منذ 7 سنوات | لبنان / المستقبل








أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن «الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها وفق قانون يتوافق عليه اللبنانيون»، داعياً إياهم الى «اختيار نواب على انسجام مع بعضهم بعضاً ليتمكنوا من تحقيق الانجازات التشريعية والرقابية التي تهم الجميع». وكشف أن «العمل بدأ لإقرار تعيينات وتشكيلات وتغييرات في الادارات والمؤسسات العامة بهدف تجديد الدم ومكافحة الفساد، موضحاً أن «هذا الامر لا يهدف الى النيل من أحد بل الى انقاذ الدولة من الهريان الذي أصاب بعض مفاصلها وشرايينها».


كلام عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا أمس، وفداً ضم رؤساء البلديات والمخاتير في قضاء كسروان الفتوح، في حضور العميد المتقاعد شامل روكز.


وتحدث باسم الوفد رئيس الاتحاد رئيس بلدية جونيه جوان حبيش الذي حيّا الرئيس عون، معاهداً باسم أبناء المنطقة البقاء الى جانبه. وأعرب عن ثقته بأن تنال كسروان- الفتوح في عهده «حقها في المواطنة، وهذا يعني الحق في الانماء المتوازن المنقطع عنها منذ عقود»، طالباً دعم رئيس الجمهورية من أجل تحقيق مطالب بلديات المنطقة، وأبرزها في البنى التحتية والتعليم وتسهيل نشوء المشاريع الانمائية وتطويرها، والاتصالات، اضافة الى تأمين حقوق المخاتير وملء الشواغر من ذوي الكفاءات من أبناء المنطقة، الى جانب تحديث الادارات والمباني التابعة لها، ودعم انشاء محافظة كسروان - جبيل. 


وردّ عون بكلمة عرض فيها لأهمية المشاريع المنوي تنفيذها في منطقة كسروان - الفتوح وفي المناطق اللبنانية كافة، وقال: «سنتابع مسيرة الاصلاح، ومكافحة الفساد وضبط الانفاق ووقف صرف بعض الموازنات في غير محلها من دون أن يتحمل أحد مسؤولية ذلك».


واذ أشار الى أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، أوضح «أننا أسسنا الاحزاب التي تنشئ كتلاً قوية وتقوم بإنجازات. فالنائب لوحده ليست لديه القدرة على التخطيط او فرض تخطيط معين»، مشجعاً «الاقتراع للأحزاب وليس للأفراد، لأنهم قوة ضائعة وغير فاعلة ضمن مجلس النواب». ولفت الى أن منطقة كسروان - الفتوح ستصبح أول قضاء نموذجي للامركزية معالجة النفايات، مشيراً الى أن الاموال التي هدرت في عمل بعض البلديات كان بإمكانها أن تحقق الكثير من الانجازات.


وبحث الرئيس عون مع وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني والوزير السابق فادي عبود وروبير سرسق في الطرق الواجب اتباعها لمكافحة الفساد بهدف تحقيق الغاية من استحداث وزارة دولة لشؤون مكافحة الفساد.


واستقبل رئيس الكنيسة المتحدة في أستراليا القس ستيوارت ماكميلان في حضور سفير أستراليا في لبنان غلين مايلز، ورئيس الكنائس الشرقية في أستراليا القس غابي قبرصي، ووفد من الطائفة الانجيلية في لبنان ورئيس جامعة هايكازيان القس بول هايروستيان.


وأوضح القس ماكميلان أن زيارته والوفد المرافق للبنان «هدفها التعبير عن تضامن أبناء الكنيسة المتحدة في أستراليا مع الشعب اللبناني والتأكيد على أهمية العيش بتناغم بين المسيحيين والمسلمين في لبنان والعمل سوياً في خدمة الوطن». وشكره عون على زيارته، وعلى التضامن الذي أبداه مع الشعب اللبناني المتنوع مذهبياً وطائفياً وهو أشبه بالفسيفساء التي تتجسد فيها كل الوان الاطياف الدينية. وعرض لواقع المسيحيين في الشرق في ضوء الهجرة المتزايدة الى عدد من الدول، لافتاً الى أن لبنان ينعم بالاستقرار بين جميع طوائفه «لأننا نشرنا روح الاعتدال بين الجميع واستطعنا أن نبقى موحدين». كما شكره على الدعم الذي تقدمه الكنيسة المتحدة في أستراليا، وحمّله والوفد المرافق تحياته الى الجالية اللبنانية هناك والى الشعب الأسترالي الصديق.


والتقى رئيس الجمهورية رئيس جامعة القديس يوسف الاب سليم دكاش اليسوعي الذي هنأه على «كل هذه الانجازات التي تحققت لخير هذا الوطن وأبنائه، ما زاد عزيمتنا على إكمال رسالتنا وكذلك الامل بأن يستعيد لبنان قوته ودوره المميز على أرض الشرق وأبعد»، مؤكداً أن جامعة القديس يوسف «تضع إمكاناتها التثقيفية المتطورة وكذلك خبرتها في النظام الانتخابي بين أيديكم وفي خدمة لبنان هذا الذي هو أكبر من وطن إذ هو «وطن الرسالة رسالة الحرية ونموذج التعددية الصحيح للشرق كما للغرب» كما قال وأكد عليه أحد البابوات الكبار الذي عشق لبنان وشعبه».


وردّ رئيس الجمهورية مشدداً على أهمية دور جامعة القديس يوسف في بناء لبنان ومستواه التعليمي والثقافي الذي ميّزه، ملاحظاً وجود نوع من الاعتكاف لدى الشباب اللبناني للمشاركة في الحياة العامة بحيث «أن الحلم بات يقتصر على الهجرة، التي هي من مراحل الانحطاط، لأنها تجعلنا نفقد دور لبنان الذي هو قلب الغرب وعقل الشرق». ودعا الى وجوب «اعادة ايقاظ الحس الوطني اضافة الى مضاعفة الثقافة السياسية لدى الشباب الجامعي، لأن المال أفسد الحياة السياسية وساهم بالتالي في مضاعفة درجة الاعتكاف، بحيث لم يعد باستطاعة الشاب المثقف المساهمة في الحياة السياسية والمشاركة فيها، كون هذه الحياة باتت تُشرى وتُباع، وتُكتسب بالمال.» وأكد الاتكال على الجامعات في كل حقول اختصاصاتها من أجل العودة الى القيم، مطالباً العالم الجامعي بـ «تقوية الاخلاقيات، وهي أرقى وأسمى من القوانين، الى جانب البرامج الاكاديمية لتقوية الرادع الضميري لدى المواطنين».


واستقبل عون «مجلس الفكر» برئاسة كلوديا أبي نادر التي أكدت أن أعضاء المجلس «يقفون الى جانب العهد جنوداً في مسيرة الاصلاح والتغيير والبناء وهي مسيرة صعبة وشاقة». وهنأ رئيس الجمهورية الوفد على عمله في الميدان الفكري والثقافي، مشيراً الى أن «مشكلاتنا في مجتمعنا اليوم متعددة لأننا لم ننطلق في بناء الوطن وتربية المواطن كما يجب. إذ علينا تعريف المواطن على معنى الوطن عبر أسلوب الحياة بأبعاده الثلاثة، التربية والتعليم والثقافة التي تعتبر أساساً، لأن نشرها يساهم في ترقية المجتمع والاعلاء من شأنه». ولفت الى أن «العالم شهد إنتقالاً لكل القيم والمفاهيم باتجاه المال والمادة، داعياً الى «إجراء عملية إصلاح من أجل العودة الى الفكر الصحيح. فالمال هو وسيلة للتعاطي مع الحاجة، ويجب ألا يتحول الى المعبود، وقد خسر مجتمعنا الكثير من قيمه جرّاء هذا التحول وأصبحت الحياة السهلة والسطحية هي الاساس».


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024