منذ 7 سنوات | أنت وطفلك / لها

«هيا استيقظ سوف تتأخر على موعد المدرسة»، «ارتدِ ملابسك بسرعة»... تبدو هاتان العبارتان وغيرهما أنشودة صباحية مملة تردّدها الأم على مسامع أبنائها قبل ذهابهم إلى المدرسة، وهم لا يأبهون لما تقوله ويأخذون وقتهم في ارتداء ملابسهم، أو مشاهدة الرسوم المتحركة المفضلة عندهم، أو اللعب. ومن الطبيعي أن يتصرفوا على هذا النحو لأن بعضهم لا يفهم المعنى المجرد للوقت، فالقول مثلاً «سوف نغادر بعد ربع ساعة» لا يعني شيئًا للطفل الصغير، خصوصًا إذا كان يذهب إلى المدرسة أو الحضانة للمرة الأولى. ففي سن الخمس سنوات يكون اللعب وعالم الخيال من أولوياته، فهو يفضّل إنهاء تركيب لعبته، على ارتداء ملابسه في الوقت المحدّد. فيما الأكبر سنًا يتعمد  أحيانًا المماطلة أو الإهمال كي يلفت انتباه والدته، فكلما كبر الطفل تزداد حاجته إلى حنان الراشدين وعطفهم، ليشعر بالأمان قبل مواجهة العالم الخارجي.


هذه إرشادات يمكن الأم اتباعها لتجعل انطلاقة الصباح مليئة بالحماسة

  الاستيقاظ باكرًا قبل الأبناء:

يمكن الأم وأبناءها تحضير مستلزماتهم لليوم التالي عند المساء، كتوضيب كتبهم في الحقيبة وتحضير الثياب التي سيرتدونها، كما يمكن وضع الأطباق التي يتناولون فيها فطورهم على الطاولة. فكلما كانت هذه الأمور جاهزة، تمكنت الأم من تكريس معظم الفترة الصباحية لطفلها. كما يمكنها الاستيقاظ قبل أبنائها بنصف ساعة لإنهاء بعض الأشغال الصباحية كتحضير مائدة الفطور.

وبهذه الطريقة تكسب المزيد من الوقت للاهتمام بهم قبل ذهابهم إلى المدرسة.

 

 عدم تشغيل التلفزيون أو السماح بالجلوس إلى اللعبة الرقمية:

كثير من الأطفال يرغبون في مشاهدة برنامجهم التلفزيوني الصباحي او إنهاء لعبتهم الرقمية قبل الذهاب إلى المدرسة، مما يؤثر في تركيزهم. فالتلميذ الصغير حين يشغّل فكره في برنامج تلفزيوني أو لعبة رقمية، فإنه يفكر فيها في الساعات الأولى من المدرسة، خصوصًا إذا لم ينه المشاهدة أو اللعبة، مما يفقده تركيزه ويشتت تفكيره، لأنه يفكر في إنهائها عند عودته. لذا من الضروري ألا تحاول الأم إغراء طفلها بمشاهدة برنامجه بهدف تسريع إيقاظه، بل يمكنها إيجاد وسيلة أطرف، مثلاً توقظه على الموسيقى أو الأغنية المفضلة له.

 

 اللعب معًا:

يمكن الأم أن تجعل فترة استعداد أطفالها للذهاب إلى المدرسة فترة مرح. مثلاً يمكنها أن تنشد معهم أغنية أثناء ارتدائهم ملابسهم، أو تجعلهم يسابقون الساعة أثناء غسل أسنانهم، أو يمكنها أن تعلّق على الجدار لوحة كتب عليها بأسلوب طريف «إلى من لم ينه فطوره، أو إلى الذي يشعر بالتوتر، حذار!». فمن المهم أن تكون ساعة الخروج من المنزل عند الصباح، مليئة بالفرح كي يبدأ أفراد العائلة نهارهم بتفاؤل وسعادة.

 

  عدم مراجعة الفروض التي أُنجزت:

بعض الأمهات القلقات على أداء أبنائهن المدرسي، يطلبن منهم مراجعة ما درسوه في اليوم السابق عند الصباح قبل الانطلاق إلى المدرسة، مما يوتر العلاقة بينها وبينهم ويحوّل الصباح المدرسي إلى فترة نزاع، وبالتالي يذهب الأبناء إلى المدرسة بروح متعبة، فهم كمن خرجوا من معركة وقد خارت قواهم. لذا لا يجوز للأم أن تفرض على أبنائها مراجعة ما أنجزوه في الأمس طالما أنها أشرفت على فروضهم وواجباتهم المدرسية. أما في حال عدم إنجاز أحدهم فروضه لأسباب عدة، مثلاً فقدان التركيز، أو الشعور بالتعب، فعلى الأم أن تتفق مع ابنها على أن ينجزه صباحًا قبل الذهاب إلى المدرسة. أي أن يكون الطفل على علم مسبق بما ينتظره في الصباح المدرسي، وبالتالي فإنه لن يعترض ولن يدخل في شجار مع والدته.

 

  تكريس بعض الوقت للتحدث إلى الأبناء:

يمكن الأم أن تنتهز فترة الجلوس إلى طاولة الفطور، وتفتح حوارًا مع أطفالها، وتسمع قصصهم الصغيرة. كما يمكنها وأطفالها الخروج من المنزل قبل موعد الدخول إلى الصف بساعة، وتناول وجبة الفطور في أحد المقاهي القريبة من المدرسة. أما إذا كان الأبناء يذهبون بالحافلة المدرسية، ففي إمكانها أن تفاجئ أبناءها بأنها ستقلّهم إلى المدرسة بسيارتها لتناول الفطور خارج المنزل، مما يُشعرهم بأنهم مهمون بالنسبة إليها، وأن إرسالهم إلى المدرسة أو الحضانة لا يعني أن أمهم تريد التخلص منهم.

  ترك الطفل ينظّم يوم العطلة الأسبوعي:

من الضروري أن يلتزم الطفل النظام الذي تضعه أمه خلال الأسبوع المدرسي. ولكن يمكن السماح له خلال يومي العطلة الأسبوعية تقرير النظام الذي يريده، فمثلاً يمكن الأم السماح له بتناول فطوره أثناء مشاهدة برنامجه التلفزيوني المفضل. فالطفل في حاجة إلى مساحة من الحرية بعد أسبوع مدرسي ضاغط.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024