منذ 7 سنوات | العالم / Huffington Post

بعد 8 سنوات من الخلافات التي خرجت في مناسبات عدة للعلن بين إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وإسرائيل، أظهر اليومان الأولان في عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب تحسناً متوقعاً بين الجانبين، مع إجراء الأخير محادثة هاتفية وُصفت بـ"الحارة للغاية" مع رئيس الوزراء بنيامين الأحد 22 يناير/ كانون الثاني 2017، ودعوته للتوجه لواشنطن في زيارة رسمية.

وقبل نتنياهو، الذي وَصف تولِّي ترامب السلطة بـ"الفرصة العظيمة" لإسرائيل، الدعوةَ للذهاب إلى الولايات المتحدة مطلع شهر فبراير/ شباط، للتحدث مع ترامب في مواضيع كشأن توسيع خطة الاستيطان في الضفة الغربية وشرق القدس، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، والاتفاق النووي مع إيران الذي تعهد ترامب بإلغائه، وهي القضايا التي لطالما اختلف فيها مع أوباما.

صداقة

ومَدَحت تسيبي هوتوفلي، نائبة وزيرة الشؤون الخارجية الإسرائيلية ترامب، معتبرة أنه أصبح لإسرائيل بوجوده "صديق حقيقي في البيت الأبيض"، معبرة عن سعادة حكومتها حيال الإدارة الجديدة في أميركا بعد المحادثة الهاتفية المذكورة.

وأوضحت أن إدارة ترامب "تتفهم تعقيد الوضع في الشرق الأوسط، حيث يتفكك كل شيء حولهم"، مضيفة أنه "عندما تظل إسرائيل النظام الديمقراطي الوحيد في المنطقة، يريدون إبقاءها في أفضل شكل".

وسرت شائعات مع تنصيب ترامب، الذي عبر مراراً عن دعمه المطلق للدولة العبرية، بأن واحدة من أولى الخطط التي لديه هي إعلان نقل السفارة إلى القدس، إلا أن شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض قال الأحد، إنه ليس هناك قرار حالياً في الموضوع، وهو في المراحل الأولى لذلك.

وعلى الرغم من تعهد الرئيسين السابقين جورج بوش الابن، وبيل كلينتون بنقل السفارة أيضاً إلى القدس، وإصدار الكونغرس قراراً في العام 1995 يدعو الرئاسة لتنفيذ هذه الخطوة، واصل الرؤساء المتعاقبون إصدار أمر بتأجيله كل 6 أشهر، مشيرين إلى أن البتَّ في وضعها يجب أن يكون ضمن المفاوضات النهائية بين الطرفين. وينتهي آخر تأجيل وقَّعه أوباما في شهر مايو/ أيار القادم.

وكان ترامب قد شدَّد على دعمه لإسرائيل بعد القرار المفاجئ الذي اتَّخذه سلفه أوباما أواخر 2016، وسماحه بتمرير قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال الامتناع عن استخدام الفيتو، كتعبير فيما يبدو عن العلاقة السيئة التي ربطته مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، التصرف الذي أثار استياء كبيراً من مشرعين أميركيين.

ووعد ترامب حينها عبر تويتر، أنه "بشأن الأمم المتحدة، ستكون الأمور مختلفة بعد 20 يناير/ كانون الثاني"، موعد استلامه للرئاسة رسمياً.

ودعا الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ترامب يوم السبت 21 يناير/ كانون الثاني، في رسالة  التهنئة بالتنصيب التي بعثها له، لأن يكون ضيفهم في القدس.

وبعد نفي تقارير صحفية، تشير إلى أن أول زيارة خارجية لترامب ستكون للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خارج روسيا، للتحدث حول خفض الأسلحة النووية، يبقى الاحتمال مفتوحاً لأن تكون أول رحلاته الخارجية نحو إسرائيل.

وكان ترامب قد خطَّط لزيارة إسرائيل في نهاية العام 2015، لكنه ألغى هذه الفكرة، بعد أن انتقد نتنياهو علناً خطته لمنع المسلمين مؤقتاً من دخول الولايات المتحدة، بعد هجوم سان برناندينو.

 

وكتب ترامب حينها، تغريدة أعلن فيها تأجيل رحلته إلى إسرائيل، قائلاً إنه سيلتقي نتنياهو في موعد لاحق حينما يصبح رئيساً.

وأرجع حينها سبب التأجيل بأنه "لا يريد وضع نتنياهو تحت الضغط"، وأنه وسط حملة انتخابية قوية.

وكان ترامب، الذي لم يزر إسرائيل منذ إعلان ترشحه للرئاسة، قد قال في شهر مايو/ أيار 2016 في مقابلة مع صحيفة "هايوم" الشعبية، إنه سيزور إسرائيل قريباً، دون أن يحدد موعداً محدداً لذلك.

واستبعد لاحقاً في أواخر شهر يوليو/ تموز قيامه بزيارتها كشأن المترشحين السابقين لدخول البيت الأبيض، قائلاً: "أنا لست تقليدياً"، مؤكداً في الوقت نفسه أن لديه علاقات قوية مع نتنياهو، وأنه يقف 100% مع إسرائيل، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس".

وفيما يلي الزيارات التي قام بها الرؤساء الأميركيون المتعاقبون، والمناسبات التي حضروا لأجلها مباشرة بعد توليهم الحكم.

نيكسون أول رئيس أميركي يزور إسرائيل

كان ريتشارد نيكسون أول رئيس أميركي يزور إسرائيل، وذلك في السادس عشر من يونيو/ حزيران 1974، وكان في استقباله رئيس الوزراء إسحاق رابين، وذلك في السنة التالية لحرب 6 أكتوبر، في زيارة اعتبرت وداعية لنيكسون.

وأكد نيكسون في تلك الزيارة على "الجهود التي يبذلها لترسيخ السلام في المنطقة"، التي ستكون محوراً لزيارته التي سيقوم بها في وقت لاحق للزعماء السوفييت.

زيارة كارتر وسيط السلام

وصل الرئيس جيمي كارتر إلى إسرائيل في الـ11 من شهر مارس/ آذار 1979، ليلتقي رئيس الوزراء مناحيم بيغن بهدف تعزيز محادثات السلام وتطبيع العلاقات، بعد التوصل لاتفاقات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في السنة التي سبقتها.

وبعد تلك الزيارة توجه كارتر إلى مصر، حيث التقى الرئيس أنور السادات ونقل إليه فحوى محادثاته مع بيغن، ما أفضى إلى توقيع الاتفاق التاريخي بين الجانبين في الـ26 من الشهر نفسه في احتفال بالبيت الأبيض بحضور الزعماء الثلاثة.

الاتفاق نصَّ على انسحاب إسرائيل من جزيرة سيناء، واعتراف مصر بإسرائيل، وأدى إلى نقمة على السادات، ثم مقتله بعد عامين.

كلينتون الأكثر زيارة

بدأ بيل كلينتون زياراته الأربع إلى إسرائيل في ولايتيه الرئاسيتين في شهر أكتوبر العام 1994 قادماً من دمشق، وذلك بمناسبة توقيع اتفاق وادي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل، الذي لعب دور الوسيط فيه.

وتم توقيع الاتفاق بين الملك حسين ورئيس الوزراء إسحاق رابين بحضور كلينتون في مدينة إيلات الساحلية، وفي العام التالي حضر كلينتون جنازة إسحاق رابين الذي اغتيل.

وفي شهر مارس/ آذار 1996، وصل كلينتون إسرائيل وسط إجراءات أمنية مشددة، في زيارة تم اعتبارها حينها أنها تهدف لدعم رئيس الوزراء شمعون بيريز، الذي تراجعت شعبيته وسط هجمات فلسطينية، وإلى تقديم الدعم التقني والاستخباراتي له. أما الزيارة الأخيرة له كرئيس فكانت في العام 1998 والتقى فيها نتنياهو، رئيس الوزراء.

جورج بوش الابن

زار جورج بوش إسرائيل مرتين خلال فترتي حكمه، كلتاهما في العام 2008، الأولى في شهر يناير/ كانون الثاني، كانت تهدف لتشجيع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية التقى فيها رئيس الوزراء إيهود أولمرت، ومحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية.

الزيارة الثانية كانت في شهر مايو/ أيار بمناسبة الذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل، التي ألقى خلالها خطاباً في الكنيست.

الرئيس السابق أوباما

استهل باراك أوباما زياراته الخارجية بعد التمديد له لولاية أخرى بإسرائيل في العام 2013، الزيارة التي رأى البعض أنها ذات رمزية كبيرة وتهدف لطمأنة مسؤوليها عن دعم الولايات المتحدة الثابت لها، رغم الخلافات بشأن الملف النووي الإيراني والاستيطان.

واعتبر محلل أميركي بارز تلك الزيارة بأنها بمثابة رحلة سياحية، وسط غياب أية فرص للعب  دور في محادثات السلام مع الفلسطينيين وتضاؤل أهمية الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة.

أما آخر زيارة لرئيس أميركي فكانت لأوباما في أواخر شهر سبتمبر/ أيلول 2016 للمشاركة في جنازة الرئيس السابق شمعون بيريز.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024