرو منصب المبعوث التجاري البريطاني منذ عام 2001 وحتى 2011، عندما تنحَّى عن منصبه إثر الانتقاد المتزايد حول بعض علاقاته الشخصية.
وبالتحديد، كان صديقاً مقرّباً من الخبير المالي جيفري إيبستاين، والمُدان بارتكاب جرائم جنسية، طبقاً لهيئة الإذاعة البريطانية BBC.
بحسب صحيفة Telegraph البريطانية، بعد أن اعترف لوالده بتجربة الماريغوانا، قضى الأمير هاري، الذي كان في عمر السابعة عشرة آنذاك، يوماً واحداً في مركز “Featherstone Lodge” لإعادة التأهيل بلندن.
وصرّح بيان من العائلة الملكية أنّه وافق على زيارة العيادة “لمعرفة العواقب المحتملة لبداية تعاطي الحشيش”.
في يناير/ كانون الثاني من عام 2005، نشرت صحيفة The Sun البريطانية في صفحتها الأولى صورة للأمير هاري مرتدياً شارةً نازية بذراعه، فيما بدا أنّها حفلةٌ تنكرية.
وسرعان ما أصدر الأمير هاري -كان يبلغ 20 عاماً آنذاك- بياناً اعتذر فيه قائلاً: “يعتذر الأمير هاري عن أية إهانة أو حرج تسبب فيه. ويدرك أنّ ذلك الزيّ كان اختياراً سيئاً”.بحسب BBC.