منذ 7 سنوات | ثقافة / Huffington Post

مع اقتراب احتفالات عيد الميلاد، تزين المدن والشوارع والمنازل أشجار الميلاد الصنوبرية، تترأسها دائماً نجمة كبيرة باهرة، نسبة إلى النجمة التي اتبعها الرجال الحكماء الثلاثة للوصول إلى مكان ولادة السيد المسيح. فما حقيقة هذه النجمة؟ وهل هي ظاهرة فلكية مميزة أم مجرد معجزة دينية؟

بداية، يؤكد علماء الفلك والقوانين العلمية، أن النظر إلى الفضاء هو فعلياً النظر إلى الماضي، فتوهُج النجوم الذي نراه يستغرق ملايين السنين حتى يصل إلى نطاق رؤيتنا، ولعل هذه النجوم التي ما زلنا نرى نورها في السماء اندثرت أو انطفأت ولكن لم يصلنا حاضرها بعد.

حتى أشعة شمسنا تستغرق 8 دقائق للوصول إلى كوكب الأرض، لذا فإن الشروق فعلياً يحصل قبل 8 دقائق من اللحظة التي نراه فيها. أما القمر فنراه بعد 1.2 ثانية.

وبناء على هذه المعلومات، قررت مجموعة من العلماء دراسة نجمة الميلاد، عبر العودة آلاف السنين في سجلات تحركات النجوم ومواقعها، التي تتبع مدارات ثابتة لا تتغير ولا تتحول، وتعيدها عاماً تلو الآخر، ما سهل ويسهل على العلماء دراسة الماضي وكأنه يحصل الآن.

ووفقاً للنصوص الدينية المسيحية فإن كهان أو حكماء من بلاد فارس على دراية بعلم الفلك والنجوم رأوا في السماء نجماً ساطعاً، فعرفوا أن نبياً سيولد قريباً، فتتبعوا النجم وصولاً إلى مدينة بيت لحم في فلسطين. وعندما وصلوا إلى بيته رأوا الطفل مع أمه فخروا سجداً عند قدميه وقدموا 3 هدايا هي آنية من الذهب وأخرى من البخور وثالثة من المُرّ، (إنجيل متى).

فما حقيقة ظهور هذه النجمة وفق التوثيق العلمي المعاصر لحركة النجوم والكواكب؟

ميلاد المسيح

لا يوجد توثيق مؤكد لسنة ولادة المسيح، وإن كان التأريخ الميلادي ينسب لولادته، لكن المرجح ولادته من سنتين إلى 7 سنوات قبل التاريخ الميلادي المعتمد حالياً.

وبعد ألفي عام من الأحداث والتطورات، توصل علماء إلى أن نجمة الميلاد الأيقونية لم تكن نجمة أصلاً، بل كانت عبارة عن حدثٍ فلكيٍ مميز، حدث في السنة السادسة قبل التأريخ الميلادي ليل 17 أبريل/نيسان على وجه التحديد، شهدت تقارب القمر مع المشتري، وزحل والشمس، في مجاورة كوكبية نادرة في فلك برج الحمل.

وعلى مدى أكثر من عقد، عكف بروفيسور الفيزياء الفلكية النظرية وعلم الكونيات في جامعة نوتر دام الأميركية -غرانت ماثيوز - على دراسة ظهور نجمة الميلاد وتفسيرها العلمي.

njmtalmsyh

وقال ماثيوز لصحيفة دايلي ميل إن علماء الفلك والمؤرخين واللاهوتيين تفكروا كثيراً في نجمة الميلاد، وتساءل: "في هذا الكون الحافل بمليارات النجوم، أيها سطعت بهذه القوة في ذاك اليوم بالتحديد؟". واعتبر أن الفيزياء الفلكية الحديثة هي طريقة العلماء في شرح أحداث الماضي الفلكية الكبيرة.

ووفق البحث الذي أجراه، اصطفت الشمس مع المشتري مع القمر مع زحل في كوكب برج الحمل، بينما كان كوكب الزهرة في برج الحوت، وكوكبا عطارد والمريخ في الجهة الأخرى، أي برج الثور.

حصل هذا التقارب تحديداً في العام السادس قبل الميلاد، عندما كان برج الحمل في الاعتدال الربيعي. هذا الضوء الهائل الذي نجم عن الكواكب مجتمعة، شكَّل الإشارة التي اعتبرها الرجال الحكماء منبئة بولادة "ملك اليهود الجديد".

وأكد ماثيوز أن حدوث ظاهرة فلكية بهذا الحجم أمر نادر، ولن يتكرر قبل 16 ألف سنة، وحتى عندما يحصل لن يكون في فصل الربيع. وعندما حسب 500 ألف عام مستقبلاً، لم يحصل على تقارب كوكبي مماثل تماماً كالذي حصل 6 سنوات قبل التأريخ الميلادي.

ويعكف ماثيوز حالياً على صياغة مكتشفاته في كتاب، وألقى مؤخراً محاضرات مجانية في الجامعة شرح فيها خريطة السماء الفلكية ليل 17 أبريل/نيسان في العام السادس قبل الميلاد.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024