بمعزل عن سيناريوات التشكيك والتحليل والتأويل التي تسعى عن دراية أو جهل إلى تزنير إنجاز «الكوستا» بعلامات استفهام مفخخة في معرض التساؤل عجباً عن كيفية تمكّن الأجهزة الرسمية من إحباط المخطط الانتحاري قبل تنفيذه، تتواصل التحقيقات مع الإرهابي عمر العاصي حول مختلف خيوط جريمته التشغيلية والتنفيذية، ولا يزال الإنجاز بحد ذاته محط ثناء وتثمين وطني وخارجي لنجاح الأجهزة الأمنية اللبنانية في تطبيق سياسة الأمن الوقائي بكل جدارة واقتدار وجهوزية رفيعة المستوى حمت عشرات الأرواح من رواد شارع الحمراء ليلة السبت من مجزرة محققة كان أحد الانتحاريين المتلطين بعباءة الدين على وشك ارتكابها بينما «الإسلام براء من هكذا أعمال إجرامية وإرهابية» كما شدد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أمس، في وقت كانت جمعية تجار الحمراء تشيد إثر اجتماع استثنائي بالوعي الأمني الذي «أحبط هذه المحاولة الإجرامية الدنيئة»، مع توجيهها الشكر لرئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق على «الاهتمام بهذا الحدث ومعالجة ذيوله». وتحت خيمة «التوافق السياسي» السائد في البلد وما تتيحه من أجواء 


صافية وسانحة للإنجاز أمنياً وإنمائياً، برز أمس إعراب الحريري عن ارتياحه لهذه الأجواء التوافقية، مبدياً أمام وفد بلدية الميناء الذي زاره في السراي الحكومي أمله في «أن ينسحب التوافق السياسي على تنفيذ المزيد من المشاريع الحيوية والضرورية لا سيما في الميناء وطرابلس والشمال».


وفي سياق تأكيده «عودة المؤسسات الدستورية للعمل بشكل طبيعي والأمور في طريق التحسن المتواصل»، طمأن الحريري أعضاء الوفد برئاسة رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين بعدما سلمه مذكرة بلائحة احتياجات المنطقة، إلى عزمه على متابعة «إنجاز الدراسات المتعلقة بالمشاريع الواردة في المذكرة»، آملاً كذلك إقرار «مشاريع قوانين عديدة قريباً تتضمن قروضاً ميسّرة لتمويل مشاريع تنموية وحيوية في منطقة الشمال»، مع إشارته في الوقت عينه إلى وجود «فرصة لتمويل العديد من مشاريع البنى التحتية في الميناء من خلال المساعدات التي سترد لدعم احتياجات النازحين السوريين».


وفي إطار التوجّه الحكومي نحو تفعيل عملية إنماء الشمال وعاصمته الفيحاء، استعرض وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس أمس مع وفد من إدارة مرفأ طرابلس «الخطة الاستراتيجية» للمرفأ، بحيث جرى عرض لمشاريع التوسعة والتطوير التي ستشمل محطة الحاويات والمساحات الخلفية، ولا سيما البنى التحتية للمرفأ الجديد والمشاريع المنوي تمويلها من قبل البنك الإسلامي. وسط تأكيد وزير الأشغال تصميمه على «إنهاء ما يلزم لتنفيذ هذه المشاريع واستكمال الخطة بالكامل»، مشيراً في هذا السياق إلى أنه «سيعرض على مجلس الوزراء الخطة لتأمين الدعم اللازم للخطة، لما يمثله مرفأ طرابلس من أهمية لخدمة التجارة اللبنانية والإقليمية والدولية وتأمين فرص عمل للمنطقة».


.. و«بيروت اليوم وبكرا»


إنمائياً أيضاً، وتحت عنوان «بيروت اليوم وبكرا»، كان عرض مستفيض أمس قدّمه رئيس المجلس البلدي لبيروت جمال عيتاني في متحف سرسق، للخطة البلدية الموضوعة للنهوض بمدينة بيروت، بحضور رسمي وزاري ونيابي من العاصمة إلى جانب فعاليات بيروتية جمعية واجتماعية وثقافية ومدنية. وفنّد عيتاني ما أنجزته بلدية بيروت على مدى ستة أشهر من تاريخ توليها مهامها، موضحاً أنّ رؤيتها للعاصمة ترتكز على «أربعة محاور أساسية: الإنماء المدني والبيئي المستدام، الإنماء الاقتصادي والاجتماعي المشتمل والقادر على المنافسة، الإنماء الثقافي والرياضي المتكامل والمدمج، الإنماء الإداري والشراكة والحكم الرشيد». 


وفي عرضه لأبرز المشاريع الإنمائية الحيوية الملحة التي تشكل أولوية للمرحلة المقبلة، لفت إلى العمل على الخطوط العريضة المتصلة بعملية «تأمين حل متكامل ومستدام لملف النفايات» بالإضافة إلى معالجة ملف صرف المياه الصحي وتأمين التيار الكهربائي لبيروت 24/24 ساعة ومياه الشفة بشكل مستدام ووسائل نقل ومواقف للسيارات وتحسين الطرق وسلامة السير، فضلاً عن الكشف عن «توقيع اتفاقية تعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت لوضع خطة شاملة للصحة في المدينة، ترتكز على تحديث المستوصفات التي تملكها وتشرف عليها البلدية، والعمل على إطلاق البطاقة الصحية لأهالي بيروت لغير المضمونين».


بدوره، أعرب وزير الداخلية والبلديات عن ثقته بأنّ المجلس البلدي الحالي «قادر على الانتاج»، وقال المشنوق في كلمة للمناسبة: «عام 2020، ستكون الذكرى المئوية لإعلان لبنان الكبير، ونتمنى أن تكون بلدية بيروت قد أنجزت كل المشاريع التي تعمل عليها وتخطط لها.. وأنا متأكد من أنكم ستبيّضون وجه بيروت».



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024