عبّرت إيطاليا وفرنسا وبريطانيا عن ترحيبها بالغارات الجوية الأمريكية على مواقع تنظيم "داعش" في مدينة سرت (شمال وسط) بطلب من حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، فيما انتقدت روسيا هذه الخطوة واعتبرتها "غير قانونية".

وأمس الاثنين، نفذت وزارة الدفاع الأمريكية ضربات جوية ضد أهداف لـ"داعش" في مدينة سرت، بناء على طلب من حكومة الوفاق الوطني، وفق ما أعلنه الجانبين.

وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان اطلعت الأناضول على نسخة منه، اليوم الثلاثاء، إن بلاده "تدعم حكومة الوحدة الوطنية الليبية، وتشجعها على القيام بكل الخطوات اللازمة لإعادة الاستقرار والسلام للشعب الليبي".

ونقل البيان عن وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني إن إيطاليا "ترحب بالعمليات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على بعض الأهداف التابعة لتنظيم داعش في سرت، والتي جاءت بناء على طلب من حكومة الوحدة الوطنية، لدعم القوات الموالية للحكومة، في الهدف المشترك المتمثل في المساعدة على استعادة السلام والأمن في ليبيا".

وأكد الوزير الإيطالي على استعداد حكومة بلاده لتلبية طلب ليبي بكل أشكال المساعدة بما فيها العسكري. 

وفي باريس، أعرب وزير الخارجية الفرنسية، جان مارك ايرولت، عن ترحيب بلاده بخطوة حكومة الوفاق الليبية طلب المساعدة الدولية المتمثلة في الضربات الجوية الأمريكية.

جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه الوزير الفرنسي مع رئيس حكومة الوفاق الليبية، ونشرت تفاصيله وزارة الخارجية الفرنسية في بيان اطلعت عليه الأناضول.

وفيما رحب بخطوة حكومة الوفاق طلب المساعدة الدولية في محاربة تنظيم "داعش"، أعرب الوزير الفرنسي عن استعداد بلاده لتعزيز تعاونها مع حكومة الوفاق في جميع المجالات وفي مقدمتها الأمن ومقاومة الإرهاب.

من جهته، عبر السفير البريطاني لدى ليبيا، بيتر ميليت، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن ترحيبه بانضمام ليبيا للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، في إشارة إلى الغارات الأمريكية التي شنتها الولايات المتحدة على سرت.

وفي مقابل تلك المواقف، انتقد السفير الروسي في ليبيا، إيفان مولوتكوف، الضربات الأمريكية، معتبراً أنها "تفتقر للأسس القانونية".

وقال السفير في تصريح نقلته وكالة أنباء "أنترفاكس" الروسية، اليوم، إن "توجيه ضربات إلى إرهابيين في ليبيا أمر يحتاج إلى اتخاذ قرار من مجلس الأمن الدولي"، رافضاً التعليق على إمكانية قيام بلاده بتوجيه ضربات ضد مواقع "داعش" في ليبيا في حال حصول موسكو على طلب في هذا الشأن.

وكالة الأنباء نفسها، نقلت عن ممثل لم تسمه في الخارجية الأمريكية، رفضه لاتهامات السفير الروسي، قائلاً: "تستطيع الولايات المتحدة أن تستخدم القوة ضد تنظيم داعش في ليبيا، وذلك بمثابة إجراءات دفاعية ذاتية في إطار النزاع المسلح المستمر مع التنظيم".

محليا ثمّن المجلس الأعلى للدولة، وهو من المؤسسات التي تم تشكيلها وفق اتفاق "الصخيرات"، الموقع في 17 ديسمبر/ كانون أول الماضي، في بيان ما وصفه بـ"الموقف الشجاع" للمجلس الرئاسي بشأن طلب الدعم الجوي من الولايات المتحدة ممّا سيُساعد "قوات عملية البنيان المرصوص على التسريع بحسم معركة سرت التي دخلت مراحلها الأخيرة للقضاء على ما تبقى من فلول تنظيم الدولة".

ولاقت الضربات الأمريكية على مواقع لـ"داعش" في سرت، والتي يسيطر عليها منذ عام ونصف، ترحيباً من قوات "البنيان المرصوص" الموالية لحكومة الوفاق والتي تقاتل التنظيم في المنطقة، لكنها فتحت الباب أمام جدوى التدخل العسكري الأجنبي في البلاد، خاصة بعد مقتل ثلاث عسكريين فرنسيين قبل أيام، في حادث إسقاط طائرة شرقي البلاد، كانوا يساعدون قوات جيش برلمان طبرق في حربها على تنظيمي "أنصار الشريعة" و"داعش " و كتائب ثورية هناك، وهو ما عبرت حكومة الوفاق حينها، عن استيائها وغضبها تجاهه، واعتبرته "تدخلاً سافراً".

وانطلقت عملية "البنيان المرصوص" في مايو/أيار الماضي، بهدف إنهاء سيطرة "داعش"، على مدينة سرت (شرق العاصمة طرابلس)، عبر ثلاث محاور هي (أجدابيا – سرت) و(الجفرة – سرت) و(مصراتة – سرت)، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد.

وسيطر "داعش" على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) في مايو/أيار 2015 قبل طرده مؤخرا من عدد من المواقع في المدينة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024