منذ 7 سنوات | العالم / 24.ae

على الرغم ممّا يراه البعض على أنّه "تعقيدات" في النظام الانتخابي الأمريكي، إلا أن هذه التعقيدات هي التي تضفي إلى الانتخابات "نكهتها" الخاصة وتميزها عن باقي الأنظمة الانتخابية. 

من هنا، بإمكان المرشحة الديموقراطية الخاسرة في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون، أن تحتفظ بأمل، ولو ضئيل، باحتمال أن تدخل البيت الأبيض كسيّدة أولى في 20 يناير (كانون الثاني) سنة 2017. وهذا ما أشارت إليه الكاتبة لورا إيتالّانو في صحيفة نيويورك بوست الأمريكية. 
إيتالانو كتبت أنه على الرغم من كون هيلاري كلينتون قد فازت بالتصويت الشعبي بحوالي 200 ألف صوت، فإن ترامب حصد الحد الأدنى من الناخبين الكبار (270 ناخباً) الضروري كي يُنتخب رئيساً. وقد تخطت أرقامه ذلك الحد، إذ فاز ب 290 ناخباً في مقابل 228 لكلينتون. 

التصويت "وفق الضمير" غير ممنوع
وتعتمد إيتالانو على ما جاء في الدستور الأمريكي لتشير إلى أنّ الناخبين المختارين في المجمع الانتخابي هم الأشخاص الحقيقيون الذين سيصوّتون للرئيس، حين سيجتمعون في التاسع عشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، في عواصم ولاياتهم. "ومع ذلك، لا شيء تقنياً يمنع أياً من الناخبين من التصويت بضميرهم ورفض دعم المرشح الذي يرتبطون به، أو الامتناع عن التصويت تماماً". وتضيف الصحافية أنّ هنالك تسمية لهؤلاء الناخبين: الناخبون الخائنون أو الناخبون غير المؤمنين.

"الأمر يحدث"
في البداية ترى كاتبة المقال أنّ فكرة الناخبين الذين يقلبون أصواتهم "قليلاً ما نوقشت" – وبدأ الحديث عنها مؤخراً بعد انتخابات متقاربة سنة 2000 حين تغلب جورج بوش الابن بصعوبة على آل غور. وانتهاج الناخبين لأسلوب "الخيانة" نادر جداً. وتستند إلى صحيفة نيويورك تايمس الأمريكية لتلفت النظر إلى أنّ 99% من الناخبين الكبار خلال التاريخ الأمريكي صوّتوا بحسب إرادة الناخبين. "لكن مع ذلك، فالأمر يحدث".

آخر خائن ظهر منذ 12 سنة
فالناخب الخائن الأخير برز سنة 2004، حين أتى مصوّت وحيد مجهول في مينيسوتا ورفض التصويت لصالح الديموقراطي جون كيري وصوّت لصالح نائبه جون إدواردز. وتشير إلى أنّ ذلك الصوت بدا رمزياً لأن بوش الابن كان قد حصل فعلاً على 286 صوتاً من الناخبين، عدد أكثر من كافٍ لضمان إعادة انتخابه. والناخبون الخائنون ممنوعون في 29 ولاية فقط عن تجاهل إرادة الشعب، لكن مع ذلك، تبقى العقوبات خفيفة على المخالفين. والناخب الخائن لم يغير في نتيجة الانتخابات بحسب الكاتبة.

ناخبان جمهوريان لن يصوتا له
لكن بسبب عدم الرضا المرتفع تجاه ترامب بين الجمهوريين، "بعض الناخبين الخائنين من الحزب الجمهوري يمكنهم فعلاً أن يصبحوا مارقين الشهر المقبل". ناخب عن الجمهوريين يدعى كريس سبورون، إطفائي من تكساس، أخبر مجلة بوليتيكو الأمريكية في أغسطس (آب) الماضي أنه يجد ترامب "غير مستساغ لدرجة" أنه سيأخذ بالاعتبار التصويت لكلينتون في 19 ديسمبر. باوكي فو، رجل أعمل أخبر موقع آي جي سي الأمريكي الإلكتروني أنه لن يصوت لترامب، وكان جمهوريون بارزون محليون قد أقنعوه بالانسحاب كناخب. وبحسب الصحافية، ستحتاج إلى أكثر من 20 ناخباً من الجمهوريين كي يصبحوا "مارقين" ويصوتوا لصالحها وهذا رقم كبير.

"خوف من الديموقراطية المباشرة"
ومع ذلك، سيجتمع الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون في السادس من يناير المقبل للتصديق على تصويت المجمع الانتخابي، وسيصوت "بالتأكيد" لتلافي أي سيناريو من هذا القبيل، ولتسليم الفوز لترامب. وبحسب موقع فاكت شاك الأمريكي، أنشأ الآباء المؤسسون المجمع الانتخابي لأنهم كانوا "خائفين من الديموقراطية المباشرة".

"ويبقى أن نرى، نظراً لنتيجة الثلاثاء المفاجئة، إذا كان الديموقراطيون وحتى بعض الجمهوريين – من الذين يشككون في المؤهلات المطلوبة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، سيدفعون إلى إعادة النظر في نظام الناخبين الكبار" المعمول به في أمريكا. 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024