منذ 7 سنوات | خاص / خاص - LIBAN8

بعد المماطلة الرئاسية التي دامت حوالي السنتين فعلها الرئيس سعد الحريري وأعلن العماد ميشال عون مرشحه لرئاسة الجمهورية، خطوة دفعت بالحريري إلى حافة الهاوية على صعيد شعبيته في الشارع السني التي بدأت تتضعضع، حتى أن البيت المستقبلي ينهار وإن بدا أنه قابل لمواجهة الزلازل لكنّ المبادرة الحريرية لم تلق تجاوباً ولا تفاؤلاً ولا حتى رضاً من قبل بعض أعضاء تيار المستقبل الذين لم يجدوا في هذا الخيار أياً من الصوابية بل اعتبروه تهوراً خصوصاً وأن عون هو مرشح عدوّهم اللدود (حزب الله)، ومن بينهم الرئيس فؤاد السنيورة، الذي صرح أنه يعارض هذا الترشيح لكن بالرغم من ذلك فإنه سيكون إلى جانب الحريري.

لكن السنيورة لم يكن المعارض الشديد الوحيد على الساحة، فرئيس مجلس النواب نبيه بري، أعلن رفضه القاطع لترشيح عون، وفي ظهره جاء أيضاً النائب وليد جنبلاط المعارض الصامت.

وجميعنا يعلم أن الخطوة الحريرية لغاية في نفس يعقوب فالحريري له أسبابه الشخصية ألا وهي العودة إلى السراي الحكومي، لكن ما هو مؤكد أنها بدّلت كل الموازين السياسية، التي تقف على حقلٍ من الألغام ولا ندري متى يتفجّر؟!.

وبعيداً عن المباركة والامتعاض من المبادرة نذهب إلى البروتوكول السياسي فبعد تبني الحريري لعون زاره الأخير في بيت الوسط يرافقه الوزير جبران باسيل لشكره على موقفه، وبعدها انتقل عون وحيداً إلى عين التينة، بناءً على طلب من الرئيس بري الذي أبلغ عون رفضه اصطحاب جبران باسيل معه، كما أبلغ بري الحريري في حال كان ينوي زيارته عدم اصطحاب نادر الحريري معه، كما قالت مصادر.

ويبدو أن بري ممتعض من الخلطات السياسية التي تضاف مؤخراً إلى الطبخة الرئاسية، وهذا ما لاحظناه جلياً من اللقاء بين الرئيس بري والعماد عون الذي كان قصيراً وعادياً جداً وفاتراً وبارداً أيضاً حيث لم تتخلله لا حفاوة بروتوكولية ولا غذائية ولا مشهدية، وهناك العديد من المؤشرات تدل على أن أجواء الاجتماع كانت سلبية على الرغم من تبييض الصفحة من قبل تصاريح الجانبين، وهذا ما أكده عون في تصريح له بعد لقاء بري الذي أعلن أنه يطلب رضا الرئيس بري لكنه يحترم حرية قراره، مؤكداً أن الجو كالعادة صداقة. لكن هل فعلاً كان جواً من الصداقة؟ كل المؤشرات لا توحي بالايجابية وهناك محاولة لتدوير الزوايا.

إنّ أول انتهاك للبروتوكولات كما يظهر في الصورة التي جمعت الطرفين كان عدم ارتداء الرئيس بري لربطة العنق (كرافات) التي هي من ضمن الأساسيات خلال الاستقبالات المهمة فهل جاء هذا استخفافاً من قبل بري بعون أم دليلاً على أن الضيف غير مرغوب به وهذا ما تؤكده تعابير وجه رئيس المجلس، حتى أن العماد عون لم يعِ ماذا شرب عند الرئيس بري شاي أم عصير؟

بحسب ما صرّح به عون فإنه شرب شاي وما نلاحظه يبدو أنه عصير، وكل من يعرف بالأتيكات يعي أن هذه الكاسات التي نراها في الصورة هي للمشروبات الباردة وليست للشاي أو أي من المشروبات الساخنة، فما الذي دار بين الجانبين؟ هل هول الصدمة من اللقاء كانت كبيرة على عون جعلته يجهل ما الذي شربه؟

لكن رغم الأجواء غير الودية بين عين التينة والرابية فإن العماد عون لم ولن يقطع خيط الأمل مع الرئيس بري العرّاب السياسي.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024