منذ 7 سنوات | حول العالم / الأناضول

رغم مساهمتهم بـ 95% من إنتاج بلادهم من البن الأجود عالميا، يشكو صغار المزارعين في إثيوبيا من الاستغلال وعدم التربح من هذه السلعة المعروفة بـ"الذهب الأسود"، والتي تعد مصدراً رئيسياً وحيوياً للاقتصاد المحلي.

وتُعتبر إثيوبيا خامس أكبر دولة في العالم في إنتاج البن، وتعتمد الحكومة على هذا المنتج القومي كواحد من عناصر الاقتصاد الوطني في المجال الزراعي.

المزارع، سلكامو كميسا (68 عاما)، أعرب عن تذمره من "سوء الاستغلال" الذي يتعرض له صغار مزارعي البن في الأسواق المحلية والعالمية.

وقال في حديث "للأناضول" إن "الوسطاء والسماسرة في تجارة البن أكثر المستفيدين، بخلاف المزارعين الذين لم تتغير أحوالهم من هذه السلعة".

ومع أنه يتوقع أن يحصد 6 أطنان من البن هذا العام في مشروعه، إلا أن المزارع "كميسا" بدا وكأنه غير راض عن العائد المتوقع بعد المصاريف التي تكلفها، ويعمل في مشروعه 20 عاملاً يتقاضى الواحد منهم دولاراً في اليوم، إضافة إلى توفير الوجبات لهم.

"كميسا" الذي يعمل في زراعة البن لأكثر من 30 عاما، لم يحقق الكثير من أمنياته بسبب العائدات الضئيلة التي يجنيها من هذه السلعة، على حد قوله.

واعتبر المزارع الإثيوبي، الذي يقطن بمنطقة "شبيندو"، جنوب شرق العاصمة أديس أبابا، شجرة البن بمثابة "الشجرة الأم" لحياة المزارعين بمنطقته، وهي مصدر الدخل الوحيد.

من جهته، انتقد المدير التنفيذي لبورصة السلع الإثيوبية، "إرمياس إشيتو"، طريقة صغار مزارعي البن في تسويق منتجهم، ووصفها بـ"التقليدية".

وقال للأناضول إن "صغار منتجي البن يفقدون 60% من الفوائد بسبب انتهاجهم طرق تقليدية في تسويقه عبر الوسطاء والسماسرة، برغم وجود بورصة السلع الإثيوبية التي تقدم أفضل الطرق في تسويق المنتجات المختلفة ومن بينها البن"، مشيرا إلى أنها من أحدث البورصات في إفريقيا.

ولفت "إشيتو" إلى أن هؤلاء المزارعين يتعرضون لاستغلال يتمثل في وجود سعرين موازين للبن الإثيوبي إذ يبلغ قيمة سعر الكيلو منه عند شرائه من المزارعين 3 دولارات فيما تقوم شركات تجارية مثل "ستار باكس" الأمريكية ببيع نفس الكمية بأضعاف هذا المبلغ.

استغلال من نوع آخر يواجهه المزارعون- بحسب "إشيتو"- وهو القوانين المقيدة التي تلزم البائع تسليم منتجه في الميناء وتحمل كل تكاليف الشحن والتسليم.

وأشار "اشيتو" إلى أن السعر الحالي لـ6 أطنان من البن في البورصة 23 ألفًا و500 دولار.

ورفضت شركة "ستار باكس" التعقيب على تصريحات "إشيتو" واكتفت بالقول إنها تعمل حسب الاتفاق الموقع مع الحكومة الإثيوبية في عام 2007، لتسويق أنواع البن الذي تشتهر به البلاد مثل "هرار" و"سيدامو" و"يرغاتشيفي" وبيعها في الأسواق العالمية.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة التجارة الإثيوبية، "شيملس أرغا"، للأناضول إن بلاده "حصلت على عائدات بلغت 879.6 مليون دولار جراء تصدير 206 و654 طنا خلال الـ12 أشهر الماضية".

وأشار إلى أن خطة، لم يوضحها، سيتم تنفيذها خلال الفترة القادمة لمضاعفة الإنتاج والتصدير.

وأوضح "أرغا" للأناضول، أن "الحكومة الإثيوبية تعتمد على هذا المنتج القومي، الذي يوفر للبلاد 31% من العملات الصعبة جراء تصدير البن بمختلف أنواعه".

وكشف أنه يعمل أكثر من 15 مليون شخص في إثيوبيا (من أصل ما يزيد عن 90 مليونا) بزراعة وتجارة البن بإنتاج يبلغ 270 ألف طن سنويا وتمثل نسبة إسهام صغار مزارعي البن في إثيوبيا 95%.

ويعتبر البن الإثيوبي من أجود الأنواع على مستوى العالم، وتحتكر عدة شركات عالمية حق شراء كميات كبيرة منه، وعلى رأسها "ستار بكس" التي وقعت عقدا مدته 40 سنة.




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024