حققت القوات العراقية في ثاني ايام الهجوم الجديد على احياء يسيطر عليها تنظيم «داعش» في اجزاء عدة من بينها الساحل الايسر من مدينة الموصل مركز محافظة نينوى ( شمال العراق)، تقدما واضحا على التنظيم الذي لجأ الى الاستعانة بتشكيلات انتحارية من الاطفال لكسر موجات الهجمات على معاقله التي باتت مهددة مع اعادة ترتيب الخطط العسكرية بإشراف الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد اكد مصدر عسكري في قيادة عملية استعادة محافظة نينوى، تقدم القوات العراقية في اكثر من محور في إطار المرحلة الثانية لتحرير الموصل، مع انهيار واضح في دفاعات داعش .

وقال المصدر ان «القوات العراقية تمكنت من تحرير منطقة الكرامة والقدس في المحور الشرقي بالموصل بشكل نهائي، وهي تخوض عمليات شرسة في محور جنوب شرق الموصل، وتتقدم في منطقة سومر بعد اقتحامها من كل الجهات».

واضاف ان» القوات العراقية اقتحمت ايضا منطقة يارمجة في محور جنوب شرق الموصل وتوشك على تحريرها بالكامل، وتمكنت من تفجير اربعة سيارات مفخخة خلال عملياتها وقتلت نحو 43 داعشيا خلال الـ24 ساعة الماضية»، لافتا الى ان «القوات العراقية تخوض معارك على المحور الشمالي في مدينة الموصل، وهي تتقدم حاليا باتجاه منطقة الحدباء بعد اقتحام السكر والصديق، وتتقدم وصولا الى نهر الخوصر الذي يشرف على انتهاء اغلب احياء الجانب الأيسر من المدينة».

وأعلن قائد الحملة العسكرية لتحرير الموصل الفريق الركن عبد الأمير يارالله أن قوات الجيش انتزعت معمل أدوية الحكماء ومجزرية بعويزة في جنوب قضاء تلكيف (12 كيلومترا شمال الموصل) من قبضة «داعش»، وذلك في إطار العمليات الرامية لتطويق التنظيم وقطع خطوط الامداد من جهة الموصل.

وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية أن قوات الجيش تمكنت امس من صد هجوم لمجموعة من مسلحي «داعش» في شمال الموصل، وقتلت أحدهم بينما لاذ البقية بالفرار. كما افاد مصدر عسكري ان الجيش العراقي صد هجوماً لـ»داعش» على مواقعه في حي الفلاح شمال شرق الموصل.

واجبرت التطورات الميدانية الجارية تنظيم «داعش« على الغاء صلاة الجمعة في عدد من مساجد الساحل الأيمن، داعياً «طيور الجنة« و«كتيبة الخنساء» النسائية لرفع مشاركتهما في المعارك وهجماتها الانتحارية.

وقال مصدر محلي امس إن «داعش ألغى صلاة الجمعة اليوم (امس) في الساحل الأيمن، في أجراء جديد خوفا من هجمات تطال عناصره وقياداته الذين بدأوا بالاختفاء عن الأنظار، واقتصرت الصلاة على عدد من الأحياء المحصنة بشكل كامل وفي المساجد مخصصة لقادة التنظيم».

ومع مضي الحملة الرامية لطرد المتشددين من الاراضي العراقية، تحاول الاطراف السياسية الخروج من عنق الزجاجة عبر حلول للمشاكل العالقة من خلال التسويق لمبادرة «التسوية التاريخية» متعددة المحاور والتي طرحها زعيم التحالف الشيعي عمار الحكيم، لكنها باتت عرضة للانهيار بعدما اخفق العراب بالحصول على مباركة الزعيم الروحي للشيعة السيد علي السيستاني، فضلا عن انتقادات جهات سياسية سنية على الرغم من المخاوف من خطورة مرحلة ما بعد طرد «داعش» من الموصل، وغياب التوافق السياسي على قضايا اساسية تتعلق بمستقبل المحافظة وطريقة ادارة الدولة واشراك المعارضين في العملية السياسية.

واعلن حامد الخفاف، احد مسؤولي مكتب المرجعية العليا وممثل السيستاني، ان المرجع لا يرى مصلحة في مشروع التسوية السياسية المطروح من قبل التحالف الوطني (الشيعي).

وقال الخفاف في بيان امس ان «رئاسة التحالف الوطني والوفد المرافق طلبا موعدا للقاء سماحة السيد السيستاني الذي اعتذر كما هي عادته منذ سنوات، لنفس الأسباب التي دعته إلى مقاطعة القوى السياسية، والتي ذكرتها المرجعية العليا في بيان شهير إبان الحركة المطلبية الاولى، وأعادت تكرارها مرارا إبان الحركة المطلبية الاخيرة ولكن دون جدوى»، لافتا الى ان «التحالف الوطني أراد زج المرجعية في موضوع التسوية وسماحة السيد السيستاني لايرى مصلحة في ذلك«.

وكان وفد من التحالف الوطني الشيعي الحاكم في العراق برئاسة زعيمه عمار الحكيم، قد توجه اول من امس الى مدينة النجف، والتقى المراجع الشيعية فيها باستثناء السيستاني الذي رفض لقاءهم انسجاما مع موقف سابق بعدم لقاء الشخصيات السياسية والمسؤولين في الحكومة.

كذلك هاجم «ائتلاف العربية» السني (بزعامة نائب رئيس الحكومة السابق صالح المطلك) التحالف الشيعي الذي يروّج لمشروع تسوية سياسية.

وذكر بيان للائتلاف ان» التدهور الأمني الذي شهده العراق كان نتاج البناء الخاطئ للأجهزة الأمنية والاستخبارية والسياسات الحكومية الخاطئة التي جعلت المجتمع العراقي بيئة هشة استغلتها التنظيمات الإرهابية ومجموعات الجريمة المنظمة والخارجين عن القانون، لذلك فإن التسوية المنشودة يجب أن تستهدف تصحيح جميع الأخطاء والسياسات السابقة وانهاء ثقافة اتهام مكونات مجتمعية بالارهاب«.

واضاف البيان: «عندما تتحدث رئاسة التحالف الوطني بأن لا تسوية الا بعد ان تنتهي المفخخات، فان ذلك يعد اتهاما لأطراف في التسوية بمسؤوليتها عن الاٍرهاب الذي استهدف واقعنا العراقي، وهذا الامر يعد دليلاً واضحاً على أن منهجية الاتهامات والتشكيك بالآخر ما زالت هي التي تسيطر على عقول البعض«.

وأشار البيان الى أن «من يريد وقف المفخخات، عليه أن يعتمد على ضباط اكفاء ومهنيين لضبط الامن والاستقرار وانتهاج سياسية صحيحة تجاه بناء الأجهزة الامنية«، مؤكدا على ان «ارهاب «داعش« استهدف المحافظات ذات الغالبية السنية دون غيرها من المحافظات، وأنتج هذا الاستهداف، تدمير الارض ونزوح ما يقارب أربعة ملايين إنسان، وبدلا من توجيه اصابع الاتهام لمكون مجتمعي، كان الاجدر الحديث عن السياسات الحكومية الخاطئة التي تسببت بكل الأحداث الأمنية التي شهدتها الساحة العراقية«.

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن دعم بلاده للعراق في حربه ضد الارهاب. وذكر بيان حكومي عراقي ان إردوغان أجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هنأه فيه «بالانتصارات التي تحققها القوات العراقية في حربها ضد ما داعش» مؤكدا ان «تركيا تتطلع الى نصر عراقي قريب جدا في الموصل وستكون رسالة لمن يريد استهداف العلاقات الاخوية بين البلدين» مؤكدا «أهمية الاستمرار بمكافحة المنظمات الارهابية في العراق وسوريا عبر التكاتف والتعاون».

ودعا العبادي الى احترام السيادة العراقية وإزالة اسباب التوتر والتجاوز بأسرع وقت بالطرق المؤدية لتركيز الجهود على محاربة الارهاب.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024