كشف سياسي عراقي رفيع المستوى ووثيق الاطلاع لصحيفة "الشرق الاوسط" أن زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي أقدم على تنفيذ حكم الإعدام على 59 من أبرز قيادات التنظيم على خلفية قيامهم بمفاوضات برعاية فريق ثالث لم يسمه، للانسحاب من الموصل، مقابل "خروج آمن".

وقال السياسي العراقي، إن "البغدادي موجود حاليا في الموصل بهدف رفع معنويات أتباعه ويتولى قيادة المعركة، بينما قبلت قيادات من الخط الأول من التنظيم فكرة الانسحاب من الموصل إلى خارج الحدود العراقية لكن البغدادي قام بإعدام تلك القيادات مما يؤكد عمق الخلافات بين أطراف التنظيم في وقت بالغ الحرج بالنسبة لهم وهو ما ينبغي على القيادات السياسية والعسكرية العراقية استثماره من أجل حسن إدارة دفة المعركة على المستويات العسكرية والسياسية والإنسانية كافة وحسمها بوقت أسرع مما هو مخطط له".

وأضاف السياسي العراقي أن "خطة البغدادي تقضي بخوض معركة فاصلة داخل الموصل باتجاهات مختلفة منها انسحاب مقاتليه، خصوصا العرب إلى داخل المدينة لأنه يراهن عليهم في خوض المعركة وكذلك استخدام أهالي الموصل دروعا بشرية مما يعني وقوع خسائر في صفوف المدنيين يمكن أن يستغلها التنظيم".

من ناحية ثانية، أشار السياسي العراقي إلى أن "معركة الموصل والانتخابات الأميركية أدت إلى تأجيل متغيرات كثيرة في الساحة السياسية من أبرزها تشكل خريطة سياسية جديدة سوف تتبلور بوضوح عقب نتائج الانتخابات الأميركية"، موضحا أن "قيادات عراقية بارزة ارتأت مجاملة الإدارة الأميركية الحالية بعدم إحداث أي تغيير جوهري في الخريطة السياسية لكن بعد الانتخابات ستتغير مسائل كثيرة دون انتظار للانتخابات المقبلة عام 2018 بما في ذلك إمكانية العمل على إيجاد بديل لرئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي".

وبشأن الكيفية التي يمكن من خلالها العمل محورا ضد العبادي في وقت سيحسب له إعادة تحرير المحافظات العراقية التي احتلها "داعش" على عهد سلفه نوري المالكي، قال السياسي العراقي إن "هذه المسألة سياسية بحتة ولا علاقة لها بالجوانب العسكرية التي أملتها ظروف معينة، منها إعادة بناء المؤسسة العسكرية وفتوى المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني بتشكيل الحشد والدعم الأميركي اللامحدود الذي يعد عاملا حاسما في تحقيق الانتصارات ضد "داعش".



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024