أنجز مصور لوحة "كولاج" ضخمة مركبة من 365 صورة قام بالتقاطها بعدد أيام السنة، تمثل 365 شخصية من أطفال إلى كبار السن، رجال إلى نساء، بحيث التقط صورة مقابل كل يوم في السنة إلى أن أتم الفكرة، وقد أطلق على مشروعه اسم "365 بورتريه".

والفنان المصور الذي يدعى كريغ بريتز، البالغ من العمر 45 عاماً، سجّل الوجوه والشخوص في مواقف متباينة وربما بطريقة عشوائية، دون أن يهتم بما إذا كان هذا الشخص مشهوراً أم عادياً، ليكتشف بعد فترة أن بينهم أناسا معروفين مثل نجم التلفزيون الممثل، بيتر كابالدي، الذي يظهر في "بي بي سي" في برنامج "دكتور هو".

وتباينت الشخصيات بالصور، في مهنها ما بين صانع المجوهرات، إلى الكناس، إلى الممثل إلى رجل الكنسية والمعلمين.

وذكر كريغ أنه تحمس للمشروع أكثر فأكثر من تفاعل الناس معه، من الذين ظهرت صورهم على العمل النهائي، فقد كانوا يؤيدون الفكرة ويشجعونها.

وقال كريغ وهو من كنت جنوب شرق إنجلترا: "كنت أتلهف يومياً للخروج من أجل البحث عن الصورة المناسبة لكل يوم، لكنني كنت أبحث عن تفاعل الناس مع عملي بدرجة أكبر".

وأضاف: "كنت أصوّر الناس في الشوارع المحيطة بمكان إقامتي، أو أينما ذهبت في اليوم المعين"، موضحاً "كان هدفي البحث عن الشخصيات النادرة المثيرة للانتباه، بغض النظر عن أعمارها، ما ترتديه، أو الأماكن التي تتواجد بها".

وكان كريغ يلتقط الصورة المناسبة كل يوم ويقوم بوضعها في موقعه الشخصي على الإنترنت وصفحاته على فيسبوك وتويتر في اليوم نفسه.

وقد التقطت كل الصور بواسطة كاميرا فوجي، ويأخذ البحث عن الصورة المناسبة كل يوم ساعة واحدة، وأنجز المشروع كله خلال عام 2014.

وأوضح الرجل: "كنت أوقف الناس في الطريق وأشرح لهم مباشرة لماذا فعلت ذلك، حيث يكون هذا مع الشخص الذي يثير انتباهي لاختياره شخصية اليوم، وكنت أخبرهم أنه من الجميل أن يلتقط لك شخصا غريبا صورة بالكاميرا".

ولم يكن كل الناس توافق على التصوير، فهناك من يرفض مباشرة، ولكن المشجع بالنسبة لكريغ كما قال: "أولئك الناس الذين يبدون حماساً لما أقوم به من عمل وكانوا سعداء للمساعدة.. بل كانوا يخبرونني عن أسرهم ووظائفهم وخططهم لذلك اليوم".

وأضاف "كان الممتع بالنسبة لي أن أقابل هذا العدد المتنوع من البشر".

وشرح أن المتعة الحقيقية في التشويق اليومي "ما الذي سوف يحدث أو من ستقابل، ومن سيكون صاحب الصورة المناسبة! فقد كان الأمر مليئاً بالإثارة".

ومن اللحظات التي لا ينساها كريغ يوم صوّر طفلاً حديث الولادة كذلك يوم التقط صورة لسيدة تحتفل بعيد ميلادها المئة. كذلك صورة لرجل كان قد توفي بعد أن أخذت صورته بوقت قصير، وكانت هذه بمثابة ذكرى طيبة له أن يضاف لعائلة الـ 365 شخصية.

وأوضح كريغ أن هذا المشروع يحكي عن أبعاد أخرى غير الناس والوجوه، فهو يقص لنا حكاية الأمكنة فبعض المعالم في الصور أو على الخلفيات بدأت تتغير، مثلا كان هناك بيت تحت التشييد اكتمل الآن، وهناك واجهة محلات تجارية لم تعد كسابق عهدها فـ "الحياة تتحرك ولا تتوقف".

وذكر الرجل أخيراً أنه عندما جاء يوم 31 كانون الأول/ديسمبر من السنة ليلتقط الصورة الأخيرة، كان في أشد الحزن أن مشروعه قد انتهى، وكان ثمة إحساس عميق بالفراغ.