أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، أمس، أن السعودية «عماد للاستقرار في المنطقة»، فيما أكدت الرياض انها تتفق مع ادارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب «في ملفات عدة أبرزها وقف التدخلات الإيرانية».


كلام غوتيريس جاء في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بعدما استقبله كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.


وهنّأ الملك سلمان غوتيريس على توليه الأمانة العامة للأمم المتحدة، واستعرض معه جهود المنظمة الدولية والمهام المناطة بها في سبيل تحقيق السلم والأمن الدوليين.


وأكد الأمير محمد بن نايف لغوتيريس استمرار المملكة في مواقفها المساندة لجهود الأمم المتحدة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، منوها بدور المنظمة الدولية في هذا المجال. 


وبحث ولي العهد مع الأمين العام للأمم المتحدة آخر تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وعملية السلام في المنطقة وجهود الأمم المتحدة لإحلال السلام في مناطق الصراعات والتوترات في العالم.


وأشاد غوتيريس بمواقف المملكة مع الأمم المتحدة ومساندتها لها في جهودها نحو تحقيق السلم العالمي، إلى جانب مساعداتها الإنسانية التي تقدمها للاجئين في العالم.


وبحث الأمير محمد بن سلمان مع غوتيريس مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الملفان السوري واليمني، والجهود التي تبذلها المملكة لإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى ما تقدمه المملكة من دعم لجهود الأمم المتحدة.


رافق غوتيريس في لقاءاته وكيل الأمين العام للشؤون السياسية كبير المستشارين جيفري فيلتمان، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وسفير الأمم المتحدة لدى المملكة أشوك نيقام.


وبعد اللقاءات عقد غوتيريس مؤتمرا صحافيا مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وصف فيه المملكة بأنها «عماد للاستقرار في المنطقة» و«دولة الاستقرار وهي نموذج للسعي الى التغير والنمو».


وشدد على أن «التعاون بين الأمم المتحدة والسعودية أساسي في مكافحة الإرهاب»، موضحاً أن «الأمم المتحدة تعمل على مساعدة الدول الأعضاء في محاربة الإرهاب»، ومنبها على ان «غياب الحلول السياسية في أزمات كثيرة يسهم في تغذية الإرهاب».


وقال غوتيريس: «احد الامور التي تغذي الارهاب هو التعبير في بعض اجزاء من العالم عن مشاعر الاسلاموفوبيا والسياسات المعادية للاسلام وخطابات الكراهية الموجهة للاسلام.. هذا افضل دعم يمكن ان يستغله داعش في دعايته».


وثمن ما تقدمه المملكة في المنطقة ودورها السياسي الكبير كجزء من الحل السياسي في الأزمة السورية، مؤكدا أن الأمم المتحدة تشاطر المملكة المخاوف في ما يتعلق بمخاطر الموقف في العدد من الدول.


ورأى أنه «لا يمكن هزيمة الإرهاب في سوريا بلا حل سياسي شامل للأزمة». وشكر السعودية «على مساعدتها السوريين» في تشكيل وفد المعارضة السورية إلى «مؤتمر جنيف». واشار الى ان «المصالحة الشاملة في العراق ممكنة شرط تعاون الأطراف كافة على أساس التعايش والاحترام المتبادل».


كما أعرب غوتيريس عن أمله «في نجاح رؤية 2030 وأجندة التغيير في السعودية».


وقال الجبير ان المحادثات مع الأمين العام للامم المتحدة تناولت ملفات سوريا وليبيا ومكافحة الإرهاب.


ورداً على سؤال أحد الصحافيين عن علاقة السعودية بالإدارة الأميركية الجديدة، قال الجبير: «علاقة السعودية بالولايات المتحدة متميزة وتجاوزت العديد من التحديات. نتفق مع الولايات المتحدة في ملفات عدة أبرزها وقف التدخلات الإيرانية».


وتوقّع الجبير أن «تعيد إدارة ترمب النظر في قانون جاستا»، معتبراً أن هذا القانون «شأن أميركي داخلي وتبعاته ستطال الولايات المتحدة». وقال: «علاقتنا المتينة مع واشنطن ساهمت بمواجهة تحديات جمة».


وفي الموضوع السوري، أوضح الجبير أن السعودية تدعم باستمرار «المعارضة السورية المعتدلة عسكرياً عبر التحالف الدولي»، مشدداً على أن للمعارضة السورية المعتدلة دورا مهما في الحرب على «داعش» و«القاعدة». وتوقع أن «تؤدي مفاوضات جنيف لمرحلة انتقالية في سوريا».


وفي الموضوع اليمني، ذكّر الجبير بأنه «تم إبرام أكثر من 70 اتفاقا مع الحوثي و(الرئيس المخلوع علي) صالح ولم ينفذوا أيا منها. ميليشيات الحوثي كانت على وشك إسقاط الحكومة. الشرعية اليمنية طلبت مساعدة التحالف العربي وفقا لقواعد الأمم المتحدة، وتدخلنا لإنقاذ الشرعية»، مذكّراً بأن هذه الميليشيات «جندت الأطفال وارتكبت جرائم حرب».


واعتبر الجبير أن «كل جهود المبعوث الدولي في اليمن فشلت بسبب الحوثي وصالح»، مشدداً على أن «هناك حاجة ماسة لإنهاء معاناة الشعب اليمني في أسرع وقت ممكن».


وأوضح أن التحالف العربي يعمل «على خطة لإعادة بناء اليمن»، مشيرا الى أن دول مجلس التعاون خصصت مبالغ كبيرة لإعادة إعمار اليمن. أضاف: «رؤيتنا لليمن إيجابية ورؤية الانقلابيين سلبية.. نحن نسعى لحل للأزمة اليمنية عبر المفاوضات».


وعن هذا الموضوع، قال غوتيريس إن «حل الأزمة في اليمن يجب أن يستند إلى القرارات الدولية. ونحن ندعو جميع الأطراف في اليمن إلى عدم استغلال المساعدات».


وأوضح غوتيريس أن جولته في المنطقة تهدف الى مساعدة المبعوث الدولي في مهمته في اليمن، مشدداً على أن «ولد الشيخ أحمد يقوم بعمل مهني وحيادي في اليمن ويحظى بدعمي الكامل».


ووصل غوتيريس الى السعودية آتيا من تركيا وسيتوجه الى دبي اليوم للمشاركة في القمة العالمية للحكومات في اطار جولته في المنطقة.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024