منذ 7 سنوات | لبنان / وكالة وطنية

اجتمع وزير العمل سجعان قزي اليوم، مع منسق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة في لبنان فيليب لازاريني، في حضور ممثلين عن المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في لبنان ONGI، ومدير عام المؤسسة الوطنية للاستخدام جان أبي فاضل وتم البحث في تعزيز الشراكة بين الحكومة اللبنانية وهذه المنظمات.

وأكد قزي انه "يفترض بهذا الاجتماع أن يشكل نقطة تحول في القضايا الانسانية والاجتماعية المتعلقة بالنازحين السوريين للانتقال الى مرحلة توفير الحياة الكريمة والانسانية لهم على ارض وطنهم، وتسهيل عمل الجمعيات يكون في اطار مصلحة الانسان اولا ومصلحة لبنان العليا قبل كل شيء".

وقال: "يجب ان نعي معا ان الفارق بيننا هو انكم معنيون بالعمل الانساني بينما انا كوزير في حكومة لبنان معني بالعمل الوطني، علما انه لا يجوز ان يكون هناك تناقض بين الوطن والانسان. اننا في لبنان لدينا هاجس كبير هو ان نخسر بلدنا، وما اقوله ليس اختراعا من الخيال ولا لتضخيم المشكلة، فبحجة العمل الانساني نكاد نستضيف كل اللاجئين في الشرق الاوسط على حساب لبنان. والخوف ناتج من ان هناك دولة مساحتها 10452 كلم 2 وعدد سكانها حوالي 4 ملايين شخص واقتصادها ينوء تحت مديونة 75 مليار دولار ونسبة بطالة تفوق ال 25% وعدد المواطنين الذين يعيشون على خط الفقر او تحته يفوق مليون 270 الف انسان، هذه الدولة غير قادرة على ان تتحمل لوقت طويل وجود مليون ونصف مليون نازح سوري ونصف مليون لاجىء فلسطيني ولا نستطيع ان نجعل من المؤقت حالة دائمة لان في ذلك قضاء على لبنان ارضا وشعبا ودولة".

أضاف: "الحكومة غير قادرة على تحمل هذا العبء وبالتالي يجب التعاون معكم ومع الدول الكبرى المعنية بالحرب على سوريا والتي هي مسؤولة عن عدم ايجاد حل لهذه الحرب، لا بل انها تغذي المتقاتلين بالمال والسلاح اكانوا متطرفين وغير ذلك وحتى الارهابيين".

وتابع: "نحن نبحث عن دولة ومشروع وطني ولا نريد مشاريع لإبقاء النازحين السوريين، نحن نريد ان تذهب كل اموال العالم الى مشروع واحد هو اعادة النازحين الى بلدهم".

وذكر وزير العمل بما كان طرحه رئيس الحكومة تمام سلام في القمة العربية الاخيرة لجهة مطالبة الدول العربية بإنشاء هيئة لدعم النازحين السوريين، متسائلا: "لماذا لا يهتم العرب بالنازحين السوريين، أليسوا عربا، ويتركون المسؤولية على الامم المتحدة والمجتمع الدولي؟".

وجدد التأكيد على "ضرورة خلق مناطق آمنة داخل سوريا لإعادة النازحين وبناء مراكز اسكان لهم لان لبنان لا يتحمل بقاءهم اكثر والا ستؤدي الاحتكاكات المتفاقمة بين المجتمعات المضيفة والنازحين الى حرب، وقد سبق للبنان ان عرف مثل هذه التجربة مع الفلسطينيين في الستينات والسبعينيات"، مستغربا "كيف ان كل المقترحات والافكار لحل قضية النازحين تعتبر صعبة وغير قابلة للتحقيق الا اقتراح ابقائهم في لبنان مع ان الاموال والجهود التي يبذلها المجتمع الدولي في سبيل ذلك اكثر بكثير من الاموال التي يمكن ان توظف لإعادتهم الى ارضهم".

ودعا "المجتمع الدولي والجمعيات والمنظمات المهتمة لأمر النازحين الى تغيير منطقهم والبحث عن اعادتهم الى سوريا عوض البحث عن كيفية تثبيتهم في الدول المضيفة".

وقال: "ان التنظيمات الارهابية ما كانت لتصبح قوة كبيرة لو لم يكن هناك دعم من قوى اقليمية ودولية تقوم بتغذيتها، وهذه التنظيمات الارهابية تقوم بدورها باستغلال الوضع الصعب للنازحين بهدف تجنيدهم للقيام بأعمال ارهابية".

وسأل: "لماذا لا تستضيف الدول الكبرى ودول اميركا اللاتينية والدول العربية النازحين السوريين وعلينا نحن ان نتحمل هذا العبء فيما عليهم فقط خلق الحروب؟".

وقال: "لسنا ضد عمل السوريين في لبنان لا بل اننا وسعنا بعض القطاعات التي يستطيعون العمل فيها. ولبنان منذ زمن طويل بحاجة الى اليد العاملة السورية ولكن هناك فارق ما بين التعامل مع السوري الذي يريد العمل في لبنان، وبين الهجرة الكبيرة للنازحين السوريين باتجاه لبنان. اننا نسمع عن برامج ومشاريع دولية كثيرة في لبنان في الوقت الذي نرى فيه ايضا اطفالا ونساء تعمل". وسأل الجمعيات "أين انتم من الاهتمام بهؤلاء الاطفال والنساء؟".

وأثار وزير العمل "قيام عدد كبير من الجمعيات والمنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في لبنان بصرف عدد كبير من الموظفين اللبنانيين لديهم دون المس بأي اجنبي"، مبينا بالأرقام عمليات الصرف، وقال: "نحن مع وجود الاجنبي في بلدنا انما في اطار الحاجة اليه".

واكد "الحرص على اعطاء اجازات العمل لكل انسان اجنبي يعمل بشكل جدي في لبنان". وقال: "المسألة ليست عدد الاجانب في هذه الجمعيات بل في دورهم، فمتى اتفقنا على الدور فأهلا وسهلا، وليس لدينا اي تحفظ على تسهيل عمله لكن التشدد يكون دائما حيال الجمعيات والمنظمات غير الجدية والتي تستغل الاوضاع للدخول في اعمال لا علاقة لها بالعمل الانساني".

وطلب من هذه المنظمات "التنسيق مع المؤسسة الوطنية للاستخدام التابعة للوزارة".

من جهته، أكد لازاريني "أهمية الشراكة المتينة بين وزارة العمل والمجتمع الدولي"، وقال: "انها المرة الاولى التي نعقد فيها مثل هذا الاجتماع لمناقشة ازمة النازحين السوريين في لبنان وتسليط الضوء على التحديات والهواجس لدى لبنان، وسنعمل بالتأكيد على مراجعة هذه الهواجس ومعالجتها".

أضاف: "الهدف من الاجتماع هو ايجاد طرق لمعالجة الازمات التي يعاني منها لبنان، هذا البلد الذي يستضيف مليونا ونصف مليون نازح سوري ونصف مليون لاجىء فلسطيني، وهو رقم غير مسبوق وهذه احد الاسباب التي تجعل لبنان يستحق اعجاب وتقدير المجتمع الدولي".

وتابع: "المجتمع الدولي استجاب لهذه الازمة عام 2015 حيث نفذنا مع الشركاء والوزارات في لبنان مشاريع وصلت قيمتها الى اكثر من مليار ونصف مليار دولار تركزت حول حاجات النازحين والمجتمعات المضيفة التي نعتبرها حجر الاساس في الاستجابة لازمة النازحين".

وشدد لازاريني على "تعزيز الشراكة"، وقال: "جميعنا نسعى لمساعدة لبنان للتخفيف من هذه الازمة".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024