كان مقرراً أن يخرج الدخان الأبيض الحكومي من باريس أمس. لقاء مفترض كان سيجمع سعد الحريري وجبران باسيل، يسهم في بلورة الهيكل الأساس للتشكيلة الحكومية. وقد دخل الفرنسيون في تفاصيل التفاصيل، وحدّدوا المواعيد، وكان كل شيء يسير على ما يرام... لولا أن الحريري أجهض اللقاء والجهود الفرنسية. وبحسب ما ذكرت "الأخبار"، قبل شهرين، فاتح الفرنسيون باسيل، مباشرة، بإمكان دعوته الى باريس في زيارة يلتقي خلالها الرئيس ايمانويل ماكرون، ويمكن أن تكون لها انعكاسات إيجابية على تأليف الحكومة. ولم يؤتَ على ذكر أي لقاء بالحريري. قبل نحو 10 أيام، جاء الاتصال من باريس يحدّد موعد الزيارة في السابع من الشهر الحالي (أمس). وفوتح باسيل بإمكان أن يلتقي الحريري في العاصمة الفرنسية. وعندما سأل عمّا إذا كان الحريري موافقاً على اللقاء، جاء الجواب بأنه "لا يمكن أن يرفض".


بقي الأمر بعيداً عن التداول الى أن "بجّ" الأحد الماضي في وسائل إعلام قريبة من 14 آذار، مرفقاً بحملة لنواب المستقبل عن "استدعاء" باسيل الى قصر الإليزيه، وعن "تذلّله" على أبواب العواصم الدولية. ترافق ذلك مع ترويج جدول حافل للرئيس المكلف يتضمّن زيارات ولقاءات في الفاتيكان وموسكو وبيروت. كان واضحاً أن الحريري يتذرّع بمواعيد مسبقة لعدم حضور اللقاء. أبلغ الفرنسيون باسيل بإرجاء اللقاء الى الخميس (اليوم)، مع إمكان استدعاء كل أطراف "طاولة قصر الصنوبر" الذين التقاهم ماكرون في بيروت لـ"مباركة التوافق"... وفجأة توقف كل شيء. وفي معلومات "الأخبار" أنه رغم انحياز باريس الواضح الى وجهة نظر الرئيس المكلف في الخلاف مع رئيس الجمهورية، إلا أن هناك استياءً فرنسياً من موقف الحريري الذي ضيّع فرصة، عمل دوريل جاهداً على توفيرها.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024