وسط حفاوة بالغة وترقب كبير تنطلق صباح اليوم  في قصر المؤتمرات بالعاصمة الموريتانية نواكشوط اجتماعات «قمة الامل» العربية رقم 27، والتي تقرر أن تعقد لمدة يوم واحد والمقرر أن تلتئم بخيمة ضخمة ألحقت به وشيدت خصيصا لهذا العرس الكبير، يقترب منها على بعد أمتار مقارات اقامة القادة وهي بمثابة فيلات وتم احاطة المنطقة بسياج أمني محكم من قوات الجيش والشرطة وأغلقت منافذ الطرق الطرق الرئيسية المؤدية الي القصر.

وشهدت نواكشوط على مدى الأيام القليلة الماضية استعدادات ضخمة لهذا الحدث الذي يتغنى به شعبها من النخب والعموم،والذي يعرف بأنه بلد المليون شاعر» تعداد سكانه لم يصل 4ملايين نسمة بعد»،فيما اعتبر الشعراء وجموع الشعب أن استضافة القمة بمثابة الحدث الثاني اﻷكبر واﻷهم بعد الاستقلال وخروج الاحتلال الفرنسي عام 1960.

وتسابق الناس خاصة الشباب المتطوعون في تجميل العاصمة من تنظيف لشوارعها وطلاء ﻷرصفتها والمباني المطلة عليها،بما في ذلك جذوع النخيل واﻷشجار،مما أضفى على المنطقة رونقا ملموسا اكتمل بالسواري التي تحمل أعلام الدول العربية على جانبي الطريق،وأعمدة الانارة التي تم تثبيتها حديثا والتي تضيئ بالطاقة الشمسية.

وأشيع أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تفقد بنفسه ترتيبات وتجهيزات القمة،فيما نشرت مواقع التواصل الاجتماعي والصحف أنه كان يستقل سيارة دون حراسه ويلتقي الشباب القائمين على حملات التنظيف والتجميل وجميعهم متطوعون ليشد من أزرهم. 

وقد اكتنف الغموض حجم التمثيل في قمة نواكشوط فيما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إنه تأكد حتى الآن حضور 9 من قادة ورؤساء وملوك الدول العربية اجتماعات القمة العربية التي تنطلق اليوم في نواكشوط.

وقال أبو الغيط أن الاجتماع سيحضره عدد كبير من رؤساء الحكومات والبرلمانات وممثلي الدول العربية، مؤكدا أنه لا يمكن الحكم على نجاح قمة ما بمستوى الحضور فقط خاصة وأنه لا يرتبط بأي خلفيات سياسية.

وأوضح أبو الغيط إن عددا من ملفات التعاون الاقتصادي بين الدول العربية ستكون حاضرة بقوة في اجتماعات القمة بالإضافة إلى الملفات السياسية المعتادة.

وستتمثل الدول ال22 الاعضاء في الجامعة العربية في هذه القمة، باستثناء سوريا التي علقت عضويتها.

وتنتظر مشاركة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز فيما اعتذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن الحضور وكذلك العاهل الاردني عبد الله الثاني فيما اعلنت مشاركة الرئيس السوداني عمر حسن البشير.

وفقاً لوكالة أنباء بترا الاردنية الرسمية، يرأس الوفد الأردني رئيس الوزراء هاني ملكي، يرافقه نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الصناعة والتجارة والتموين جواد عناني، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده.

وكلف الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح لتمثيله في القمة، حسب ما أعلن في بيان رئاسي.

وكان الأمين العام المساعد للجامعة العربية احمد بن حلي اكد اثناء اجتماعات المندوبين الدائمين، أن القادة العرب سيستعرضون «كل الازمات التي تعيشها الأمة العربية وجوانبها الأمنية» في إطار «مقاربة مناسبة وتوافقية».

وأوضح بن حلي أن مبدأ انشاء هذه القوة أقر في القمة العربية في شرم الشيخ في مصر في 2015، لكن ما زالت بحاجة تحديد طبيعتها وتشكيلتها ومختلف جوانبها.

وقد أثار تغيب الرئيس المصري الارباك في أروقة القمة،بالنظر الى كونه رئيس القمة المنتهية رقم 26،وكانت هناك مؤشرات كبير لحضوره لتسليم مقاليد رئاستها في نسختها الجديدة رقم 27 الى نظيره الموريتاني،وكذا لكون ولد عبد العزيز زار القاهرة منذ بضعة أشهر،قلده خلاله السيسي أعلى وسام مصري.

وقد كلف السيسي رئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل برئاسة وفد مصر خلال القمة، ونقل رسالة إلى الرئيس الموريتاني تتضمن الإعراب عن أطيب التمنيات بنجاح القمة في اعتماد القرارات اللازمة التي من شأنها تعزيز العمل العربي المشترك ودعم التكاتف والتضامن العربي في مواجهة مختلف التحديات التى تواجهها الأمة العربية في الوقت الراهن.

ومساء أمس وصل إلى نواكشوط أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وإسماعيل عمر جيلي رئيس جيبوتي للمشاركة في القمة.

من جهته كشف المتحدث الرسمي باسم الامين العام للجامعة محمود عفيفي في تصريحات خاصة عن أن وفد مصر برئاسة وزير الخارجية قدأضاف فقرة جديدة وافق عليها وزراء الخارجية وتم رفعها الى القمة.

وقال أن هذه الفقرة أدرجت ضمن مشروع القرار الخاص بتفعيل التعاون العربي لمكافحة الارهاب وتدعو الى تنفيذ قرار قمة شرم الشيخ خاصة ما يتعلق ببروتوكول انشاء القوة المشتركة لحماية اﻷمن القومي ومنع التدخلات الخارجية بالشئون العربية.

من جهته، اكد مندوب موريتانيا الدائم في الجامعة العربية ودادي ولد سيدي هيبه انه سيتم تبني «إعلان نواكشوط» في ختام القمة التي «ستتبنى موقفا يوحد العرب بدلا من تقسيمهم».

وسيناقش القادة العرب مشاريع قرارات متعلقة بالوضع السياسي والأمني في قمتهم التي تجري في وضع بالغ التعقيد في العالم العربي حيث تشهد دول عدة نزاعات خطرة علاوة على القضية الفلسطينية وملف الإرهاب.

كما ستبحث مشاريع اقتصادية واجتماعية يتأخر تطبيق بعضها مثل السوق العربية المشتركة والاتحاد الجمركي العربي.

وذكرت قمة نواكشوط بثاني قمة عربية تعقد بعد اقرار آلية تنظيمها الدوري في بيروت عام 2002 التي حضرها 9 رؤساء فقط ورغم ذلك أعتبرت واحدة من أهم القمم،والتي تبلورت خلالها مبادرة السلام الشهيرة التي قدمتها المملكة وتبنتها القمة،ولا تزال تعتبر واحدة من أهم منجزاتها.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024