ألقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كلمة من معراب، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى على "تفاهم معراب" في 18 كانون الثاني 2016، قال فيها: "نحتفل اليوم بالذكرى السنوية الأولى لتفاهم معراب الذي رشحت بموجبه "القوات اللبنانية" العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. لم يكن سهلا على "القوات" ان تسحب ترشيح رئيسها لرئاسة الجمهورية لمصلحة خصمها "التاريخي"، كما لم يكن سهلا عليها ان تنتقل من مصالحة تطوي صفحة الماضي إلى خطوة رئاسية تفتح صفحة للمستقبل".


وتابع "يعتقد البعض ان قرارا بهذا المستوى كان ابن ساعته أو ردة فعل، فيما تطلب عمليا تهيئة داخلية صعبة ومتأنية، على غرار القرارات المصيرية كلها التي تتخذها "القوات". وتركز التحضير على محورين: محور داخلي أساسي لتحويل خطوة بحجم ترشيح الجنرال عون من مستحيلة إلى طبيعية ومقبولة وحاجة مسيحية ووطنية، ومحور آخر مع "التيار الوطني الحر" لإعلان الترشيح على أسس ومبادئ وطنية وسياسية واضحة تجسدت في نقاط أساسية عرفت بالنقاط العشر".


وأشار جعجع الى أن "الأسباب الموجبة التي دفعت "القوات" الى هذا الخيار كان خوفها من تمدد الفراغ الى مختلف المؤسسات الدستورية ودخول لبنان في المجهول والمحظور وتقديم هدية من ذهب وحجة جاهزة لمن يريد إسقاط اتفاق الطائف، بان النظام أسقط نفسه بنفسه، وبالتالي، وحرصا منا على الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، وعلى هيكل الدولة والدستور واتفاق الطائف، بادرنا الى ترشيح الجنرال ميشال عون. وقد أثبت انتخاب العماد عون في 31 تشرين الأول وخطاب القسم وتكليف الرئيس سعد الحريري وتشكيل الحكومة ورسالة الاستقلال وتخصيص زيارته الخارجية الأولى للسعودية وقطر، وإعادة الربط مع العمق العربي، أثبتت تلك المحطات كلها ان خيار القوات كان في محله".


وأضاف "لم تكن المرة الأولى التي تأخذ فيها القوات اللبنانية الخيار الأصعب في المحطات المفصلية، من تبنيها لاتفاق الطائف إلى مساهمتها، ورئيسها ما زال في السجن، في إطلاق انتفاضة 14 آذار، انطلاقا من حساباتها الوطنية الصرف".


وقال جعجع: "نحتفل اليوم بحدث نقل لبنان من المجهول إلى المعلوم، ومن الفراغ المؤسساتي إلى الفاعلية المؤسساتية، ومن الاستقرار الهش إلى الاستقرار المحصن، ومن التعطيل إلى التفعيل، ومن الجمود العقيم إلى الحيوية المنتجة. نحتفل اليوم بحدث تاريخي أزال العوائق من أمام طريق القصر الجمهوري، عوائق زرعت بإحكام من أجل تأبيد الشغور الرئاسي وتعميمه ودفع اللبنانيين قسرا نحو نظام جديد تحت ضغط الفراغ الهادف إلى كشف لبنان وجر اللبنانيين إلى خيارات مرفوضة. نحتفل اليوم بمناسبة فريدة أسقطت كل الأوهام التي تم ترويجها لتخويف المسيحيين ومحاولة تيئيسهم بأن القصر الجمهوري سيتحول الى ما يشبه متحفا وطنيا، وان الإحباط الذي تراجع بعد العام 2005 سيطل من جديد وبقوة ليحفر عميقا في النفوس ويدفع أصحابه إلى الاستسلام والهجرة".


وأردف "نحتفل اليوم بمحطة مجيدة أثبتت ان القوى السياسية اللبنانية قادرة على اجتراح تسويات لبنانية صافية بعيدا من مؤتمرات خارجية او سيناريوهات دولية، فما تحقق من خلال انتخاب الرئيس عون هو صناعة لبنانية صرفة، تؤشر إلى قدرة اللبنانيين، متى أرادوا، ان يأتلفوا حول مساحة مشتركة لما فيه مصلحة لبنان وأهله. نحتفل اليوم بمحطة استثنائية أطلقت مسارا لبناء الثقة بعد أعوام انعدمت خلالها الثقة لا بل انهارت فيها رهانات الأمل بدولة حق وعدالة وقانون، فاستعاد لبنان ثقة الشعب اللبناني بدولته، وثقة العالم بالدولة اللبنانية. نحتفل اليوم بمحطة أعادت مع انتخاب الرئيس عون إحياء الميثاق الوطني من خلال تحقيق الشراكة الوطنية، هذه الشراكة التي يجب ان تستكمل طريقها بإقرار قانون انتخاب جديد يعكس الشراكة الفعلية وصحة التمثيل السياسي".


واستطرد "نحتفل اليوم بمحطة اعادت الاعتبار لموقع الرئاسة الأولى الذي تم تغييبه قسرا مع اغتيال الرئيس الشهيد رينيه معوض بهدف ضرب الدور الوطني للمسيحيين في لبنان، هذا الدور الذي يشكل عامل توازن حقيقي وضمانة ميثاقية وسيادية. نحتفل اليوم بمناسبة أدت إلى تحصين اتفاق الطائف وعلاقات اللبنانيين بين بعضهم البعض وعلاقات لبنان مع الخارج. نحتفل اليوم بمحطة فتحت أبواب المؤسسات الدستورية وأنعشت الاقتصاد اللبناني ومهدت الطريق لازدهار اقتصادي مطلوب. نحتفل اليوم بمحطة أعادت القرار إلى اللبنانيين، والقوة إلى الجمهورية، والتوازن إلى الدولة. نحتفل اليوم بمحطة أعادت الروح إلى المؤسسات، والأمل إلى الناس، والحلم إلى اللبنانيين".


وشدد جعجع في الختام على ان "18 كانون الثاني 2016 كان يوما وطنيا مجيدا، فوحدة الموقف بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" قادت إلى مشهد لبناني جديد، سنعمل على تعميقه وتحصينه، فإلى محطات أخرى لاستكمال النهوض والبناء تليق بصمود اللبنانيين ونضالهم وتضحياتهم وبلبنان السيد الحر المستقل المتنوع وبجمهورية العدالة والحرية والانسان". 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024