منذ 7 سنوات | خاص / خاص - LIBAN8

في بلدٍ عاش فراغاً رئاسياً لمدة عامين ونصف، في بلدٍ لم يستطع سياسيوه حتى الآن الاتفاق على تأليف حكومة، في بلدٍ يعيش كمّاً من الأزمات تحيط بالمواطنين من كلّ جانبٍ، في بلدٍ قائم على الواسطات والمحسوبيات لا يجد فيه الكفوء مكاناً في وظيفةٍ محترمة، في بلدٍ يتخلى عن من وُلدوا وترعرعوا في أحضانه لأنه ليس بمقدوره أن يؤمّن لهم أبسط مقوّمات الحياة، في بلدي لبنان نعيش تحت رحمة تلك الأحزان التي تدفع الشباب إلى البحث عن الأمان في مختلف البلدان، ليبدأ بالتعلّم في مدرسة الغربة مدرسة من الطراز الأول ولكن ليس لديها إلا أسلوب تعليمي واحد وهو القسوة، قسوة الاشتياق كل يوم لحضن الأهل الدافىء للأصدقاء الذين لم يفرق بينهم سوى الغربة عن شوارع قد ترك فيها الكثير من الذكريات، ليعود محمّلاً إلى تراب وطنه الذي لطالما حلم أن يعود إلى ربوعه.

ها هي الغربة اليوم تزفُّ إلينا محمد ذاك الشاب الجنوبي، محمد الذي ودع أهله على أمل اللقاء ها هو اليوم يلقاهم ولكن لقاء ما بعده لقاء..

محمد سليمان سليمان ابن كفرشوبا الجنوبية هو ضحية الغربة الجديدة، توفي في حادث سير في السعودية.

لكن من بعد محمد؟.. من التالي؟.. إلى متى سيبقى شبح الغربة يغزو حياة أبنائنا إلى متى سنفقد أخاً أو صديقاً أو حبيباً وهو بعيد عن أعين وأحضان أهله وأحبابه.. فآه منك يا غربة لا يشعر بألمك إلا من بك تلوع واحترق بنار الفراق..


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024