منذ 7 سنوات | العالم / اللواء

بقيت مدينة حلب بأحيائها الشرقية المحاصرة والتي باتت هدفا يوميا لغارات الموت والدمار الوحشية التي تنفذها الطائرات الروسية والنظامية السورية؛ محور التطورات الميدانية والسياسية في سوريا.

ولازم سكان الاحياء الشرقية المحاصرة في المدينة منازلهم امس، نتيجة القصف العنيف الذي تتعرض له مناطقهم وفي ظل تحذير الفصائل المقاتلة من خطورة سلوك المعابر الانسانية التي قرر النظام فتحها امام الراغبين بالمغادرة، والتي وصفتها المعارضة بـ«ممرات الموت».

 وعرضت الامم المتحدة امس الاشراف على هذه «الممرات الانسانية»، تزامنا مع تشكيك محللين ومنظمات حقوقية واغاثية في نوايا النظام السوري وحليفته روسيا، في ظل الحصار الكامل المفروض على الاحياء الشرقية حيث يعيش 250 ألف شخص وفق الامم المتحدة.

ويجمع محللون على ان تطبيق المبادرة الروسية سيؤدي الى سيطرة قوات النظام بالكامل على المدينة، في خطوة ستشكل ضربة قاسية للفصائل المعارضة.

وغداة اعلان النظام وروسيا امس فتح معابر انسانية، خلت الشوارع من المارة، إذ لزم السكان منازلهم خوفا من القصف وتوقفت المولدات الكهربائية في عدد من الاحياء بسبب نفاد الوقود، وفق مراسل لوكالة فرانس برس.

 وقال المراسل ان المعابر كافة كانت لا تزال مقفلة اليوم. وهو ما اكده مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، مشيرا الى ان «المعابر عمليا مقفلة من ناحية الفصائل لكنها مفتوحة من الجانب الاخر، اي في مناطق سيطرة قوات النظام». 

وبحسب عبد الرحمن «يريد الروس والنظام من خلال فتح المعابر الانسانية الايحاء بأنهم يريدون حماية المدنيين لكنهم يستمرون في المقلب الاخر في قصفهم للاحياء الشرقية». 

وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد رمضان «ليس هناك اي ممرات في حلب توصف بممرات انسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها اهالي حلب بممرات الموت». 

واضاف «نعتبر الاعلان الروسي (...) جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية»، مشيرا الى «مخطط يشارك فيه الطيران الروسي والحرس الثوري الايراني لتهجير الاهالي من مدينتهم».

وعرضت الامم المتحدة  الاشراف على «الممرات الانسانية» التي اقامها النظام الى الاحياء الشرقية المحاصرة في حلب للسماح لنحو 250 ألف مدني بالخروج منها.

وقال الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي في جنيف «نرحب باي مبادرة تهدف الى مساعدة السكان المدنيين في النزاعات (...) وخصوصا في سوريا (..) ونؤيد مبدئيا وعمليا الممرات الانسانية في الظروف التي تسمح بحماية المدنيين». 

وقال دي ميسورا «نقترح ان تترك لنا روسيا الممرات التي فتحت بمبادرتها. الامم المتحدة وشركاؤها الانسانيون يعرفون ما ينبغي القيام به، لديهم الخبرة».

وفي واشنطن، قال البيت الأبيض امس إن الولايات المتحدة قلقة للغاية بشأن الوضع في حلب. وقال إريك شولتز المتحدث باسم البيت الأبيض في إفادة صحفية «ننظر في إعلان روسيا إقامة ممرات إنسانية لكن بالنظر إلى سجلهم في ذلك نحن متشككون على أقل تقدير».

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب حيلة فإن ذلك سيعرض للخطر التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحل السياسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية.

بيد أن الولايات المتحدة أثارت مخاوف بشأن الخطة وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنها قد تكون محاولة لإفراغ المدينة من سكانها ولحمل المقاتلين على الاستسلام.

وقال كيري ردا على سؤال لأحد الصحفيين في بداية اجتماع مع نظيره الإماراتي «إذا كانت حيلة فإنها تحمل مخاطرة تدمير التعاون تماما».

وأدانت الخارجية التركية الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري وحلفاءه على المدنيين في المنطقة الشرقية لمدينة حلب «تحت ستار مكافحة الإرهاب واتفاق وقف الأعمال القتالية»، مشيرة أن ذلك يُعد «أمرًا مؤسفًا وغير مقبول إطلاقًا».

وانتقدت فرنسا بدورها الخطة الروسية، ورأت ان «الممرات الانسانية» لا تقدم «حلا مجديا» للوضع. 

بالمقابل، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف زعمه إن العملية الروسية في حلب إنسانية فحسب.

وإزاء الانتقادات العنيفة للخطة الروسية في حلب، قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة أليكسي بورودافكين إن بلاده ستدرس المقترحات الأممية الخاصة بتحسين الخطة الإنسانية في حلب.

في غضون ذلك، واصل النظام وحلفاؤه ارتكاب الجرائم الوحشية بحق الشعب السوري في مختلف مناطق البلاد. 

وفي السياق، اعلنت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» امس تعرض مستشفى توليد تدعمه للقصف في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، مشيرة الى وقوع ضحايا.

وهذه ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها مستشفيات للقصف في سوريا، وتحديدا في محافظتي ادلب وحلب.

وتسببت غارات جوية الاسبوع الماضي على حي الشعار في مدينة حلب بتوقف اربعة مستشفيات وبنك للدم عن العمل. 

كما قتل عشرة مدنيين على الأقل بينهم خمسة اطفال وثلاث نساء امس في ثلاث غارات جوية على مدينة الاتارب الواقعة غرب مدينة حلب وتسيطر عليها الفصائل المقاتلة. 

 من جهة اخرى، ارتفعت حصيلة ضربات التحالف الدولي على بلدة  الغندورة قرب منبج، الى 41 قتيلا، بينهم 28 مدنيا. 

واعدم تنظيم الدولة الاسلامية 24 مدنيا على الأقل اثر اقتحامه امس قرية البوير التي كانت تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية قرب منبج.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024