منذ 7 سنوات | خاص / خاص - منوعات

بالتزامن مع سيطرة الإعلام الإلكتروني والمرئي على الصحافة المكتوبة المهدّدة بالإنقراض وطرد عدد من الصحفيين المخضرمين في عدة صحف ورقية يظهر للعلن مدى السطحيّة التي بدأت تسيطر على الصحافة اللبنانية . 

 فمن البرامج ذات الإيحاءات الجنسية مرورًا باستغلال الفتيات ذات المظهر الرائع بغض النظر عن مؤهلاتهنّ لجذب المشاهدين وصولًا إلى البرامج التافهة التي تعتمد على الإستفزاز وإهانة الضيوف،  نجح الاعلام المرئي في بسط سيطرته، ولعلّ هذا الأمر دفع بأحد الطامحين إلى تأسيس تلفزيون لبناني بالسير على هذا الخطى فاعتمد في إعلانه التأكيد على أهمية المظهر الخارجي للفتاة. 

وجاء في الإعلان المبوب الذي برز امامنا: بعد الموافقة تعلن إدارة تلفزيون "...." أنها بحاجة إلى سكرتيرات جميلات للعمل بأقسام المحطة على ان يتم التواصل عبر الإيميل بإرسال رسالة السيرة الذاتية مع 3 صور عادية تظهر شكل وطريقة لبس الفتاة ومن ثم عقد لقاء العمل لتحديد القبول من عدمه"

 وفي اتصال هاتفي مع صاحب الرقم الموجود على الإعلان   أشار إلى ان البث  سيبدأ   في شهر 7، كما أكّد أن المؤهلات في الوقت الراهن لم تعد مهمّة إذ ما نفع "ان تكون الفتاة الأولى على لبنان وهي قبيحة الشكل؟ او انها كبيرة في العمر؟ فبالتأكيد لن تجلب  أي مشاهدين".  وأما عن اللباس فأكد أنه يهمّه أن تكون "sport" بمعنى أن السكرتيرة يجب أن تكون قادرة على "التسليم باليد " حتى لا تحرج النواب الذين سيتم استقبالهم خلال المقابلات.  هذا الكلام رغم واقعيته إلا أنه لحظة مؤلمة في تاريخ الإعلام اللبناني، وفي وقت بدأ الإفلاس يصيب الصحافة الحقيقية يبدأ التساؤل هنا انطلاقا من الإعلان المعروض: هل بدأ الإعلام يتحوّل من نقل الواقع كما هو إلى  استغلال الفتيات ؟


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024