تحت عنوان "لعبة الشطرنج الإيرانية: المزيد من التحركات على الطريق" كتب معلق الشؤون السياسية ناحوم برنياع في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية مقالا تحدث فيه عن ان الايرانيين كانوا في حالة دفاع الى يوم السبت حيث انتقلوا الى مرحلة الهجوم.


وقال الكاتب إنه ليس صدفة ان يكون الايرانيون اخترعوا لعبة الشطرنج، فهم يديرون في الفترة الاخيرة لعبة معقدة ضد اسرائيل عبر الساحة السورية واللبنانية، وحتى يوم السبت كانوا في حالة دفاع أما بعدها فقد شنوا هجوما، وتحركات إضافية على الطريق.


وحسب الكاتب فإن ايران واسرائيل تقاتلان بعضهما البعض منذ سنوات، وقد تم التقيد الصارم بقاعدة واحدة: تجنب النزاع المباشر والمفتوح.


وأضاف الكاتب ان ايران هاجمت من خلال حلفائها والأكثر فتكا بينهم هو حزب الله، اما اسرائيل ففضلت العمليات السرية من تحت الرادار، أما السبت ولأول مرة كسر هذا الحاجز وهذه حادثة مهمة، والحدث الثاني هو إسقاط طائرة مقاتلة من طراز F-16 في المجال الجوي الإسرائيلي، وهذه هي المرة الاولى التى يتم فيها اسقاط طائرة تابعة للقوات الجوية الاسرائيلية منذ عام 1982.


وقال الكاتب ان الجيش الاسرائيلي بذل جهدا للتهدئة: إن إصابة طائرة واحدة لا يشير إلى فقدان التفوق الجوي الإسرائيلي وعلى الرغم من ذلك، عندما يتبين بان مضادات الطائرات لدى الجيش السوري يمكنها أن تسقط طائرة في سماء الجليل فللإسرائيليين سبب للقلق، وإن اسقاط الطائرة يطرح اسئلة عن حرية عمل سلاح الجو في ضرب اهداف في سوريا وفي لبنان، ومنذ الحسم في الحرب الاهلية في سوريا تتغير قواعد اللعب، على الارض وفي الجو.


وأشار الكاتب الى انه وفي بداية الشهر شارك في سلسلة من المحادثات والجولات مع كبار المسؤولين في الجيش الاسرائيلي، تركزت على المعركة في الشمال. والمقال الذي نشر في اعقابها عنونه بـ“حرب الشمال الاولى”، وقال الكاتب: " لست أنا من اخترع هذا التعبير – اخترعه قائد فرقة في المنطقة."


وحسب الكاتب فإن هدف المحادثات كان “اعداد صناع القرار في العالم والرأي العام في البلاد لامكانية نشوب حرب وبشكل غير مباشر الايضاح للإيرانيين بان اسرائيل لا تخاف المواجهة العسكرية”.


وأشار الكاتب الى ان الجيش الاسرائيلي لا يريد الحرب ولا حتى القيادة السياسية أيضا فالتحذيرات تستهدف منع الحرب وليس احداثها والهدف الاساس لهذه التحذيرات كان بوتين، وكانت الفرضية هي أنه اذا فهم بوتين بانه قد تنشب حرب في الشمال مما يجعل من الصعب عليه فرض الاستقرار في سوريا وتهز مكانته كمحكم أعلى بين الدول في المنطقة فانه سيحرص على وقف الايرانيين، هذا لم يحصل والجهد العظيم الذي بذله نتنياهو في أسر قلب بوتين باء بالفشل.


وقال الكاتب ان بوتين يعرف كيف يغدق اقوال المحبة على آذان رؤساء وزراء اسرائيل، ويدعهم يشعرون بانه معجب بهم وبدولتهم، وهم يتباهون بعلاقاتهم معه امام جمهور ناخبيهم اما هو فليس صديقا، وفي حديث مع أحد اسلاف نتنياهو قال بصراحة: أنا أعمل فقط وفقا لمصالح روسيا كما افهمها.


وأضاف الكاتب انه وفي الوقت الحالي مصلحة روسيا هي الحفاظ على حلفها مع ايران وليس التورط في تدخل مباشر في الحرب وإن التنسيق مع اسرائيل يستهدف خدمة هذين الهدفين، فالتنسيق مع اسرائيل هو تكتيك أما الحلف مع ايران هو استراتيجية، وإن اسرائيل لا يمكنها ان تعول على نوايا بوتين الطيبة ويجب ان تجد سبيلا لاجباره على اتخاذ إجراءات.


وقال الكاتب ان نتنياهو آمن بأن بوسعه أن يجند الادارة الاميركية من أجل كبح جهود ترسيخ إيران في سوريا، وكما هو معروف فان ترامب اكثر ودا لاسرائيل من بوتين ولعله هو الذي سيجلب الخلاص، لكن لشدة الاسف هذه الخطوة فشلت هي الأخرى: ادارة ترامب تخلت عن تدخل حقيقي في تقرير مصير سوريا، وهي تحشد جهودها في الشرق على الحدود مع العراق أما في جبهتنا فليس لنا من نعتمد عليه غير أنفسنا.


وحسب الكاتب فإن السؤال الكبير هو من سيقوم بالخطوة التالية في لعبة الشطرنج هذه، متى وكيف. السيناريو الظاهر هو تنظيم قافلة اخرى لحزب الله تنقل الصواريخ الدقيقة من سوريا الى لبنان، وسيتعين على اسرائيل أن تقرر هل تغض النظر وتخاطر بفقدان رادعها، أم تهاجم وتخاطر بالتحريض نحو حرب.


وأضاف الكاتب انه حتى الآن الجيش الإسرائيلي كان حريصا على عدم وضع خطوط حمراء فمن رسم خطا أحمر يصبح أسيره.


وقال الكاتب ان معظم الحروب في الشرق الأوسط كانت نتيجة لتطور غير مقصود، ولا أحد من اللاعبين مهتمين بالحرب الآن - لا في إسرائيل ولا في لبنان أو سوريا أو وفقا للتقييمات الإسرائيلية حتى إيران.


وأضاف الكاتب ان الاسرائيليين يرون أن الحرب شيء لا لزوم له حتى يوم السبت خلال يوم درامي في الشمال، زار 100،000 شخص المحميات الطبيعية و 25،000 زاروا جبل حرمون، وكان الجيش الاسرائيلي فرحا فقد رأى في ذلك دليل ثقة من الاسرائيليين لجهازهم الامني ولعل السبب هو عدم ثقة الاسرائيليين بخطاب الحرب لزعمائهم وهم يرفضون الهلع من شيء لا يمكنهم تغييره.


وأنهى الكاتب قائلا انه يجب لهذا السبب على الدولة أن تستمر كما هو مخطط له: يجب على هيئة الأركان العامة أن تبقي على مراقبة نشاط الإيرانيين، وينبغي للشرطة أن تواصل العمل على تحقيقات الفساد. وينبغي أن يقدم الجيش الإسرائيلي توصياته، وأن تقدم الشرطة توصياتها الخاصة، رجاء لا تخلطوا الامور.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024