احيت حركة فتح انتخاباتها الداخلية بعد سبع سنوات من عقد مؤتمرها السادس رغم ان نظامها الداخلي يقضي باجراء انتخابات «المركزية والمجلس الثوري» كل خمس سنوات مجددة نفسها بعدما اصابها الترهل والجمود التنظيمي وتضاؤل نشاطها الوطني على الساحة الفلسطينية. وعليه، انتخب مروان البرغوتي الاسير لدى اسرائيل عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح وقد حصل على اكبر عدد من الاصوات بعد اجراء المؤتمر العام للحركة انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري وقالت فدوى البرغوثي زوجة مروان البرغوثي: إن «الرئيس أبو مازن اتصل بي فجرا اليوم (امس) وأبلغني أن زوجي أبو القسام حصل على أعلى الأصوات في انتخابات اللجنة المركزية»، مشددا على أن «هذا يؤكد على أن حركة فتح بخير والشعب بخير ويقف مع مناضليه»، على حد قولها.

 ونتائج انتخابات حركة فتح عكست خروجا لافتا لأسماء بارزة من «اللجنة المركزية» حيث اظهر الاقتراع تراجع شعبية نبيل شعث (مستشار سابق لياسر عرفات) وأحمد قريع ونبيل عمرو والطيب عبد الرحيم واستبعاد لمعارضي الرئيس محمود عباس من اللجان المركزية.

وفي التفاصيل ترشح 64 شخصا للجنة المركزية، و423 للمجلس الثوري في حين اقترع المشاركون في المؤتمر السابع للحركة في مقر الرئاسة في رام الله، وعددهم 1400 شخص الا ان بضع عشرات اقترعوا في قطاع غزة، بعدما منعتهم اسرائيل من الانتقال الى الضفة الغربية.

 ووفقا لقائمة الفائزين في عضوية اللجنة المركزية، نال البرغوثي 930 صوتا من اصل 1300 ناخب، بفارق 100 صوت عن اللواء جبريل الرجوب الذي حل في المرتبة الثانية. ومن أبرز الفائزين كذلك صائب عريقات وصبري صيدم وناصر القدوة وسمير الرفاعي وعزام الأحمد وتوفيق الطيراوي.


ـ فتح ومؤتمراتها ـ


اشارة الى ان حركة فتح وهي اكبرالفصائل الفلسطينية، والحركة التي قادت العمل الوطني الفلسطيني طوال نصف قرن، عقدت سبعة مؤتمرات، الأول في الكويت 1962، والثاني والثالث والرابع في دمشق 1968، 1971، 1980، والخامس في تونس 1988، والسادس في بيت لحم 2009 والسابع في رام الله 2016.


ـ شعبية مروان البرغوثي ـ


يبقى الاسير مروان البرغوثي رمزا من رموز النضال الفلسطيني ومن ابرز قيادي حركة فتح الذي خاض الانتفاضة الاولى عام 1987 ضد الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية.

وُلد مروان  البرغوثي في قرية كوبر في الشمال الغربي من مدينة رام الله وفي سن الخامسة عشر اعتقلته السلطات الاسرائيلية بتهمة المشاركة في تظاهرت مناهضة للاحتلال الإسرائيلي في بيرزيت ورام الله وقد عزز ذلك انخراطه في حركة فتح.  عام 1976، اعتقلته القوات الإسرائيلية مجددا حيث تعلم اللغة العبرية خلال مكوثه في السجن، وعند إطلاق سراحه، ذهب البرغوثي إلى الضفة الغربية حيث ترأس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت وتخرج منها بعد أن درس التاريخ والعلوم السياسية ونال شهادة الماجستير في العلاقات الدولية. وفي هذه المرحلة عمل على تأسيس منظمة الشبيبة الفتحاوية في الأراضي الفلسطينية، هذه المنظمة الجماهيرية التي تشكلت في مطلع ثمانينات القرن الماضي واعتبرت أكبر منظمة جماهيرية تقام في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث شكلت القاعدة الشعبية الأكثر تنظيماً وقوة ولعبت دوراً رئيسياً في الانتفاضة الشعبية الكبرى التي انطلقت عام 1987 في الضفة الغربية وقطاع غزة.

تعرض البرغوثي للاعتقال والمطاردة طوال سنواته الجامعية حيث اعتقل عام 1984 لعدة أسابيع في التحقيق و أعيد اعتقاله في أيار 1985 لأكثر من 50 يوما في التحقيق، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية في نفس العام ثم اعتقل إداريا في آب 1985عندها طبقت إسرائيل سياسة القبضة الحديدية في الأراضي المحتلة وتم من جديد إقرار سياسة الاعتقال الإداري والإبعاد، وكان البرغوثي السجين الأول في المجموعة الأولى في الاعتقالات الإدارية. في عام 1986 تم إطلاق سراحه وأصبح مطاردا من قوات الاحتلال إلى أن تم اعتقاله وإبعاده خارج الوطن بقرار من وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك اسحق رابين في إطار سياسة الإبعاد التي طالت العديد من القادة في الأراضي الفلسطينية.

عام 1989, وفي المؤتمر العام الخامس لحركة فتح, انتخب عضوا في المجلس الثوري للحركة من بين 50 عضوا، وفي نيسان عام 1994 عاد البرغوثي على رأس أول مجموعة من المبعدين إلى الأراضي المحتلة، وبعد ذلك بأسبوعين وفي أول اجتماع لقيادة فتح في الضفة الغربية وبرئاسة القائد الشهيد فيصل الحسيني تم انتخاب البرغوثي بالإجماع نائبا للحسيني وأمين سر الحركة في الضفة الغربية ليبدأ مرحلة جديدة من العمل التنظيمي والنضالي. وفي نيسان 2002، القت السلطات الإسرائيلية القبض عليه في منزله، بعد اعتقال ابن عمه وقدمته لمحكمة التي بدورها أدانته بتهم القتل والشروع بالقتل وحُكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024