فكرة الفيلم هي «لا تعطي مفاتيح مستقبلك لأحد».. لكن تنفيذها جاء متواضعًا وبتيمات مكررة

"When the Bough Breaks" أو "عندما ينكسر الغصن" فيلم جديد ضمن الموسم السينمائي الأمريكي الحالي الذي يتصدره "Sully" لعملاقي هوليود كلينت إستود وتوم هانكس.

"عندما ينكسر الغصن" فيلم دراما وإثارة من إخراج جون كسار، وبطولة الأمريكي الإفريقي مويس كستنائي في دور "جون تايلور"، وريجينا هال في دور "لورا تايلور" وجاز سنكلير في دور "أنا ولاش".

 

 

يحكي الفيلم قصة زوجين سعيديين يعيشان حياة رغدة، المحامي الناجح جون تايلور وزوجته الطباخة الماهرة لوار، لكن حلم تكوين أسرة أصبح صعبا للغاية بالنسبة لهما.

 

 

نفهم من المشاهد الأولى للفيلم أن الزوجة أجهضت أكثر من مرة وفشلت كل محاولاتها للإنجاب، لذلك فهما يبحثان عن حل المشكلة، فيذهبان إلى وكالة للأمهات البديلات وهناك يتعرفن على أنا ولاش.

تبدو أنا والاش فتاة جميلة طيبة تسعى بصدق لأن تساعد الزوجين بأن تحتضن في رحمها الجنين، يُسعد ذلك الزوجين للغاية ويشعران بأنهما بجانب أنهما وجدا الحل، فقد تعرفا على فتاة مميزة ورائعة للغاية.

أنا ولاش مرتبطة بصديقها وتعيش معه، لكنه في إحدى الليالي يعتدي عليها بوحشية فيذهب إلى السجن بينما تنتقل هي إلى العيش مع الزوجين حتى تضع جنينهما، من هنا تبدأ الإثارة، فتحاول أنا التقرب من الزوج جون معتمدة على أنوثتها وجمالها فيما هو يصمد أمامها بدافع حبه لزوجته، لكن الأمر يبدو أكبر من إيقاع سيدة برجل في منزل واحد وكأننا في قصة مكررة لفيلم عربي.

 

 

تتكشف لنا القصة أكثر عندما نفهم ان أنا لا زالت على علاقة بزوجها، وأنها تلتقيه في محاولة منه لخداع حلم الأسرة المنتظر بأن تساوم الزوج والزوجة للحصول على أموال أكثر، ترفض أنا طلب صديقها ليس بدافع أخلاقي لكن من منطلق أنه أصبح عقبة في طريقها.

 

 

طريق أنا ولاش يتضح أكثر عندما تقتل صديقها وتتمادى في محاولة جر الزوج لعلاقة معها اعتمادا على مساومته على طفله الذي يسكن بين أحشائها، ومع مرور الوقت يبدو أن الزوج سيضعف ويستسلم لمخططها، ويساعد في ذلك غياب الزوجة في مشروع عمل للطهي اضطرها للسفر وترك زوجها مع الفتاة "الطيبة الرائعة".

 

 

بعد ذلك لا يبدو أننا أمام أنثى تريد رجلا فقط، لكننا أمام قاتلة صاحبة تاريخ سيء في التشرد والقتل، تعود الزوجة من الخارج بينما أصبحت أنا ولاش في مركز قوة أكثر ناحية الزوج الذي بدأ يجاريها حتى تضع طفله، خوفا منها وليس حبا فيها.

لكن الأمور تصبح أكثر إثارة وصعوبة عندما تعتدي حاملة الطفل على أمه لتصبح أكثر خطورة مما كان يتصور جون، ثم تهرب بالجنين وتختبئ في مكان ما وتطلب مقابلة الزوج، وهناك يجري المشهد الختامي للفيلم عندما يذهب الزوجان ليجلبا طفلهما الذي وضعته "أنا"  فيضطران لقتلها.

يجسد الفيلم بشكل متواضع على مستوى الفكرة والأحداث فكرة خيبة الأمل وانكسار الغصن الذي كان الزوجان يقيمان حلمهما في عشه، وتبدو وجهة النظر هنا أن المستقبل (الطفل) لا يبدو سهلا أو مثاليا، لكنه يكون محفوف بالمخاطر التي من الممكن أن تدفع صاحب الحلم إلى القتل، لذلك لا تعطي مفاتيح مستقبلك لأحد.

 

 

أُنتج الفيلم بميزانية متواضعة، نحو 10 ملايين دولار، لكن كان بالإمكان صنع عمل جيد أكثر من هذا، لأن تيمة الإثارة في الأجواء العائلية هنا تبدو قديمة ومكررة، فيما هناك أوقات في الفيلم لا تجذب المشاهد للدرجة التي قد يضغط معها على زر تسريع الوقت لتخطي مشاهد باهتة ومملة.

الشيء الإيجابي هو خامة الممثلين الذين كان من الممكن أن يصنع بهما المخرج فيما أكثر جودة، خصوصا بالنسبة لمويس كستنائي وجاز سنكلير.

 

 

"عندما ينكسر الغصن" كشف جديد للمشاكل الاجتماعية في المجتمع الأمريكي لكنه لم يضف الكثير من الأمور، لذلك لم يكن غريبا أن يكون في المركز الخامس في "البوكس أوفيس" للأسبوع الثاني على التوالي، ثم يتراجع أمام أعمال أقوى ويخرج من قائمة العشرة هذا الأسبوع.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024