على رغم استعمالاته المختلفة وفوائده الصحية العديدة، لكن رائحة الثوم لها قوة بقاء لا تضاهيها قوة أي من العطور العالمية.
ونشر موقع " بي بي سي" البريطاني موقفاً تعرضت لها ممرضة في أحد المستشفيات، حيث ولّدت امرأة أكلت ثوماً قبل عمليتها، طفلاً اتضح أن رائحة فمه ثوم كذلك.
وأكد العلماء ان مصدر رائحة الثوم ليس من الفم، فمهما حاولت تنظيف أسنانك، لن تختفي الرائحة، وإنما يعود السبب إلى العمليات الكيميائية التي يقوم بها الجسم عندما تتناول الثوم.
ويعتبر الثوم مليئاً بمركبات الكبريت التي تمتزج مع الدم، فتنتشر رائحتها في الجسم كله، ما يؤدي إلى اكتساب كل إفرازات الجسم مثل العرق، رائحة الثوم.
ونشر موقع "بي بي سي" أصنافاً عدة من الطعام يمكن أن تساعد في تخفيف رائحة الثوم في الفم.
وأعدت العالمة شيريل بارينغر من جامعة "أوهايو" بدراسة عن الأطعمة التي تقضي على رائحة الثوم، وكيف يحصل ذلك.
وكان الخس وأوراق النعناع والتفاح، من أهم الأطعمة التي تقضي على رائحة الثوم. وأظهر التقرير الذي نشرته الجامعة في أيلول (سبتمبر) الماضي أن القضاء على رائحة الثوم، يأتي نتيجة عملية كيميائية تحصل بين أربع مركبات من الكبريت في الثوم وجزيئات عدة تدعى phenolics أي الفينولات.
وتضمنت الدراسة عدداً من المتطوعين الذين يمضغون الثوم بالإضافة إلى خيارات أخرى، ومن ثم ينفخون في جهاز يقيس الجزيئات الموجودة في أنفاسهم.
كما خلط الباحثون هريس الثوم والماء وإنزيمات أو فينولات معينة، مثل حمض الروزمارينيك الموجود في النعناع، وطلبوا من المتطوعين أكلها ومن ثم النفخ في الجهاز، الأمر الذي كشف أن التفاح والخس والنعناع غير المطبوخين، كانوا أفضل في القضاء على رائحة الثوم، مقارنة بالخضار ذاتها بعد تعرضها لحرارة الطهي.
وأظهرت النتائج أن الإنزيمات تساعد في إسراع التفاعلات الكيميائية في الجسم، لكن ارتفاع درجات الحرارة يدمرها.
وأوضحت بارينغر أن النعناع كان أكثر خيار منطقي، إذ أنه يحتوي على كميات كبيرة من الفينولات، الأمر الذي يزيد من احتمال حصول تفاعل كيميائي بين حمض الروزمارينيك ومركبات الكبريت في الثوم. كما يحتوي التفاح على كمية قليلة من الفينولات بينما يحتوي الخس على أقل كمية من كل الجزيئات المطلوبة.
واختتمت بارينغر حديثها قائلةً أنهم لم يكتشفوا إلى الآن سبب تأثير الخس، لكنهم يتوقعون أن مزيج الأنزيمات مع الفينولات هو السبب في ذلك، وهم في حاجة إلى التعمق أكثر لتأكيد توقعاتهم.
