منذ 7 سنوات | ثقافة / Huffington Post

تستمر أنسجة منطقة الدماغ المسؤولة عن التعرف على الوجوه في النمو أثناء مرحلة المراهقة.

لكن لماذا يتمكن البالغون من التعرف على الوجوه أفضل من الأطفال؟، لأنه وبكل بساطة، تستمر منطقة الدماغ المسؤولة عن هذه القابلية، والتي تقع في القشرة البصرية للدماغ في النمو حتى سن البلوغ، بحسب صحيفة Le Figaro الفرنسية.

هذا الاكتشاف تم عن طريق دراسة أجريت في جامعة ستانفورد، ونشرت في المجلة الأميركية Sciences. وهو الاكتشاف الذي يخالف النظرية التي تقول بأن الروابط التي تصل بين خلايا الدماغ المحذوفة ـ منذ الولادة ـ أكبر من تلك التي أنشئت حديثاً".

وشملت الدراسة 47 شخصاً، من بينهم 22 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عاماً، و25 بالغاً تتراوح أعمارهم بين 22 و28 عاماً. وخضع كل مشارك لفحصين من التصوير بالرنين المغناطيسي، الأول وظيفي، ويقيس النشاط العصبي، والثاني كمِّي، يكشف حجم مختلف مناطق الدماغ. ووُجد أن المنطقة المرتبطة بتمييز الوجوه عند البالغين أكبر من تلك الموجودة عند الأطفال.

منطقة التعرف على الوجوه

ويقول البروفسور جان ليون طوماس من معهد الدماغ والنخاع الشوكي بباريس أن "هذه الدراسة تشير، عبر تصوير الدماغ، إلى زيادة الأنسجة العصبية خلال مرحلة المراهقة، أي زيادة الروابط التي تصل بين الخلايا العصبية في المنطقة المسؤولة عن التعرف على الوجوه"، وأن هذه المنطقة التي تقع في السطح السفلي للفص الصدغي، توجد فقط لدى الإنسان والرئيسيات.

وتوضح الدراسة أيضاً أن نمو مناطق الدماغ لا يكون بنفس الطريقة ولا بنفس السرعة. وبينما يتضاعف عدد الأنسجة في منطقة الدماغ المسؤولة عن التعرف على الوجوه، لا يحدث الشيء نفسه بالنسبة لتلك المرتبطة بالتعرف على الأمكنة، بالرغم من تقاربهما، وهو الشيء الذي أشار إليه البروفسور توماس.

نقلة نوعية

وفقاً للقائمين على هذه الدراسة فإنها تعد مثيرةً للدهشة، وذلك لأن "ما كان متعارفاً عليه هو أن نمو الدماغ مرتبط بما يسمى بالتشابك العصبي، بدلاً من تطور نمو الأنسجة العصبية".

في الواقع، يفترض هذا النموذج حتى الآن، أنه بالرغم من مرونة وتكيف الدماغ الكبيرين، إلا أنه يقوم منذ الصغر بحذف الروابط التي تصل بين الخلايا العصبية. ويشير جيروم برادو، باحث في معهد العلوم المعرفية في ليون إلى أنه "حسب الروابط الحالية، فإنه يوجد عدد مهم من الروابط العصبية عند الرضع. ولكن يتم انتقاء الروابط الأكثر استخداماً خلال مرحلة الطفولة، وعندما يبدأ الشخص في اكتساب التجارب".

ويقول البروفيسور توماس أنه "بالرغم من هذا كله، تظل هذه الدراسة تفسيرية، لأنه تم قياس حجم هذه المناطق خلال الطفولة وسن البلوغ، ولكن لم يكن ممكناً ملاحظة تطورها في الوقت الحقيقي، لهذا يجب تحسين المعلومات التحليلية للتصوير بالرنين المغناطيسي".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024