باتت أربعة مشاف ميدانية وبنك للدم في الاحياء الشرقية في مدينة حلب حيث تسيطر المعارضة، خارج الخدمة بعد تعرضها خلال الـ24 ساعة الماضية لغارات جوية وفق منظمات طبية، ما يهدد بنقص الرعاية الطبية لاكثر من مئتي الف مدني محاصرين.

وفي تطور امني غير مسبوق منذ اشهر، قتل ثمانية اشخاص على الاقل مساء واصيب اكثر من عشرين اخرين بسقوط قذائف عدة على احياء في دمشق القديمة.

ففي محافظة حلب (شمال)، ذكرت منظمة الاطباء المستقلين السورية التي تدعم عدداً من المشافي الميدانية على صفحتها على موقع فايسبوك «في يوم واحد، تعرضت اربعة مشاف ميدانية وبنك للدم لضربات جوية في مدينة حلب وباتت الان خارج الخدمة».

واوضحت في بيان لاحق ان المشافي تقع في حي الشعار وبينها «اخر مشفى تخصصي للاطفال في حلب» وتعرض للقصف «مرتين خلال اقل من 12 ساعة»، ما تسبب بوفاة رضيع يبلغ من العمر يومين «نتيجة قطع امدادات الاوكسيجين عنه جراء الضربة الثانية على المشفى» والتي وقعت عند الساعة الواحدة من صباح الاحد.

ونقلت عن رئيسة قسم التمريض في المستشفى التي كانت تهتم بالرضيع «بعد الضربة الثانية اضطررنا الى نقل الرضيع الى ملجأ تحت الارض وتوفي اثر ذلك». واضافت «الوضع سيئ للغاية. المشفى تضرر كثيرا وهذه ليست المرة الاولى. لقد تعبنا فعلاً«.

وتسيطر الفصائل المعارضة على حي الشعار حيث تقع المشافي الاربعة وهي البيان والدقاق والحكيم والزهراء، اضافة الى بنك الدم.

وبحسب المرصد السوري «لم يتضح اذا كانت الطائرات التي شنت الغارات على حي الشعار السبت سورية ام روسية».

واحكمت قوات النظام السوري قبل اسبوع حصارها على هذه الاحياء حيث يقطن اكثر من مئتي الف شخص بحسب المرصد، بعد تمكنها من قطع اخر منفذ اليها.

وتتقاسم قوات النظام والفصائل المسلحة منذ صيف 2012 السيطرة على المدينة التي تشهد معارك متواصلة بين الطرفين.

واكدت «مديرية صحة محافظة حلب الحرة» التي تشرف على شؤون المستشفيات في مناطق سيطرة الفصائل في بيان، خروج المشافي عن الخدمة «في ظل عدم القدرة على اخراج اي جريح او ادخال اي دواء من والى المدينة المنكوبة» جراء «الحصار المفروض عليها من قبل النظام وحلفائه».

وتضررت مستشفيات عدة خلال الاشهر الاخيرة في مدينة حلب بفعل الغارات والقصف كما قتل عدد من العاملين في القطاع الصحي في المدينة.

ولا تزال خمسة مشاف اخرى فقط قيد الخدمة في الاحياء الشرقية وفق منظمة الاطباء المستقلين التي اعتبرت ان «الحصار واستهداف المرافق الطبية يشكلان جرائم حرب» داعية الى «الوقف الفوري للعقاب الجماعي الذي تتعرض له المدينة ومحاسبة المسؤولين عنه».

وافاد مراسل لـ»فرانس برس» عن تجدد الغارات بعد الظهر على احياء عدة في شرق حلب بعد هدوء نسبي صباحاً، ما تسبب بمقتل خمسة مدنيين على الاقل بينهم طفل، وفق المرصد. 

وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، تستمر المعارك العنيفة بين قوات سوريا الديموقراطية وتنظيم «داعش» في مدينة منبج وتحديدا في شمال غربي المدينة، حيث تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من التقدم والسيطرة على احد الاحياء، بحسب المرصد.

وتسببت الاشتباكات بمقتل خمسة مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية و18 متطرفاً. كما قتل ثمانية مدنيين بعد استهدافهم من التنظيم لدى محاولتهم الفرار من المدينة، وفق المرصد.

وفي دمشق، «قتل ثمانية اشخاص على الاقل واصيب اكثر من عشرين بجروح من جراء سقوط قذائف على احياء عدة في دمشق القديمة، مصدرها مقاتلو المعارضة المتحصنون في اطراف العاصمة» حسبما أعلن المرصد السوري.

واستهدفت القذائف وفق المرصد، احياء باب توما وباب السلامة والقيمرية، لافتاً الى ان احدى القذائف سقطت على مطعم في الحي الاخير في وسط العاصمة.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة دمشق «استشهاد خمسة أشخاص واصابة 16 اخرين جراء اعتداء ارهابي بالقذائف على حي باب توما في دمشق».

واتهمت «ارهابيي جيش الاسلام» حسب تسميتها، بإطلاق القذائف على الاحياء السكنية، في اشارة الى احد ابرز الفصائل المقاتلة المتحصنة في اطراف العاصمة ومناطق عدة في ريفها.

ودخلت الاحد قافلة مساعدات جديدة مشتركة بين اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري والامم المتحدة الى مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك ان القافلة «ضمت 24 شاحنة محملة بمواد غذائية لاربعين الف شخص، ومستلزمات صحية اساسية للمرافق المحلية اضافة الى مواد غير غذائية ومنتجات تغذية».

وكانت اخر قافلة مساعدات تحمل مواد غذائية دخلت الشهر الماضي الى المدينة، وفق كشيشيك.

وفي ظل المساعي المبذولة على اكثر من صعيد لاستئناف مفاوضات جنيف بين اطراف النزاع السوري، اعلن الحكم في دمشق انه «مستعد لمواصلة الحوار السوري - السوري دون شروط مسبقة» وفق ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية.

ويأتي هذا الموقف بعد اعلان الموفد الدولي لسوريا ستافان دي ميستورا ان اب هو التاريخ المستهدف «لمنح فرصة كافية لبداية ناجعة» لجولة مفاوضات جديدة.

وعقدت منذ بداية 2016 جولتا مفاوضات بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة في جنيف برعاية الامم المتحدة، لكن لم تتمكن من تحقيق اي تقدم نتيجة التباعد الكبير في وجهات النظر حيال المرحلة الانتقالية ومصير بشار الاسد.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024