منذ 7 سنوات | العالم / الديار

بدأت تركيا إصلاحات لقواتها المسلحة بعد محاولة انقلاب فاشلة لكن الولايات المتحدة قالت إن تسريح جنرالات وضباط يعرقل التعاون في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

رفض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الانتقادات الغربية لحملة الاعتقالات الموسعة التي تمت بعد محاولة الانقلاب وقال إن على الدول الإشادة بتركيا لإحباطها الانقلاب بدلا من الوقوف في صف «المتآمرين». وقال: كانوا يريدون تشذيب لحيتنا، لكنها ستنمو بعد ذلك بكثافة اكبر، وستتذكر غدر  الخونة.

وأعلن الجيش ترقية 99 عقيدا لرتبة جنرال أو أميرال في إطار التغييرات وأبقت على رئيس هيئة الأركان خلوصي أكار وقادة القوات البحرية والجوية في مناصبهم.

وجاء الإعلان بعيد تسريح نحو 1700 من أفراد الجيش لأدوارهم المزعومة في الانقلاب الفاشل الذي وقع في 15 و16 تموز. وقتل ما لا يقل عن 246 شخصا وأصيب أكثر من ألفين خلال المحاولة. وأقيل نحو 40 في المئة من مجمل الجنرالات والأميرالات منذ الانقلاب.

وأمر إردوغان بإعادة هيكلة الجيش ويتهم رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن بالتخطيط لمحاولة الانقلاب وطلب من واشنطن تسليمه.

وقالت وكالة الأناضول الرسمية للأنباءة إن عدد موظفي القطاع العام الذين أقيلوا من مناصبهم منذ محاولة الانقلاب يتجاوز 66 ألفا بينهم نحو 43 ألفا في قطاع التعليم.

ويقول إردوغان إن كولن الذي كان حليفا له ذات يوم أقام شبكته من المدارس والمؤسسات الخيرية على مدى عقود لينشئ «دولة موازية» بهدف الاستيلاء على البلاد.

ويريد الرئيس التركي وضع هيئة الأركان وجهاز المخابرات الوطني تحت إمرة الرئاسة لكنه يحتاج إلى تأييد أحزاب المعارضة لهذا التغيير الذي سيتطلب تعديلا دستوريا.

وتتبع القوات المسلحة وجهاز المخابرات حاليا رئيس الوزراء. ويتفق وضعهما تحت إمرة الرئيس مع مسعى إردوغان لوضع دستور جديد يركز على إنشاء نظام رئاسي.


ـ مخاوف أمنية أميركية ـ


عبرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي تسعى تركيا للانضمام إليه عن قلقهما إزاء نطاق حملات التطهير.

وفي ظل اشتراكها في حدود برية طويلة مع سوريا والعراق فإن تركيا لها دور محوري في العملية العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. كما أنها شريكة مهمة للاتحاد الأوروبي إذ تستضيف ملايين اللاجئين السوريين بعد اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي لوقف أكبر موجة هجرة إلى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر إن حملات التطهير داخل الجيش التركي لها أثر على التعاون الثنائي مضيفا «الكثير من محاورينا أقيلوا أو اعتقلوا». وأضاف «لا شك أن هذا سيسبب انتكاسة ويصعب التعاون مع الأتراك».

ورفض وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو المخاوف وقال للصحافيين  إن القوات المسلحة التركية «طهرت» من أتباع كولن وإنها ستكون «أجدر بالثقة وأكثر فاعلية في المعركة» بالنسبة للتحالف الذي يتصدى للدولة الإسلامية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية أيضا إنها «يساورها قلق عميق» إزاء إغلاق وسائل إعلام إخبارية في تركيا. وتقول السلطات إن الإغلاق لا يستهدف إلا أنصار كولن وإن كان بعض الصحفيين الذين اعتقلوا يشتهرون بآرائهم اليسارية العلمانية ولا يتبنون الرؤية الدينية لكولن. وقال تشاووش أوغلو إن من اعتقلوا من قطاع الإعلام «ليسوا صحفيين حقيقيين». 

وحذر قائد عسكري أميركي رفيع من أن ثمة هاجساً دائماً ينتاب واشنطن من أن الانقلاب الفاشل في تركيا ورد فعل حكومة أنقرة عليه؛ من شأنهما إضعاف العمليات التي تضطلع بها وزارة الدفاع (بنتاغون) في المنطقة.

وكشف قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل أن عدداً من أوثق حلفاء أميركا العسكريين في الجيش التركي أودعوا السجون عقب المحاولة الانقلابية.

وقال في منتدى آسبن الأمني بولاية كولورادو «لدينا بالتأكيد علاقات مع كثير من القادة الأتراك، لا سيما العسكريين منهم.. أنا قلق إزاء ما قد يحدث لتلك العلاقات من تأثير». وتنظر المؤسسة العسكرية الأميركية إلى تركيا على أنها «شريك أساسي» في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

وفي نفس المنتدى بكولورادو، تحدث مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر مردداً نفس أفكار فوتيل وتعليقاته، إذ قال إن التطهير العسكري الذي يجري في تركيا للجيش بعد محاولة الانقلاب الفاشلة تعيق التعاون في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة.

وشدد كلابر على أن عملية التطهير الجارية للجيش هناك سيكون لها تأثير على جميع ركائز أجهزة الأمن القومي في تركيا.

وأوضح أن «كثيرين ممن كنا نتعامل معهم استُبعدوا أو اعتُقلوا، وما من شك في أن ذلك سيحدث انتكاسة ويجعل التعاون أكثر صعوبة مع الأتراك».



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024