منذ 7 سنوات | خاص / خاص - LIBAN8


إلى الجديد عاد طوني خليفة بسلّة فارغة من أي جديد، نجح في استمالة المشاهدين ليس بالمادّة التي قدّمها إنّما بالمضمون الطائفي لحلقة العين بالعين في بلد الطائفية، من العميد المتقاعد جورج الصغير إلى الشيخ السلفي وليد اسماعيل وصولا إلى الشيخ الجعفري أحمد طالب، لم نر إلّا مرآة لواقعنا تعكس مدى تأثير الدين على مجتمعنا وعلاقاتنا مع بعضنا، فالمسيحي يكفّر الشيعي والسلفي يكّفر المسيحي وهكذا دواليك كأنّنا في عالم نصّب علماء الدين أو من يعرف قلة قليلة منه أنفسهم آلهة للحكم على الناس وتقسيمهم بين "الجنة والنار" . 

 حلقة يمكن اختصارها بأنها  أشبه بصراع الديوك في زمن ماتت فيه الإنسانية وحكمت فيه الطائفية فأصبح المعنى الاسمى للدين هو "تكفير أحدنا الآخر ومحاولة استعبادنا" بعد ان ولدنا " أحرارًا".  خليفة، دار في دوامة طرح المسائل الدينية ليخرج خارج الوفاض من استنتاج يروي القلوب، إنّما زاد الطّين بلّة بسبب نوعية الضيوف المتطرفة التي اختارها وكأنّ اللبنانيين لم يعد ينقصهم إلّا المزيد من الحقد والكره اتجاه بعضهم بعضًا.  

مواضيع "ما بتقدّم ولا بتأخّر" على شاشة قناة الجديد، من الناحية الختامية إلّا انّها تثير المزيد من الإشتعال الطائفي وهذا ما فعله طوني الذي تعوّدنا عليه ببرامج شيّقة إنسانية، هذا الوجه الآخر لم نشأ أن نراه يرتديه، فأين رحل خليفة القديم؟ وهل الإفلاس الإعلامي وصل به إلى هذا الحدّ من الإنحطاط في الأفكار؟ 

 بكل موضوعية، لم تكن موضوعيًّا في اختياراتك المثيرة للجدل حتّى أنك بدوت كأنّك لست أنت من خلال عدم إعطائك فرصة الكلام للضيوف وأكثر من ظلمته الناقدة الصحفية زينب حاوي عندما اقتطعت من مداخلتها وحاولت أن تعطي رأيها منحى دينيًّا. 

 فقرة جديدة كإفساح المجال للنقّاد لإبداء رأيهم كانت تستحق أن ترفع القبعة لها احترامًا ولكنك فشلت،نعم فشلت في موضوعيتك وفي اختيارك لضيوفك المتطرفين لتظهر لنا وبالعين المجردة أن "الكافر هو" كل برنامج يُخرج لنا شخصيات تبث نفسها الطائفي العنصري الحاقد على شاشة التلفاز.

هنيئا لفشلك طوني في اختيارك مواضيعك وهنيئا لك في نجاحك بزيادة النعرات التي لن تضيف إلى الإعلام اللبناني إلا فشلا تلو الآخر.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024