منذ 7 سنوات | لبنان / اللواء

تكاد الانشغالات الداخلية تخطف المتابعة اللبنانية للتطورات البالغة الانعكاسات المهمة، في ضوء انعقاد مؤتمر استانا في كازاخستان برعاية روسية – تركية – إيرانية، وفي حضور ممثلين للنظام والمعارضة السوريين.

فبعد تفاعلات الإعلان عن إحباط مخطط إرهابي بتفجير مقهى «كوستا» في شارع الحمراء في بيروت، وإعلان المؤسسات السياحية والفندقية والمطاعم والمقاهي ان لا عودة إلى الوراء، في ظل حرص الأجهزة الأمنية على توفير سلامة وأمن اللبنانيين والسياح العرب والأجانب، تتجه الأنظار اليوم إلى القرار القضائي المتعلق باستمرار اقفال أو فتح مطمر «الكوستا برافا»، وما يترتب على القرار من تداعيات اذا أقفل أو اعيد فتحه بالنسبة للنفايات، قبل أن يكون وزير البيئة طارق الخطيب حصل على موافقة مجلس الوزراء على خطته لمعالجة حاسمة للنفايات تحظى بدعم من الهيئات المدنية والدولية.

وفي موازاة الاهتمام الرسمي بهذين الملفين، و التحضير لانضاج طبخة قانون انتخاب جديد، رجح حزب «القوات اللبنانية» أن يستقر على مناصفة بين الاكثري والنسبي، وهو ما كان طالب به الرئيس نبيه برّي، تنشط الحركة الدبلوماسية العربية والإقليمية والدولية باتجاه بيروت.

وعلمت «اللــواء» ان الرئيس ميشال عون سيلبي دعوة رسمية لزيارة القاهرة في 13 شباط المقبل، حيث سيعقد قمّة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين المصريين تتطرق إلى العلاقات الثنائية وتطويرها، والأوضاع العربية والاقليمية، عشية القمة العربية في الأردن في آذار المقبل.

وفي سياق دبلوماسي متصل، علمت «اللــواء» أيضاً، ان عضوة الكونغرس الأميركي دولسي غوبارد التي التقت رئيسي الجمهورية والحكومة يرافقها عضو الكونغرس السابق دينس كوسنيش، والتي أمضت اسبوعاً في بيروت وقابلت كذلك وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جان قهوجي، نقلت إلى المسؤولين الذين التقتهم اقتراحاً بضرورة فتح قنوات اتصال بين الحكومتين اللبنانية والسورية، من أجل: التنسيق بإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وكذلك التنسيق الأمني بين سلطات البلدين لمكافحة الإرهاب.

وكانت غوبارد وصلت إلى بيروت من دمشق حيث قابلت هناك الرئيس بشار الأسد.

كشف دبلوماسي أميركي لـ«اللــواء» ان النائبة الأميركية أبلغت من يعنيهم الأمر ان بلادها تعتبر ان الأولوية في سوريا والمنطقة اليوم هي لمكافحة الإرهاب.

وفي خضم هذا الاهتمام الدولي لمساعدة لبنان على تجاوز الصعوبات التي يواجهها، وصل الى بيروت أمس ممثّل أمير دولة الكويت وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمّد عبد الله المبارك الصباح، في زيارة رسمية للبنان ينقل خلالها إلى الرئيس عون تهنئة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بانتخابه رئيساً للجمهورية لزيارة بلده الثاني الكويت.

وسيلتقي الموفد الكويتي اليوم بالإضافة إلى الرئيس عون الرئيسين برّي والحريري الذي يقيم له مأدبة غداء تكريمية في السراي الكبير.

في هذا الوقت، بدأ موفد رئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، مهمة في بيروت بدأها من عين التينة بلقاء الرئيس نبيه برّي، ثم التقى الحزب السوري القومي الاجتماعي، تتعلق بتنظيم مؤتمر في طهران لمؤازرة القضية الفلسطينية.

الحريري ومجلس الوزراء

وعشية جلسة مجلس الوزراء غداً، اعرب الرئيس سعد الحريري عن ارتياحه للأجواء السياسية السائدة في البلد، وعودة المؤسسات الدستورية للعمل بشكل طبيعي، مشيراً إلى ان الحياة السياسية عادت إلى دورتها، والناس يلمسون ان الأمور في طريق التحسّن، آملاً ان ينسحب التوافق السياسي على تنفيذ المزيد من المشاريع الحيوية والضرورية، ولا سيما بالنسبة إلى طرابلس والشمال.

وكشف مصدر وزاري لـ«اللواء» ان الوضع الأمني سيحضر من خارج جدول الأعمال، بعد إحباط الهجوم الانتحاري في مقهى «كوستا»، وتحرير رجل الأعمال البقاعي سعد ريشا من خاطفيه في ظل عزم الدولة على تعزيز الإجراءات الاستباقية لمواجهة الإرهاب واستئصال ظاهرة الخطف والفدية، سواء كانت في البقاع أو غيره.

وأشار المصدر إلى ان ملف النفايات سيكون على الطاولة أيضاً، مستبعداً وجود إمكانية لطرح ملف التعيينات الذي يحتاج إلى دراسة معمقة وتشاور بين جميع الأفرقاء السياسيين، للوصول إلى النتائج المطلوبة في هذا الإطار.

ورداً على سؤال يتعلق بسبب عدم طرح قانون الانتخاب في الوقت الراهن على طاولة مجلس الوزراء، أوضح المصدر بأن ذلك يعود إلى المشاورات السياسية الجارية بين القيادات السياسية والكتل للتوصل إلى اتفاق ما، قبل طرح الموضوع على الحكومة.

مجلس 2017

نيابياً، وقبل ان تتوصل الكتل إلى قاسم مشترك يسمح بطرح مشروع قانون جديد على طاولة مجلس الوزراء واحالته إلى مجلس النواب لاقراره، بدأت سبحة مجلس 2009 تكر.

فبعد إعلان نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري عزوفه عن الترشح للانتخابات المقبلة وكذلك فعل النائب الماروني في كتلة «القوات اللبنانية» انطوان زهرا، أعلن نائب بيروت محمّد قباني عزوفه أيضاً عن الترشح، بانتظار ان يعلن آخرون مواقف مشابهة، اما طوعاً أو بتأثير المرحلة الجديدة، سواء أكان قانون الانتخاب سيحتفظ بروحية الستين، أو تتوزع مواده بين الأكثري والنسبي، كما توقع رئيس حزب «القوات» سمير جعجع.

وهذا الملف، سيكون على طاولة اللقاء بين الرئيس الحريري ووفد «اللقاء الديمقراطي» الذي يزوره في السراي عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، في إطار لقاءاته مع رؤساء التيارات والكتل والمسؤولين.

وسيعرض الوفد امام الرئيس الحريري وجهة نظره من مشاريع قوانين الانتخابات المطروحة ورفضه النسبية وتمسكه بأي صيغة لقانون أكثري يحفظ خصوصية التمثيل الدرزي.

وأشار مصدر في الوفد ان الوفد بصدد زيارة عدد كبير من الشخصيات السياسية للبحث معها في هذا الموضوع.

وعلى الصعيد الانتخابي أيضاً، ينظم أنصار النسبية مؤتمراً في قصر الأونيسكو بعد غد الخميس لإظهار ان هناك شرائح في المجتمع اللبناني تتمسك بالنسبية لحسن التمثيل، وأن يكون البرلمان شاملاً لمختلف الأحزاب والتيارات.

ويشارك «حزب الله» في هذا المؤتمر مع أحزاب أخرى داعمة لخيار النسبية، وهي من مكونات 8 آذار.

«الكوستا»

في هذا الوقت، ترك نجاح مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بتوقيف الارهابي عمر العاصي قبل تفجير نفسه في مقهى «كوستا» في الحمراء ارتياحاً شاملاً لدى المواطنين كما المسؤولين إضافة إلى الجهات الإقليمية والدولية التي نوّهت بالإنجاز الأمني المشترك.

ورغم تشكيك البعض بسلامة العملية وطرحت تساؤلات كثيرة عن الدوافع التي حدت بالعاصي عدم تفجير نفسه لحظة دخوله إلى المقهى، وعما إذا كان المقهى محطة قبل الانتقال إلى مكان آخر، وعما إذا كان الارهابي وجد عدد رواد المقهى قليلاً نسبياً إلى ما شاهده خلال رصده له الليلة التي سبقت، وما إذا كان ينتظر شريكاً لتفجير نفسه، فقد كان لافتاً لانتباه تضامن أصحاب المطاعم والمقاهي ومحلات الباتسيري مع مقهى كوستا، بمشاركة وزير السياحة اواديس كيرانيان الذي هنأ الأجهزة الأمنية قادة وعناصر، شاكراً وزيري الداخلية والدفاع على تعاونهما لإفشال المخطط الارهابي، مشدداً على ان الوقفة التضامنية جاءت لتؤكد ان اللبنانيين يحبون الحياة ولديهم إرادة قوية رغم كل المشكلات والمصائب.

وقال ان الرسالة التي يريد إيصالها للعالم هي ان لبنان بأفضل حالاته وامنه ممسوك ووضعنا الأمني أفضل من أي وضع آخر في أي دولة أخرى.

اما رئيس النقابة طوني رامي، فأكد من جهته انه مهما كان الإرهاب صعباً ومهما كان شكله ولونه سنتابع يومياتنا وحياتنا وسنبقى من رواد المطاعم والمقاهي والملاهي.

وعلمت «اللواء» ان مخابرات الجيش أوقفت أمس ثلاثة أشخاص في صيدا كانوا على صلة بالارهابي العاصي، وهم من «مجموعة الاسير» فيما أوقفت شعبة المعلومات شخصاً يمتلك محلاً لميزان ديركسيون السيّارات في حسبة صيدا الجديدة، علماً انه ليس من اتباع الأسير، فيما افرج عن شقيقي العاصي فاروق ومحمّد وخاله فاروق البخاري وفادي الحبلي بعد الاستماع إلى افاداتهم .





أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024