منذ 7 سنوات | اقتصاد / أ ف ب

يبدأ الخميس في البيرو الاجتماع السنوي لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، وفي طليعة جدول أعماله انعكاسات انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة على التجارة العالمية.


في ما يلي المواضيع الرئيسية على جدول أعمال هذا المنتدى الذي يضم 21 دولة تمثل حوإلى 60% من الاقتصاد العالمي، و40% من سكان العالم.


سيكون وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) في صلب المحادثات خلال القمة التي تجمع الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.


تحالفات قديمة 

وأثار انتخاب رجل الأعمال الملياردير ريبة ومخاوف في جميع أنحاء العالم، ولا سيما لدى حلفاء الولايات المتحدة.


وشكك الرئيس المنتخب الجمهوري خلال حملته الانتخابية بجدوى أو طريقة عمل تحالفات قديمة، وفي فائدة اتفاق باريس حول المناخ، والاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات مطولة وشاقة.


ورأى كبير اقتصاديي معهد "آي إتش إس" لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، راجيف بيسواس، أن "فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد يعيد تحديد العلاقات الاقتصادية الأمريكية بشكل كبير".


وتابع في مذكرة أنه يمكن بصورة عامة ترقب "تغييرات آنية في السياسة التجارية الأمريكية، ما إن تتولى إدارة ترامب مهامها".


مستقبل مجهول

ركز دونالد ترامب الذي قدم نفسه على أنه المرشح المعارض لهيئات السلطة، انتقاداته على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) الموقعة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، واتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ (تي بي بي).


ووقعت هذه الاتفاقية الأخيرة عام 2015 بين 12 دولة، هي: الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وتشيلي وأستراليا ونيوزيلندا واليابان وبروناي وماليزيا والبيرو وسنغافورة وفيتنام، لكن ما زال يتحتم على واشنطن إبرامها، ما يجعل مستقبلها الآن مجهولاً.


ورأى المحلل في "كابيتال إيكونوميكس" مارسيل تيليانت أن "النتيجة الآنية الرئيسية لانتخاب دونالد تراب في سدة الرئاسة الأمريكية هي أنه بات من غير المرجح أن تدخل اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ حيز التنفيذ".


واعتبر الخبير في هذا المجال في جامعة هارفرد الأمريكية روبرت لورنس أن مستقبل التبادل الحر نفسه بات "على المحك".


وقال إن "العالم لا يواجه خطر فقدان القيادة الأمريكية في مسألة الاندماج الاقتصادي فحسب، بل قد يرى الولايات المتحدة تبلبل حركة التبادل الدولي".


وفي ظل اقتصاد بلغ مستوى من العولمة باتت معه المنتجات "تصنع في كل مكان"، فإن سلوك الاقتصاد الأول في العالم منعطفاً قد يحد بقوة التجارة والاستثمارات، وأوضح الخبير أن "سياسة ترامب التجارية قد تشكل انقطاعاً كبيراً عما سبقها إذا ما طبق برنامجه".


الدفاع عن التبادل الحر

وقال الامين العام لرابطة آبيك إدواردو بيدروسا إن العالم ينتظر من القمة أن تصدر "إعلاناً قوي اللهجة"، دفاعاً عن التبادل الحر في وجه هجمات ترامب.


وأوضح: "ليس هناك أدلة تشير بشكل فاضح إلى أن التبادل الحر مسؤول عن فقدان وظائف في بعض الدول، لكن هذا هو مفهوم الناس، وعلينا التعامل مع ذلك".


ولفت من مكتب "آي إتش إس"راجيف بيسواس، إلى أن "إدارة ترامب تتولى مهامها في وقت تسجل تحولات سريعة في المشهد الاقتصادي بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع تولي الصين دوراً قيادياً متصاعداً في المنطقة".


وبكين المستبعدة من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، ستغتنم الأمر لإعادة ترسيم المبادلات الاقتصادية في آسيا، بإعطاء دفع لاتفاقياتها التجارية الخاصة، ولا سيما مشروعها لإقامة منطقة تبادل حر في آسيا والمحيط الهادئ، على أمل ضم جميع دول أبيك الـ21 إليها.


بديل آسيوي

كما ستدعم الصين مشروع اتفاقية التبادل الحر بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والصين وأستراليا والهند واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا، تستبعد منه الولايات المتحدة.


وقال مارسيل تيليانت إن "مشروع الاتفاقية هو بديل آسيوي محتمل لاتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ".


لكنه حذر بأن "الجزء الأصعب سيكون التوصل إلى توافق بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية، التي لا ترتبط حالياً فيما بينها باتفاقيات تبادل حر".


ونبهت عدة بلدان بأنه في حال فشل اتفاقية التعاون عبر المحيط الهادئ، فإن اتفاقيات تجارية أخرى ستعقد لسد الفراغ الذي ستتركه.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024